الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فيروس الطلاق يضرب الفنّانات دون الفنانين!
فيروس الطلاق يضرب الفنّانات دون الفنانين!

بيروت ـ علي حلاّل

الطلاق وعدم الاستقرار هما الضريبة الأقسى التي يدفعها الفنّانون، فيخسرون حياتهم الأسريّة، وتنهار جدران منازلهم من شدّة الأضواء المحيطة بها وكثرتها. ولا تقف مشاكل الفنّانين عند مجرد انتهاء الزواج، في بعض الأحيان، إذ يتعدّى الأمر إلى حضانة الأولاد وما ينتج عنها من مشاكل لا تخفى على وسائل الإعلام.
فقد نشرت دراسة قبل سنوات، جاء فيها أنّ 84 % من الفنّانات في العالم العربيّ يُعانين مشاكل عائليّة. وذكرت الإحصائيات الواردة فيها أنّ 50% من الفنّانات مطلّقات لمرّة واحدة أو لعدّة مرات، و6% قمن بفسخ خطوبتهنّ، و15% تخطّين سنّ الزواج ويتهدّدهنّ شبح العنوسة، و14% تطلّقن وخضن تجارب فاشلة قبل أن يتزوّجن ثانية، فيما نسبة المستقرّات عائليّاً فتبلغ 14% فقط. وشملت الدراسة أكثر من 100 شخصيّة فنيّة من لبنان ومصر والعالم العربيّ.
أثارت تلك الدراسة التي نُشرت اهتمام وسائل الإعلام، خصوصاً أنّ أيّ طلاق فنّي تتبعه في الأغلب شائعات تُثير شهيّة القراء، فيما كان اللافت أنّ الدراسة شملت الفنّانات وتجاوزت عن الفنّانين، ربّما لأنّ الفنّانات هنّ من يدفعن ثمن نجوميّتهن أكثر من الفنّانين الذكور.
وبنظرة سريعة إلى الزيجات الفنيّة، يتبيّن أنّ الفنّانين الرجال نجحوا في الحفاظ على استقرارهم الأسريّ، ابتداءً من وديع الصافي وصولاً إلى جيل الفنّانين الشباب.
تاج جمال وحبّ في عيد الحب
الفنّان راغب علامة خذله الحظّ في زواجه الأول من رندا زكّا، فعاد إلى الارتباط مرّة أخرى بزوجته جيهان، وأثمر زواجه "خالد" و"لؤي". وقد بقي زواج راغب وجيهان مستمرّاً منذ سنوات، برغم أنّ شائعات الطلاق تُطارده بشكل دائم.
الفنّان الكبير وديع الصافي استطاع أن يصمد في زواجه لأكثر من 70 عاماً، وحقّق النّجاحات المتتالية بمساعدة أبنائه، وبقيت زوجته بعيدة عن الإعلام برغم شهرة الصافي.
الفنّان عاصي الحلاني وزوجته ملكة جمال لبنان السابقة كوليت بولس، استمرّ زواجهما برغم كلّ شائعات الطلاق، مع 3 من الأبناء. عاصي وعائلته يعيشون تحت الأضواء، فالزوجة كوليت كانت قد حصلت على لقب جماليّ قبل أن تتزوّج بعاصي، وبقيت تُمارس نشاطاتها الخيريّة، فيما ابنتهما البكر "ماريتا" انطلقت في عالم الغناء أخيراً في مشروع خيريّ، فلفتت أنظار وسائل الإعلام التي توقّعت لها نجوميّة لا تقلّ عن تلك التي حقّقها والداها. وبرغم الأضواء المسلّطة على عائلة الحلاني، لا تزال العائلة مترابطة، ولا تزال كوليت حريصة على مواكبة زوجها في كلّ نشاطاته الفنيّة.
وليد توفيق وملكة جمال الكون جورجينا رزق مستمرّان في زواجهما منذ 23 عاماً، في ظلّ سكونٍ للشائعات يكاد يكون تاماً، إذ لم تُطارد هذا البيت الشائعات كما تفعل مع الفنانين الآخرين. ويبدو أنّ ما ساهم في إنجاح زواج وليد وجورجينا هو انصراف جورجينا لتربية عائلتها، بعد تخلّيها عن الأضواء، لأنّها تعتبر الشّهرة مجداً باطلاً.
زواج وائل جسّار لا يزال صامداً هو أيضاً. وبرغم أنّ وائل كان حريصاً على عدم إظهار عائلته أمام الأضواء، إلا أنّه احتفل بعيد زواجه علناً في الإمارات العربيّة، حيث كان يُحيي عيد الحبّ، فأعرب عن حبّه لزوجته التي التقاها قبل 15 سنة في اليوم المشهود، وتبادلا عهود الوفاء أمام جمهور المعجبين.
مقابل نجاح زيجات الفنّانين، يبدو أنّ الفشل هو مصير كلّ الزيجات الفنيّة، أيّاً يكن وضع الفنّانة من سفيرتنا إلى النجوم فيروز، إلى الصبوحة وصولاً إلى هيفا وهبي.

طلاق وشائعات وجريمة قتل
الانفصال بين فيروز وعاصي الرحباني كان غير رسميّ، بعد نجاحات حقّقاها معاً، وأنجبا خلالها أربعة أبناء، حتّى إذا قارب عاصي الموت، عادت إليه الفنّانة الكبيرة، لتؤازره في رحلته الأخيرة.
ولعلّ الصبوحة أكبر مثال على عدم استقرار الفنّانات، فهي كانت ترغب ببناء منزل وعائلة، وخاضت أكثر من زواج انتهى بطلاق مرّ، ما شكّل العنوان الأساسيّ في مسيرتها، لتُعلن أخيراً أنّه لو عاد بها الزمن إلى الوراء، لما كانت تزوّجت بالأصل.
الفنّانة ماجدة الرومي أيضاً شهدت طلاقاً قاسياً، بعد سنوات من الحبّ والعمل والنجاح، عندما أعلنت طلاقها من زوجها أنطوان دفوني. وبرغم ما أثاره الطلاق من شائعات جارحة، فقد آثرت الفنّانة الصمت محتفظة بجرحها الذي لم تتحدّث عنه يوماً، أقلّه في العلن.
نجوى كرم شهدت في مسيرتها الفنيّة الكثير من الشائعات، بعضها زوجّها والبعض الآخر طلّقها، بالرّغم من أنّ نجوى لم تتزوّج سوى مرّة واحدة من متعهّد الحفلات يوسف حرب، واستمرّ زواجها أكثر من سنتين، قبل أن تُعلن وزوجها الطلاق، من دون إبداء الأسباب الموجبة؛ فهل كان للأهل دور في حصول ذلك الطلاق، وهم الذين أبدوا رفضهم للزواج على الدوام؟!.
نوال الزغبي أيضاً عانت كثيراً بعد انفصالها عن زوجها إيلي ديب، ولم تستطع التوفيق بين الفنّ والعائلة، برغم استمرار زواجها لأكثر من عشر سنوات، أنجبت خلالها ثلاثة أبناء. وقد انهار زواج نوال بسبب مشاكل بين الطرفين، أدّت إلى احتجاب نوال عن السّاحة الغنائيّة لفترة، ثمّ وصلت أصداء انفصالها إلى الصحافة، وكان بينها وبين زوجها من ثَمَّ تراشق إعلاميّ تناقلته الصحافة كمادّة دسمة، برغم أنّ الطلاق الرسميّ لم يقع بعد.
أصالة بدورها عاشت تجربة قاسية، إذ انفصلت عن زوجها أيمن الذهبيّ، للتزوّج لاحقاً بالمخرج المصريّ طارق العريان الذي أنجبت منه توأميها علي وآدم، فيما لا يزال التراشق الإعلاميّ بينها وبين طليقها مستمرّاً، أقلّه من جهة هذا الأخير، بسبب خلافهما على حضانة ولديهما اللذين كانا من نصيب أصالة.
وقد نالت الفنّانة ديانا حدّاد نصيبها من الطلاق، بانفصالها عن زوجها المخرج سهيل العبدول، وإن بهدوء، لتُعلن بعد ذلك أنّها لن تتزوّج مجدّداً، بسبب رغبتها في التفرّغ لفنّها ولابنتيها.
وتبقى التجربة الأقسى هي تجربة الفنّانة الراحلة سوزان تميم التي أحبّها كثيرون، وتزوّجت أكثر من مرّة، ثمّ لتلقى حتفها بسبب علاقة حبّ فاشلة، دفعت ثمنها حياتها، وهي في أواخر العشرينات من عمرها.

سيدتي