السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هكذا أرى الكتابة ....جواد لؤي العقاد
هكذا أرى الكتابة ....جواد لؤي العقاد

 إن الهدف الجوهري للأدب المتعة وإشباع ذائقة القارئ؛ فالأدب ليس رسالة من الدرجة الأولى رغم أهمية مضمون النص الأدبي إلا أن أسلوب النص هو الذي يحدد إن كان أدبًا أم لا،فالأسلوب وحده الفارق بين الأدب ولغة التواصل .

إن كان الأدب ُرسالةً فالمقالُ والخَطابة أولى بهذه الرسالة،لكنه متعةٌ أولاً ورسالة لاحقاً - سواء كانت الرسالة رديئة أم جيدة - .

فالأديب لا يحاسب إن لم يقل الحقيقة لكنه يحاسب إن لم يراعِ الجمال - الجمال الأدبي مقدم على الحقيقة -.

لو كان الحق معيارًا أدبيًا معتبرًا ؛ لسقط الأدب كله ولاسيما الحديث والمعاصر . إن الله -ﷻ- يمنحُ بعضَ الأفراد قدراتٍ تميزهم عن غيرهم -وهذا مفروغ منه - .

فالأدب ُ- كما الفنون الأخرى - لا يمكن تعلمه بالدربة والمران، الأديب يُخلق أديبًا إما أن يبدعَ وينجح - إذا أصقل موهبته بالصنعة - وإما يبقى على حاله - إن لم يطور نفسه - .

كتابة الأدب لا تكتسب أبداً أما دراسة الأدب ونقده أمرٌ أخر . يقول ُمحمود درويش : " لا نصيحة في الشعر لكنها الموهبة " نرى بوضوحٍ أن كبار الشعراء يفقهون الأمر جيدًا .

كلُّ إنسانٍ له الحرية المطلقة. ولكن لماذا أعارض الذين يكتبون أدبًا رديئًا ؟!

الأدب مرآة عصره؛فالأعمال الأدبية السابقة مصدر مهم ٌلدراسة الحياة العامة .

استطاع النقاد ُوالباحثونَ - من خلالها - تقسيم عصور الأدب إلى جيد ٍ ورديء ؛ فإن النتاج الأدبي للعصر سيعطي صورةً واضحةً للأجيال القادمة عن مستوى الأدب في عصرنا. فإما أن نكتبَ أدبًا جميلاً إما المقالات والمذكرات وكُتب التاريخ أَولى بمضمونٍ جيدٍ دون َشكلٍ مبهر. أما إذا عجز الكاتب عن تقديمٍ جمالٍ في النص الأدبي ، أو تقديم حقيقة في النص التاريخي فعدم الكتابة أفضل وأسلم. الكاتب الحقيقي لا يخضعُ لأي حكمٍ أو سلطة وهكذا يجبُ أن يكون المثقف بشكل عام . إن الانتماء السياسي يضعف الإيداع إن لم يجففه؛

لأن كاتب الحزب لا يكتب إلا بمشيئة رؤساءه . تناول هذا الموضوع الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله في رواية- عَوْ - وعالج علاقة المثقف بالسلطة وكيف تسيطر السلطة عليه. وكيف يعاني الكاتب الصادق.