الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بورسعيدية: نشعر بأننا غزة أخرى تقاتل إسرائيل
بورسعيدية: نشعر بأننا غزة أخرى تقاتل إسرائيل

هبة صالح من بور سعيد

اخرجت بهية السيد، وهي جالسة في شقتها الصغيرة في مدينة بور سعيد المصرية، ألبوم صور ابنها محمد المهووس بكرة القدم، المحكوم عليه بالإعدام، والتي يظهر فيها في أيام كانت أكثر سعادة.

وتساءلت بينما تشير إلى صور تظهر الشاب مع لاعبي كرة قدم من نادي "المصري" المحلي: "هل هذا وجه قاتل؟ لقد قبضوا عليه فقط لأنهم تعرفوا على وجهه عندما ظهر في الكاميرا بين الشوطين يهتف ويحتفل بالهدف الذي سجله فريقه".

ومحمد من بين 21 شخصا أيدت محكمة الحكم عليهم بالإعدام يوم السبت الماضي، لمشاركتهم في أعمال عنف قاتل في مباراة لكرة القدم في العام الماضي؛ ما عمق معاناة مدينة تشعر بأن نظام الرئيس الإسلامي، محمد مرسي، تخلى عن وعده لها.

وقتل نحو 42 شخصا في مصادمات مع الشرطة في كانون الثاني (يناير) الماضي، خلال يومين أعقبا صدور الحكم بالإعدام. واندلعت أعمال العنف مرة أخرى الأسبوع الماضي، قبل تأييد الحكم، حيث اشتبك محتجون مسلحون بالحجارة وقنابل المولوتف مع الشرطة في ميدان الشهداء الرئيس أمام مقر الأمن ومكتب المحافظ.

وبالأمس تجمع عشرات قرب المباني المغطاة بألواح خشبية الآن، والتي يتناثر فيها الزجاج المكسور صار لونها أسود بفعل الدخان.

وقالت عطيات عبده، إحدى الموظفات الحكوميات في المنطقة: "نشعر بأننا أصبحنا غزة أخرى تقاتل إسرائيل. لكن صدقونا نحن هنا في بور سعيد."

ويقول كثيرون في بور سعيد، وهي مدينة تجارية مهمة على قناة السويس ذات الأهمية الاستراتيجية، إن الأشخاص الـ21 بريئون، وإن الأحكام تهدف فقط لاسترضاء منتقدي الرئيس في القاهرة.

وقُتل أكثر من 70 شخصا في أعمال الشغب التي حدثت في ملعب المدينة العام الماضي، معظمهم من مشجعي النادي الأهلي، وهو فريق منافس رائد في القاهرة. ويعتقد كثيرون أن الشرطة سمحت متعمدة باندلاع العنف.

وهددت جماعات منظمة من أنصار الأهلي المتشددين، والمعروفين باسم "الألتراس"، بإثارة الفوضى في القاهرة إذا لم يكن هناك عقاب على مقتل أصدقائهم. واندلع العنف في القاهرة في نهاية الأسبوع الماضي وسط حالة غضب من تبرئة سبعة من ضباط الشرطة.

وتشكو عطيات عبده وآخرون غيرها من وحشية الشرطة، التي أجبرت على الرحيل وسط الغضب المحلي وتسليم مهمة الحفاظ على الأمن إلى الجيش.

ووصف محمد مهران، الذي يعمل في إحدى شركات الهاتف الجوال، كيف أنه شهد خلال الاحتجاجات في الأسبوع الماضي رجل شرطة يُسقِط لوح رخام على متظاهر ويحطم جمجمته، ثم يرقص بعد ذلك احتفالا بفعلته.

وقال مهران: "لقد جعلني هذا أشعر بأنني في حاجة إلى سلاح. وقد اتصلت بعديد من الأشخاص لأحصل على سلاح. إنهم يتهموننا بأننا بلطجية ويرفضون إعطاءنا حقوقنا. لا أحد يقف معنا".

وفي بور سعيد، يوجد جرافيتي كُتب فيه "مرسي = بشار" تم نقشه على أحد الحوائط. وتوجد في ميدان الشهداء لافتة كُتب عليها: "البور سعيدية مش بلطجية: إحنا بندافع عن قضية".

ويقول كثيرون في بور سعيد إنهم لن يسمحوا بأن تجرى الانتخابات البرلمانية، المقررة هذا العام، في مدينتهم. وإضافة إلى ذلك، يُقال أنه تم إجبار الإخوان المسلمين الذين ينتمي إليهم مرسي وحزبهم، "الحرية والعدالة"، على الابتعاد عن الأضواء في المدينة.

وقالت سمية ضرغام، التي تعمل في وزارة التموين: "للأسف، انتخبت مرسي، لكنني أتمنى لو كانت يدي قطعت بدلا من التصويت له".

وقالت سلوى محمد، مديرة مدرسة: "لن يجرؤ مرشح على الترويج لنفسه في الانتخابات هنا أو وضع ملصق. نحن جميعا نرفض الانتخابات".

وفي محاولة لاسترضاء المقيمين في بور سعيد، أصدر مرسي تشريعا يسمح لهم باسترداد حالة "الإعفاء من الرسوم الجمركية" التي فقدوها في السنوات الأخيرة. لكن أشرف حسن، وهو من أهالي المدينة، قال خارج محل ملابس خاص به في شارع خال من الزبائن تقريبا، إن بور سعيد لم تكن تسعى لتعويض مادي عن آلامها.

وتابع: "لقد استسلموا لضغوط الألتراس الأهلاوي لمنع شوارع القاهرة من الاشتعال. وبور سعيد ليست أقل أهمية من القاهرة".