الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
وداعا مفيد....د. عناد جابر

 

 (إلى روح فقيدنا الغالي الشاعر الصديق مفيد قويقس - رحمه الله)

 
على أيّ بحرٍ أصوغُ رثائي       
وأغرِفُ مِنْ أيّ بحرٍ عزائي؟

وكلُّ البحورِ دهاها اضطرابٌ      
فكيفَ سيُبْحِرُ حائي وبائي؟

وأيُّ بيانٍ سيُسعِفُ حرفي             
وكلُّ البيانِ رَهينُ البكاءِ

رثاؤكَ باتَ يُعانِدُ حبري             
كأنّ رحيلَكَ مَحضُ افتراءِ

وقلبي يكذِّبُ سَمْعي وعيني   
ويضرِبُ بالنّعيِ عُرْضَ الفضاءِ

أحقًّا رحلتَ وأخلفتَ وعدًا             
بألفِ قصيدٍ وألفِ لقاءِ؟

أترحلُ والدّربُ توقٌ وشوقٌ     
لِخطوِكَ, شوقَ الثرى للرَّواءِ

أتمضي وتتركُ غِيدَ القوافي         
تنوحُ وتندُبُ مُرَّ التّنائي؟

وتتركُ أهلًا على نارِ فقدٍ              
ودارًا تكابدُ هَوْلَ البلاءِ

وتتركُ صحبًا وقد كنتَ فيهم        
كبدرِ الليالي جَلِيَّ الضّياءِ

صديقًا صَدوقًا نقيَّ الطّوايا          
أمينًا سَخيًّا عظيمَ الوفاءِ

خلوقًا لطيفًا كنسمةِ فجرٍ          
بشوشًا رقيقًا كنبعِ الصّفاءِ

أحقًّا رحلتَ؟ وهلْ كنتَ تدري   
بقربِ الفراقِ وبُعدِ الترائي؟

فرُحتَ تفيضُ حُروفًا وحُبًّا          
تشيِّدُ صَرحًا متينَ البناءِ

كأنّكَ كنتَ بأوجِ سِباقٍ          
معَ الوقتِ قبلَ نزولِ القضاءِ

رحلتَ وكنتَ ابتُليتَ بعشقٍ          
لخيرِ ترابٍ وخيرِ انتماءِ

فجُدتَ بشعرٍ بهِ الضّادُ ترقى         
رفيعٍ غنيٍّ بروحِ الإباءِ

وأنشدتَ للحبِّ لحنًا عَذوبًا    
وطرّزتَ -شعرًا- عَباءَ الإخاءِ

مفيدُ أيا شاعرًا لا يُجارى            
وقلبًا كبيرًا بَهِيَّ النّقاءِ

لوَ انَّ نجاتَكَ كانتْ بفَدْيٍ        
لقدّمتُ روحي وربِّ السماءِ

رحلتَ بجسمِكَ لكنْ ستبقى        
شديدَ الحضورِ بكلِّ البهاءِ

وتبقى ابتسامةَ وجهٍ صَبوحٍ        
وصوتًا لحُرٍّ عديمَ الفناءِ

وتبقى حروفُكَ نورًا ونارًا      
بوهْجِ الشّموسِ بغيرِ انطفاءِ

فنمْ يا صديقي قريرًا فخورًا        
بما قد لقيتَ مِنَ الإحتفاءِ

وداعًا مفيدُ وليتً المنايا           
تخَطتْكَ حتى يُحَمَّ قضائي

فلو مِتُّ قبلكَ كنتُ سأزهو           
لأنّ المفيدَ يقولُ رثائي

2019-01-14