الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تفاصيل يوم الفيفا الطويل.. من زيورخ إلى ميامي
تفاصيل يوم الفيفا الطويل.. من زيورخ إلى ميامي

شهدت مدينتا زيورخ السويسرية وميامي الأميركية، الأربعاء، حملات أمنية ضد مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم وشخصيات كروية بارزة على خلفية قضيتين منفصلتين، الأولى تتعلق بالفساد والثانية بملف استضافة المونديال لعامي 2018 و2022.

فقبل يومين فقط على الانتخابات الرئاسية للفيفا التي تشهد مواجهة بين الرئيس الحالي جوزيف بلاتر الساعي إلى ولاية خامسة ومنافسه الأمير الأردني علي بن الحسين، تعرض الفيفا لزلزالين قويين إلا أن تداعيتهما لن تصيب موعد الانتخابات.

وفي القضية الأولى التي تتعلق بتهم فساد باتت تنخر عظام الاتحاد الدولي، حضر شرطيون سويسريون بلباس مدني، بطلب من السلطات الأميركية، إلى فندق فخم في وسط مدينة زيورخ حيث كان يتواجد أبرز مسؤولي الفيفا قبيل الانتخابات.

وخرجوا من الفندق بعدما أوقفوا سبعة مسؤولين من الفيفا بتهمة قبول رشاوى بمبلغ إجمالي يصل إلى عشرات ملايين الدولارات من التسعينيات وحتى الآن، ووضع المشتبه بهم قيد الحجز الاحتياطي في انتظار طلب السلطات الأميركية تسليمهم.

وفي موازاة حملة المداهمات، وجه القضاء الأميركي تهمة التآمر والفساد إلى تسعة مسؤولين منتخبين في الفيفا، وخمسة مسؤولين كبار، بعد أن داهمت الشرطة مقر اتحاد كرة القدم في أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف" في ميامي.

وأشارت المدعية العامة، لوريتا لينش، في البيان الصادر عن وزارة العدل الأميركية إلى أن تحقيقها يستند إلى مخالفات ارتكبها المتهمون على مدى الأعوام الـ24 الأخيرة، مضيفة أن 4 أفراد وشركتين اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم في هذه القضية.

ملف مونديالي روسيا وقطر

أما القضية الثانية التي لا تقل أهمية، فتتعلق بفتح مكتب المدعي العام السويسري قضية جنائية ضد مجهول للشك بـ"تبييض الأموال وخيانة الأمانة" في ما يخص ملف استضافة مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر.

ووجهت هذه الاتهامات بعد أن صادرت الشرطة وثائق إلكترونية من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم إثر مداهمة المكان في زيورخ، في ضربة أخرى لإحدى أكثر المنظمات ثراء في العالم التي تتحكم بالرياضة الأكثر شعبية عالميا.

وأشار وزير العدل السويسري إلى أن السلطات المحلية تحركت في هذه القضية، لأن بعضا من المخالفات التي حصلت كانت على الأراضي السويسرية، مضيفا أن هذه الإجراءات الجنائية مفتوحة منذ 10 مارس 2015، ولم يتم الإعلان عنها حتى اليوم.

وأثار يوم الفيفا الطويل موجة من ردود الفعل، أبرزها صدرت عن الأمير الأردني الشاب، الذي اعتبر أن ما حصل هو "يوم حزين لكرة القدم"، مشددا على أن الاتحاد الدولي يحتاج إلى قيادة "تستعيد ثقة مئات الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم."

وفي حين أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنه "متفاجئ وحزين" للتطورات التي حصلت اليوم، دعا رئيسه، ميشال بلاتيني، إلى اجتماع طارئ للجنته التنفيذية بعد ظهر الأربعاء، لمناقشة تداعيات زلزالي الفيفا.

وبعد أن اعتبرت النائبة العامة في الولايات المتحدة أن مسؤولي فيفا الذين أوقفوا "أفسدوا كرة القدم العالمية لخدمة مصالحهم الخاصة وإثراء أنفسهم"، هل اقتربت النيران من بلاتر الثمانيني الذي يرأس الفيفا منذ 1998، وهل باتت اللعبة بحاجة لدماء شابة.