السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
العويدي العبادي: التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة
العويدي العبادي: التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة

صدر كتاب جديد للمؤرخ المفكر الدكتور. احمد عويدي العبادي يبحث موضوعا نادراً وشيقاً والأول من نوعه في المكتبة العربية والاردنية وهو: (التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة من 3000 ق. م – 135 م)، وصدر عن دار مجدلاوي للنشر بعمان / الأردن 2017، وهو متميز في موضوعه ولم يسبق ان كتب به او تطرق اليه أي مؤلف او باحث او مؤرخ من قبل، واتى الكتاب في ازيد من 900 صفحة من القطع الكبير، في طبعة انيقة ومنمقة وغلاف جذاب بلون الصحراء والبتراء من الورق المقوى.
 
     يتحدث الكتاب عن الممالك السياسية الاردنية القديمة التي نشأت في الأردن ضمن نظرية د. العويدي التي تقوم على ان: الممالك الأردنية القديمة هي ممالك روفائية ثمودية وينطبق عليها قول الحق سبحانه في سورة الفجر (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9).
 
    وأنها جميعا استخدمت الصخور في البناء والاعمار، وأنها في رأيه كانت اتحادا يتألف من عدة ممالك اردنية متحالفة وجميعهم من الامة الثمودية الروفائية / أي العماليق او الجبارين. وانه كان هناك عاصمة لكل مملكة، وكانت الحجر / مدائن صالح هي ام العواصم، وعاصمة للدولة المركزية التي نزل بها النبي صالح عليه السلام كانت (ام القرى لهذه الممالك) .
 
    كما نزل في هذه الامة عددا من الأنبياء الكرام منهم: سيدنا شعيب الجذامي (عليه الصلاة والسلام) في مدين والايكة، اذ كانت تنتشر قبيلة جذام القوية الثمودية، ونزل في ثمود أيضا سيدنا لوط عليه السلام في ممالك المؤتفكات بالبحر الميت، وايوب ولقمان في الدولة الأدومية الأردنية، وان سبأ التي ذكرها الله سبحانه في سورة النمل في القران الكريم وملكتها بلقيس، انما هي احدى ممالك الشمال الثمودية الأردنية التي كانت بلقيس ملكة عليها وجاء وصفها في القران الكريم في سورة النمل بشكل مفصل (من بداية اية 20 الى نهاية اية 44).
 
    ويثبت الدكتور. عويدي العبادي ان الانبياء صالح وشعيب ولوط وايوب ولقمان وغيرهم عليهم الصلاة والسلام جميعا، انما نزلوا في عواصم هذه الممالك الأردنية التي كانت منظمة ومزدهرة وقوية وتعيش حياة البذخ والبطر الذي وصل الى الفسق والفجور، مما استلزم نزول الأنبياء الكرام المذكورين أعلاه وغيرهم، حيث كانوا ينصحون الناس بالاستقامة والإصلاح والصلاح والايمان والتوحيد.
 
    ويستدل بالقران الكريم ان الأنبياء لا ينزلون الا في عواصم الدول من قوله سبحانه (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ اية 59 سورة القصص).
 
    اثبت المؤرخ المفكر الدكتور. احمد عويدي العبادي في هذا الكتاب ان الحرف العربي الشمالي المستخدم الان في العالم هو حرف أردني في أساسه واكتماله، وهو ما كانت توصلت اليه المملكة الأردنية النبطية / الانباط.
 
    واثبت ان الملكة بلقيس رحمها الله هي ملكة سبأ الشمال الأردنية وهي الجوف / دومة الجندل الحالية وليس سبأ الجنوب في اليمن، (كما يرى بعض المؤرخين والمفسرين)، وذكر القران الكريم انها اسلمت وذلك موجود في الشطر الثاني من الآية 44 من سورة النمل حيث يقول تعالى: (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) النمل.
 
   اثبت الدكتور. العويدي أيضا ان الأردنيين القدامى كانوا لا يميزون بين المرأة والرجل في تبوء العرش والسلطة والسلطان مثل الملكات: بقليس وشمسي وزبيبة وطيعا وغيرهن، لان الكفاءة وانطباق الشروط كانت هي الأساس للمنصب. كما ان الملكات شاركن ازواجهن بالحكم مثل خلدوا/ خالدة، وشقيلة زوجات الملك الحارث الرابع اللواتي كن يعتنين بالشعب وينفقن اموالهن على الفقراء والمساكين والضعفاء، ويخدمن الشعب مع الملك الذي هو أعظم ملك نبطي وهو الملك الباني، بينما الملك هدد الأدومي من قبله هو الملك المؤسس، والملك ميشع المؤابي هو الملك المحرر .
 
    وان الملك عندهم كان يصل الى العرش من خلال انتخابه من مجالس المقاطعات والولايات الذين بدورهم يصلون الى هذه المرتبة بالانتخاب من ممثلي الشعب كل في مقاطعته، وليس بالوراثة.
 
    ليكون الأردنيون بذلك اول شعوب الأرض التي كانت فيما مضى تمارس الديموقراطية الحقيقية في انتخاب الحاكم (من والي وملك) ليكون مجسدا لإرادة الشعب وليس الشعب ممثلا لإرادته، وهو ما تسعى اليه الديموقراطيات الحديثة والتي وصلت اليه بعضها، ولم تتمكن الأخرى من الوصول اليه، وبذلك نكون نحن من سبق العالم كله في هذا الإطار.
 
     واثبت المؤرخ المؤلف الدكتور. العويدي ان حالات وراثة العرش في الممالك الأردنية القديمة كانت محدودة وقليلة جدا ونشاز وفاشلة ومرفوضة من قبل الأردنيين القدامى، وهي سبب انتهاء المملكة الأردنية الأدومية وزوال الممالك الأخرى عندما لجأت للوراثة في العرش في اواخر عهدها ومدتها، مما سهل على الانباط ان يقيموا دولتهم على أنقاض الأدوميين.
 
    اما إذا تنافس ابن الملك مع مرشحي مجلس المقاطعات وفاز بالعرش لكفاءته فذلك لا يعني الوراثة في عقليتهم بل مارس حقه بالترشح كأي عضو في مجلس ولايات ومقاطعات الدولة.
 
    واثبت الدكتور. عويدي العبادي ان الممالك الأردنية جميعها قد خلت من منصب ولي العهد وبدلا من ذلك كان هناك مجلس الدولة الذي يضع الضوابط للحاكم ويحافظ على التوازنات الأمنية والسياسية والاجتماعية والعشائرية والمناطقية التابعة للدولة، ويحاسب الملك ويشرف على ادارته للبلاد، وهم الذين يسميهم القرآن الكريم: (الملأ). وإذا مات الملك تم انتخاب غيره كما قلنا حسب الأصول.
 
    حيث كان (الملأ) يراقب الملك ومؤسسات الدولة ويحاسبهم وكان مخولا بخلع الملك / الحاكم وانتخاب بديله إذا فقد العرش بالفرار او الجبن في المعركة او الهزيمة او التسلط او البخل او التعرض للأسر او القتل او الموت او السفه / عدم الكفاءة او التكبر على شعبه او الفساد او بعثرة مقدرات الشعب والدولة.
 
     وفي ذلك قال تعالى على لسان الملكة بلقيس: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) سورة النمل 
 في الكتاب يطرح الدكتور. عويدي العبادي نظريات جديدة في التاريخ وتفسيره وتحليله ووقائعه، وهي نظريات شجاعة وملفتة للانتباه، مختلفة تماما , ومتباينة بل ومتصادمة أحيانا مع النظريات والآراء التاريخية السائدة الموروثة، ويقدم ادلة على نظرياته لم تكن متوفرة لدى الباحثين من قبل, فهو رجل صاحب حجة ولا يطرح رايا بدون دليل او برهان,     كما اعتمد في مصادره ومراجعه على تفسيره الخاص للعديد من آيات القران الكريم، فضلا عن نصوص التوراة والانجيل والوثائق الفرعونية الموروثة ووثائق حضارات بلاد ما بين النهرين والتي ظهرت في الدراسات والبحوث الحديثة.
 
    الجدير بالذكر ان الدكتور. احمد عويدي العبادي مفكر ومؤرخ ويحمل الدكتوراه من جامعة كامبريدج البريطانية، وهو من انشط الباحثين في العالم، ومن اكثرهم عمقا ودقة وقدرة على التحليل والاستنباط والربط بين الاحداث والموروثات، والحاضر والماضي.
 
   ويعتبر من ادق الباحثين ومن أعمق المفكرين حيث تحظى مؤلفاته ومقالاته وافكاره بسعة الانتشار والاحترام محليا وعالميا للمصداقية والدقة التي يتحلى بها، واعتمادها في مجالات موضوعاتها.
 
   الجدير بالذكر انه كان صدر مؤخرا  الدكتور احمد عويدي العبادي كتاب اخر عن دار جرير للنشر في عمان، وهو عن الجنايات الكبرى وادلتها القضائية عند العشائر، كما ان له عشرات المؤلفات والتراجم، وان كتاباته معتمدة في مراكز ومكتبات البحوث العلمية والاستراتيجية العالمية. ويفترض صدور عدة كتب له تباعا هذا العام بإذن الله تعالى.
 
جديد الدكتور. احمد عويدي العبادي هذه المرة الصادر عن دار مجدلاوي للنشر / عمان هو:
التاريخ السياسي للملك الأردنية القديمة من 3000 ق. م –الى 1380 ميلادي