الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هناك مازال قمر /حمزة مفيد عرار
هناك مازال قمر /حمزة مفيد عرار

"1"

هكذا غزة... او هي كما أجبرت أن تكون... دثرت بأبشع سواد... يسدل جناحيه ، من الغياب وحتى البزوغ... الظلام فرص الخفافيش لتلهوا ... وصباح البوم ليفرك عينيه ويصحوا... والطفل تسكته أمه بقصص نهار جميل ،عند قوم ما بعيدون ليغفوا... هناك حيث الكل يتهامسون... و إذاعة العرب تغني وتهتف ...وأنهم قادمون..!!!

ليلى من بعد العصر افترشت ألوانها بنوم عميق ... قامت ..فركت عينيها ...وفركة أخرى تتبعها بأخرى .. لا يوجد ضوء تراه ،..تحسست حولها ...كأنها أورقها... هناك رسمة لزيتونة خضراء غفت فوقها.. لم تكتمل ... صرخت ، ونادت ، واستغاثت .... تحسسها أبوها...وأمها أخطأت بدميتها... أين عيني لا أرى؟!!

...أين عيني لا أرى؟!!

هي سيجارة كالتي أطفأتها ... اطمئن عيني المفزوعة بنورها ... هي سيجارة أخيرة لعود ثقاب أخير!!!

... حملتها وتشهق كالتي تذكرت شيئا ما... تحسست نحو الباب ، وقعت ، ثم قامت ... ببرودة ما صافحت قطرات عرق تتوغل خيوط جبهتها ... هي إذا خارج خيمتها... دارت يمنة ويسرة.... و بصوت تمدد افزع شيئا ما تحرك هناك ... ربما اختلط بدمعتين أو أكثر.... بنيتي هاك هو القمر...هاك هو القمر ...

"2"

القمر هبة الله ...لاصحاب الليالي القاحلة.. ربما قمرين ...فهناك على سكون البحر قمر افترش الموج ... وربما اكثر ، ربما بركة الدماء ، مرآة يبتسم فيها قمر .... ليست وحدها القمر تبدد الظلام ... لهب غارة... سنا مدفعية... او رذاذ عطسة توهجت من فم بندقية هناك... ربما قمر لم نعلم عنه شيئا....ارتسم على بؤبؤ ليلى ... لم تمتلك وقتا لتشبع منه ... ولا حتى امها سمعت جوابها ان ابصرته... كل المتلذذون بنومهم .. بطعامهم ... وفيلم السهرة... وحتى مع نسائهم ... هم خائنون...خائنون.. حتى ظهور الشمس خائنون. ارحلوا الى الله ... وسيرحل الظلام يا ليلى.