الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ألا يكفيكم ذلاً في برشلونة؟
ألا يكفيكم ذلاً في برشلونة؟

حسين وهبي:

لم تكن كرة القدم يوماً معزولة عن السياسة، وإذا ما ضيقنا المجهر للبحث في كتالونيا فسنجد أن العصب السياسي هناك هو فريق برشلونة. ليس الشعار من فراغ "أكثر من مجد نادي"، وليست الأعلام التي تُحمل عند كل حدث أوروبي في الملعب قصة عابرة، فلما يُسمح طفلٌ مهووس ووالده بهز كل هذا التاريخ من النضال؟

ليس الحديث هنا عاطفياً، رحل كريستيانو وبيكهام عن يونايتد وبقي صامداً، رحل الكثير من النجوم عن ريال مدريد والتجديد كان أكثر قوة، رحل رونالدينيو عن برشلونة سابقاً فحمل ميسي الشعلة، فلماذا كل هذا الخنوع؟

في التكتيك؟ من قال إن نيمار الأكثر فردية مناسب لبرشلونة أكثر من رياض محرز أو كوتينيو أو ديبالا؟ في كثير من الأحيان يضر احتفاظ نيمار بالكرة بالفريق أكثر مما يفيده. في المهارة؟ من يملك ليونيل ميسي لا يهمه أحد. لم يكن بعيداً ذلك اليوم الذي كان سواريز وميسي يصلون الى المرمى ويعطون الكرة لنيمار ليسجل، لم يكن بعيداً ذلك اليوم الذي كانوا يقدمون فيه ركلة الجزاء ليسددها ليستعيد الثقة، فماذا تغير؟ 

يقولون مستقبل برشلونة هو نيمار، حسناً يمكن المجادلة في هذا الأمر أيضاً. فالاستمرارية تتطلب لاعباً ملتزماً مثل كريستيانو وميسي، أما نيمار فلن تكون مسيرته بعيدة عن الإنحدار فجأة كالعديد من اللاعبين الذي أتوا من أميركا الجنوبية.

 

فلنبتعد عن كل هذا ولنتحدث في شيء آخر أكثر أهمية هو "الكرامات". ألا يوجد من يخرج في برشلونة ليحمي كرامة النادي التي لم يتبق منها شيء؟ فلنسلم جدلاً أن هذه الإدارة الفاشلة لا تعرف كيف تلوم قطر، ألا يوجد قائد؟

"قلت لنيمار أنه يجب أن يختار بين المال والبطولات"، كانت هذه أقسى الكلمات التي وُجهت إلى من يتلاعب بأعصاب مئات الآلاف من المشجعين في العالم، لمن يلعب بمدينة بأكملها تتنفس كرة قدم.

دخل نيمار إلى غرفة ملابس ريال مدريد وودع اللاعبين وقضى 15 دقيقة وحصل على قميصي راموس ومارسيلو، رُبما كان الأمر عادياً لو أنه يغادر الفريق بطريقة طبيعية، لكن يمكن اعتباره "غير أخلاقياً" عند رؤية المشهد الكامل لما يقوم به البرازيلي.

يكفي برشلونة ذلاً.. اطردوا نيمار

هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب الخاصة وليس بالضرورة عن رأي الموقع

يورو سبورت