الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فيديو.. عاهل الاردن: وصلتنا رسائل مفادها 'امشوا معنا في موضوع القدس واحنا بنخفف عليكم'
فيديو.. عاهل الاردن: وصلتنا رسائل مفادها 'امشوا معنا في موضوع القدس واحنا بنخفف عليكم'

عمان-الوسط اليوم:

انتقد عاهل الأردن وبسقف مرتفع الحكومة والنواب والاحزاب السياسية في بلاده وسياساتها، مطالباً الشباب بالخروج عن “ثقافة الاجيال السابقة” بالتعاطي مع العمل السياسي بناء على العشيرة أو الفئة أو المنطقة، والخروج من هذه الدائرة نحو اعتماد حقيقي على الكفاءات القادرة على تشكيل أحزاب واضحة الملامح والأهداف.

والمح الملك عبد الله الثاني لكون السياسات الاقتصادية الاخيرة نتجت عن ضغوط اقتصادية متصلة بالموقف الاردني من ملف القدس، بقوله إن رسائل وصلتنا مفادها: ‘امشوا معنا في موضوع القدس واحنا بنخفف عليكم”، دون ان يوضح الجهة التي ارسلت الرسالة وان كان من المتوقع ان يكون الغمز للسعودية.

وحول علاقات الأردن الخارجية، أكد الملك أنه رغم ضعف الإمكانات إلا أن حجم الأردن على الخارطة أكبر من حدوده، وان العالم ينظر باحترام للمواقف الأردنية، ويحب الأردن، مشددا على ان قضية القدس تحتاج الى علاقة جديدة بين العالمين الاسلامي والمسيحي، مؤكدا ان الدفاع عن القدس مطلوب من الطرفين لان القدس للجميع.
وفي لقاء مع طلاب الجامعة الاردنية، شن الملك هجوما عنيفا على الأحزاب في بلاده معتبرا انها ضعيفة ولا تملك قواعد شعبية تمكنها من العمل على الدخول في الحياة السياسية بفعالية عالية، مشيرا الى انها لا تمثل كافة أطياف الشعب، بل هي مقسمة إلى شمال ووسط وجنوب، وشرقي وغربي، ومسلم ومسيحي، وهذا الأمر يدخل تلك الأحزاب في حالة من الفوضى والتوهان، يصعب عليها استقطاب الشباب الأردني الواعي.

حديث الملك ذو السقف المرتفع، والذي اكد خلاله ان الدولة تدعم الاحزاب ذات البرامج تناقض عمليا مع اخر التجارب الواقعية، فالفترة الاخيرة شهدت صراعا للقوى حول اشهار الحزب السياسي للتحالف المدني الذي يقوده الدكتور مروان المعشر، الامر الذي أظهر ايضا رغبة في تقليص دائرة العمل الحزبي من مراكز القوى، في الوقت الذي اكد المعشر ان قاعدة التحالف هي من الشباب من كل الفئات والاطياف والخلفيات.

عاهل الاردن، وهو يهيء بلاده لمرحلة جديدة من الاعتماد على الذات- كما اعلن سابقاً- وجه نقدا لاذعا لاعضاء مجلس النواب داخل الكتل الواحدة بسبب التخبط في توجهاتهم، وتباين أرائهم في القضايا المحلية الاقتصادية منها والسياسية وحتى الاجتماعية بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، معتبرا ان تحديد الوجهة الفكرية في العمل الحزبي ضرورة.

وقال الملك انه شخصيا يتبنى التيار اليميني في قضية الدفاع، واليسار في قضية التعليم، مطالبا الشباب بممارسة ضغوط على السياسيين ومجلس النواب لايصال أصواتهم بأن الشباب قادر على صنع التغيير والنهوض في الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، مبديا ارتياحه للحديث مع فئة الشباب بقوله ‘عندما اعود من لقاء مع الشباب تلاحظ زوجتي الارتياح علي، عكس عودتي من لقاء مع الاجيال الاكبر سنا’.
ومهّد الملك بوضوح لضرورة العمل على تحويل الكتل البرلمانية الحالية الى احزاب مبنية على برامج، لتشكيل حكومة حزبية بعد 3 اعوام (بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة)، مضيفا “لكن الرهان يبقى على عامل الوقت وطريق تفكير الجيلين القديم والجديد”.

وقال، إن قانون اللامركزية والبلديات يهدف إلى نقل القوة من عمان للمحافظات لكي يصبح القرار بيد المواطن’، مشيرا إلى أن هذا الأمر ‘يؤثر على النواب لأن نقل القوة لتصبح على مستوى البلدية سيتطلب وجود عدد أقل من النواب، لأن النائب في المستقبل يجب أن يكون نائب وطن، وهذا يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد خفض عدد مجلس النواب من 130 إلى 80′.
ورغم قرارات رفع الاسعار الكارثية الاخيرة التي اتخذتها الحكومة وصادق عليها النواب، شدد الملك على ضرورة حماية الطبقة الفقيرة وتقوية الطبقة الوسطى، مشيرا إلى أن الإصلاح السياسي أسرع وأفضل في الدول التي تمتلك قاعدة واسعة من الطبقة الوسطى، مؤكدا أن العام الحالي سيشهد تركيزا مكثفا على الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد.

وانتقد الملك في الحوار ذو السقف المرتفع اليات تطبيق “سيادة القانون” والانتقائية في بعضها، وتمنى خفض مستوى البطالة مستهجناً الاستمرار بمطالبته بالتدخل بقوله ان “الأساس أن تكون العلاقة بين المواطن والمسؤول، وليس بتوجيهات مباشرة من جلالته’، داعيا المواطن إلى أن ‘يقوم بدوره بالضغط على النائب لتطبيق مبدأ سيادة القانون’.

وفي مجال الإعلام، قال اننا كأردنيين لا ندافع عن أنفسنا تاريخيا، وهذه مشكلة كبيرة، مشددا على أنه لا سقف للحريات في المملكة، إلا أنه يجب أن يترافق ذلك مع التمتع بالمسؤولية، مضيفا ‘أن جزءا من مواقع التواصل الاجتماعي يشهد اغتيالا للشخصيات والتخويف وزرع الفتن والتفرقة بين المواطنين وهذا خط أحمر’.