الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حميد يحقق أمنيته ...محمد صالح ياسين الجبوري
حميد يحقق أمنيته ...محمد صالح ياسين الجبوري

  البيوت مبنية من الطين، الأمطار الغزيرة تهطل باستمرار،لفترة طويلة تتجاوز ال(3) أيام، والبرد القارص، والرياح القوية، في الشتاء الذي يطول ليله، والظلام الحالك،ولا تسمع إلا نباح الكلاب التي هي بمثابة الحارس الذي ينبه عن أشياء غريبة،حميد شاب تجاوز (١٦) سنة من عمره،قوي البنية، أسمر اللون، يقضي نهاره في رعي الاغنام،وتربيتها،ذكي يجيد القراءة والكتابة،يحب السهر ، الليل بمثابة استراحته، يجلس بالقرب من المدفأة التي وضع عليها(ابريق) الشاي ،وهو يحب الشاي، وأحيانا يتناول القهوة،التي تساعده على السهر،إلى جانبه مذياع (راديو) صيغر يتابع الأخبار والبرامج المنوعة، وهو يحب الادب والمسلسلات، التي له معرفة في اوقات عرض البرامج، يقلب مؤشر الراديو نحو اليمين ونحو الشمال،بحثا عن محطة تعرض برنامجا يتابعه،أهل القرية يحترمون وهو مرجعهم في الأخبار والأمور الأدبية ،وهو يحب الشعر، ويكتب قصائد في الشعر البدوي، ويحاول كتابة الشعرالفصيح، والقصة القصيرة،تمت دعوته لأداء الخدمة العسكرية،تم توزيعهم على الوحدات، التقى بهم الضابط هيثم،من يكتب الشعر اوالقصة ، أو له هوايات أدبية،حميد يرفع يده ويخفظها بخجل، فجأة شاهده الضابط، وقال له أخرج من الصف،نحن نحتاجك في مكتب الوحدة، الرائد هيثم من محبي قراءة المجلات وغرفته مكتبة،العلاقة بين الرائد هيثم أصبحت علاقة أدبية ثقافية،بدأ حميد يقرأ الكتب والمجلات بشوق ورغبة شديدة.

طلب الرائد هيثم من حميد أن يكتب قصة وأبيات من الشعر،أعطاه مدة اسبوع، لأن الوحدة ستشارك في المهرجان الادبي.

سلم حميد كتاباته الأدبية إلى الرائد هيثم التي أرسلها للمشاركة،بعدفترة ظهرت النتائج وكان حميد الفائز الأول في المهرجان،وحصل على عدة جوائز،وتكريم من المسؤولين ، وهدايا واجازة من الرائد هيثم، غادر حميد الوحدة يغمره الفرح ،وهو يحمل الهدايا متوجها إلى القرية،واستقبله الاهالي بالزغاريد والفرح،ولمع إسمه في وحدته العسكرية،وأصبح من الكتاب المتميزين،وكان الرائد هيثم يساعده في امور كثيرة، وتحققت أمنية حميد. محمد صالح ياسين الجبوري كاتب وصحفي