الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عراة نحن ايها الشهداء ../ عبدالسلام شهاب
عراة نحن ايها الشهداء ../ عبدالسلام شهاب

اليوم الثلاثاء، العاشرة صباحا شارع الوحدة، مقابل مكتب منظمة التحرير، فوجئت بتجمع اهالي عددا من امهات وارامل الشهداء "المدنيين" الذين سقطوا في حرب الرصاص المصبوب او "الفرقان" يطالبون هنية وعباس بصرف رواتب لأبنائهم الشهداء "المدنيين" واعتبارهم شهداء مثل الشهداء "المقاومين" الذين سقطوا في ذات الحرب. فهمت من النساء والاباء المعتصمين ان لا جهة تصرف لأبنائهم.  اب قال لي بحرقة: " ذهبت الى جمعية النور في غزة، قالوا لي ابنك تبنته فتح، اذهب الى فتح يصرفوا له!!".
سيدة  قالت:" ابنائي الثلاث سقطوا ولم يلتفت لنا احد ، لا في غزة ولا رام الله وتطالب عباس  بالتدخل" . 
شيء صادم ومخجل يظهر كم نحن متناقضون مع انفسنا ننادي بالشيء ونفعل نقيضه تماما.
أي عار واي وضاعة اكبر من هذا التمييز: " شهيد مدني" واخر محارب"  او " منظم" . 
يا رجال التشريعي المنتهى الصلاحية ، هل تتفضلون بالاستقالة احتجاجا على هذه الكبيرة التي دونها كل الكبائر.
يا شباب وشيوخ ومدرسين وافاضل، هل نعلن براءتنا من عبادة الاصنام.
يا من تأتون لمساندة غزة هل تركلون بأقدامكم موائد اللحم والرز والسمك وضيافة الروتس والمتحف والموفمبيك وتنقذونا من شيطان  يجرى في داخلنا، واعمانا عن التوقف والنظر الى وجوهنا في المرآه .
الشهداء.. الشهداء.. 
شهداء الفرقان! يا هنية ويا مشعل، وبدرجة اقل يا عباس.
مشعل؛ هل سنرتكب حراما  ان نحن امتلكنا الجرأة، و  ذكرناك بحقيقة ما جرى، فاشتعلت حرب ديسمبر 2008،  يوم وقفت انت (اظن من عاصمة المقاومة والتحرير يومها  دمشق) لتعلن في مؤتمر صحفي ( وكان قد تبقى من عمر التهدئة التي وقعت بين حماس والاحتلال برعاية مصرية  يومان او ثلاث) لتعلن ان التهدئة مع العدو انتهت، وان حماس ( وكم يؤلمني ان يختزل الوطن في فصيل مهما كان كبيرا ورائدا )  لن تمنح الاحتلال بعد اليوم تهدئة مجانية، وان الاحتلال وقطعانه لن ينعموا بالأمن بعد اليوم الا  برفع الحصار كاملا عن غزة بدون شرط او قيد.
وبدا ناطقو حماس: فوزي برهوم وصلاح البردويل ومحمد نزال وغيرهم  يهددون ويتوعدون " لا تهدئة مجانية بعد اليوم".   فاشتعلت الحرب التي دامت 22 يوما، وتوقفت بعد ان اسفرت عن النتائج التي يعرفها الجميع: 1417 شهيد، 4336 جريح ناهيك عن الممتلكات المادية،  وظل الحصار كما هو " الصي صي والعي عي".
اما محمود عباس كان موقفه واضح ومعروف للجميع، التهدئة وعدم اعطاء أي مسوغ للاحتلال للبطش بالبلاد والعباد ، سعى وحاول كل جهده لتجديد التهدئة لكن حماس رفضت التجديد. وطالبت برفع الحصار اولا.
هذا الامر يجب ان يعرفه الجميع. الحرب تبنتها حماس منذ البداية واعتبرت ان محمود عباس متآمر ومشارك فيها.
وبالتالي ليس من العدل او المنطق ان تتهرب حماس من المسئولية وتلقي بهؤلاء الشهداء في الشارع بحجة ان على عباس ان يتحمل المسئولية. مسئولية الشهداء المدنيين الذين سقطوا في هذه الحرب تحديدا ملقاه في عنق حماس بدرجة اولى وثانية وثالثة. وهذا لا يعني ان نعفي عباس والحكومة في رام الله من تحمل المسئولية . فالوطن اكبر من الجميع ولا يجب ان نحمل الشعب الغلبان مسئولية اذا رمته احداث تعذر ردها، والوقت وقت اسعاف المصاب لا تبادل المسئولية.  
ايها السياسيون الفلسطينيون من كل الاحزاب وفي كل المواقع ، تعالوا فوق الكراهية وضغائن الصراعات الحزبية والولاءات الخارجية. دعوا كل الاطراف الخارجية وراء ظهركم حين يتعلق الامر بشعبكم.
والا ان استمر الحال:
فإنكم لستم انظف ثوبا من احمد عز وعلي زين العابدين وبشار وحبيب العادلي.
يا من ملأتم شاشات التلفزة والمنابر صراخا وعويلا
لا تفقدوا  بشريتكم .. "قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا".
كم شعرت بالخجل هذا الصباح حين رأيت المشهد في شارع الوحدة.
" ابنك شهيد من تنظيم اخر، لا دخل لنا!!"
ارأيتم : "الكراهية" حين تصبح اغلى عندنا من الاقصى
اغلى من فلسطين
اغلى من الدين
لم تنتفضوا كما انتفضتم لخصلة شعر تظهر من راس فتاة!.
اكاد اجزم: ان جهادنا هذا حرام، حرام، حرام،  اذا اسقط شهداء لا يعترف بهم السادة والمفتون في فنادق الخمس نجوم.
يا رب كفى خجلا .. كفى ساسة لا خبرة ولا تجربة ولا شعورا بمسئولية،  ورجال دين عميان يكبرون صغائر الامور ويبلعون السنتهم عند العظائم.
وطني هل انت بلاد الاعداء
وطني هل انت بقية من داحس والغبراء..!!