السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كتب الطاهر العبيدي:غضب ساطع في باريس لأجل القدس
كتب الطاهر العبيدي:غضب ساطع في باريس لأجل القدس
المكان ساحة الجمهورية بالدائرة الحادية عشر بباريس. هذا المكان المعروف برمزيته التاريخية، والمشهور بأنّه ملتقى للتجمعات الحقوقية، والوقفات الاحتجاجية وانطلاق المسيرات الشعبة. هذه الساحة المتحركة كانت على موعد اليوم السبت 7 ديسمبر 2017 ابتداء من الساعة الثانية زوالا في وقفة احتجاجية واعتصام صارخ، بإمضاء جماهير غفيرة تدفقت في شكل أنهار من البشر، التي توافدت من كل الأحياء والمدن لنصرة القدس وفلسطين، ورفضا جماهيريا وقطعيا لقرار الرئيس الأمريكي بجعلها عاصمة لاسرائيل.. المسجد الأقصى، القدس الشريف، فلسطين، كانت عناوين ترفرف في الفضاء في شكل صور ضخمة رفعت في هذه الساحة، كما كانت حاضرة في اللافتات العملاقة التي تزينت بها ساحة الجمهورية، تضللها الأعلام الفلسطينية والتونسية والجزائرية والمغربية.. كما كانت الكوفية الفلسطينية حاضرة بشكل لافت ووشاحا على أكتاف وصدور أغلب المشاركين..الطقس شديد البرد ومع ذلك لم يمنع الحشود الكبيرة من التواجد والتعبير عن الغضب والسخط ورفض القرار، والتمسك بالقدس عاصمة لفلسطين، بمشاركة العديد من المنظمات الدولية والجمعيات الحقوقية ، وشخصيات اعتبارية، وأحزاب من مختلف الانتماءات الفكرية، إلى جانب وجود كبير للصحافة العربية والأجنبية بمختلف وسائلها المرئية والمسموعة والورقية والالكترونية، وتواصلت الجماهير تعبّر عن احتجاجاتها السلمية والمدنية بكثير من الإصرار والغضب. فكانت ساحة الجمهورية بباريس محطة من محطات الرفض، شارك فيها مسلمون وعرب وأوروبيين، نساء أطفال، شباب كهول، شيوخ بنات، نساء نشطاء سياسيين، وحقوقيين وعائلات بأسرها من مختلف الأعمار والمواقع. ليكون الرفض رفضا إنسانيا ضد الاعتداء على القدس، وضد التحيز والحيف.. وبين هذه الأجواء الحماسية المناصرة للقدس والداعمة للقضية الفلسطينية، حاولنا الالتقاط بعض الآراء البرقية ليجيبنا: "بشير هلال" "ناشط سياسي" بالقول مشاركتنا في هذا التجمع من أجل فلسطين، ومن أجل القدس التي تمثل نبض الوجدان الشعبي الذي لا ينضب، ولأجل تشجيع الفرنسيين من خلال إيجاد سند شعبي، لتمكين القرار السياسي الفرنسي، من الاعتماد على هذا الزخم الجماهيري..ويضيف "خالد إطار سامي" أعتقد أن هذا القرار لا يمر فالكل هنا مسرا على مواصلة النضال السلمي، والدعم المعنوي..من ناحيتها قالت "راضية طبيبة مختصة في الأشعة" القدس، فلسطين مهما حاولوا فإنهم لا يستطيعون احتلالها في قلوبنا أو كنسها من ذاكرتنا.. وعقّب في هذا الإطار "الدكتور كمال" أنا وكل أبنائي وعائلتي هنا، وهذا أقل وأدنى واجب، إكراما للقدس الشريف ولفلسطين رمز الانتماء والتاريخ.. ومما يلاحظ في هذا التجمع الحاشد، مشهد التنوع والتعدد من خلال مشاركة مختلف الحساسيات السياسية والعائلات الفكرية والشرائح الاجتماعية، والتقائهم حول عدالة القضية، كما أن هذا التجمع أعاد البريق للقضية الفلسطينية، التي حاول النظام العربي الرسمي خذلانها، غير أنها تبقى العنوان الأبرز في الضمير الشعبي وعادت للصادرة بعد كل محاولات الطعن في الظهر وفي الصدر..