الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كيف نصنعُ إنساناً ...!! ....عبد الهادي شلا
كيف نصنعُ إنساناً ...!! ....عبد الهادي شلا

 

 لأن الحديث عن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي يأخذ مساحة كبيرة من كتابات المهتمين ويوجهون روادها إلى النواحي الإيجابية فيها وهي كثيرة لا تحصى كما وأنهم يبذلون الجهد في لفت انتباه الآباء والأمهات إلى أبواب مفيدة تعود على الأبناء بالنفع وكذلك على الكبار.

لأن النواحي الإيجابية هي الأهم في التعامل مع وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة ،فحين وقعت عيني على شريط مسجل حول أكثر طرق التعليم في المدارس نفعا وتخطيطا للمعلومات التي يحصلها التلميذ في مراحل الدراسة لينتفع بها حقا عندما يكبر ويفيد منه مجتمعه على أفضل وجه فإنه أثار في نفسي شعورا بالواجب أن أنقل ما شاهدته طمعا بأن ينتفع كل من يقرأ بما فيه من معلومات هي بسيطة جدا ويسيرة ولكن نتائجها حققت نجاحا مذهلا.

في الشريط المصور - متداول منذ فترة - يدور الحوار عن نقطة جوهرية تجعل كل من يستمع لما فيه يدرك أن أهم ما يمكن أن يعود بالنفع على التلاميذ هو أسلوب التدريس وابتكار طرق تجعل المدرسة أحب مكان يمكن أن يقضوا في وقتا ممتعا ومفيدا.

فنلدا والنمسا كانتا في ذيل قائمة الدول من حيث المستوى التعليمي ولكن فنلندا سرعان ما أصبحت في رأس القائمة خلال سنوات قليلة.

بالاستفسار عن السبب في هذه القفزة أجمع المدرسون والمختصون في مجالات أخرى على أن التلميذ لا يجب أن يقضي في المدرسة أكثر من 3-4 ساعات يوميا ولا يزيد عن 20 ساعة في الأسبوع يتخللها استراحة يقضيها بعض الأطفال في اللعب في حديقة المدرسة وفي تسلق الأشجار التي يجدون بين أوراقها بعض الديدان الصغيرة أو الأوراق الغريبة وما إلى ذلك فيكون النقاش حول هذه الأشياء والتي تعمل على اتساع صورة الخيال والتفكيرعندهم!؟

المدهش أن لدى المعلمين قناعة تم تنفيذها ونجحت بأن التلميذ يجب أن يجد الوقت للعب واللهو وقضاء وقت لممارسة هواياته وإبداعاته الصغيرة.

وأن الجميع يهتم بسعادة التلميذ ومشاركته التعامل مع مجتمعه بإيجابية وذلك بغرض أنه حين يكبر سيجد ويكتشف أن في الحياة ما هو أهم من المدرسة وأنه بعلاقاته مع الآخرين يبني مجتمعا متماسكا .

قد يرى البعض منا،ولأننا تربينا على أسلوب مختلف وصل إلى أبنائنا ومازال أحفادنا يعانون من بعض سلبياته وإن تغيرت المناهج التعليمية ومؤلفيها ودخل عليها بعض التوجيهات التي لا نقلل من قيمتها،ولكنها مازالت تشكل عبأ على كاهل التلميذ في جميع مراحلة التعليمية حتى الجامعة في بعضها،نقول قد يرى البعض أن تلك الدول متطورة ولها خصائص مغايرة وتقاليد وموروثات غير التي نربي عليها ابناءنا!؟

لا نختلف على بعض هذه الأمور ،ولكن ألا نرى أننا في زمن زادت فيه قدرات التلميذ على الاستيعاب وسرعة التلقي لما هو متاح بين يديه منذ ما قبل المدرسة من أدوات فتحت عينيه وعقله على عالم ساعد على هيكلة إنسان جديد وعلينا أن نوفر له أساليب جديدة تختصر كل معاناة مرت بها الأجيال السابقة والتي مازالت آثارها تعشعش بيننا ويرفض كثيرون أن تصل إليها يد التغييررغم الحاجة إليها؟!

نسمع عن زيارات لدول تتبع طرق تدريس حديثة جدا للاستفادة من تجاربها وأدواتها الحديثة فهل فعلا استفدنا من كل هذه الزيارات وتبادل الأفكار؟

ألا يجب ان يتم اختصار المناهج الدراسية إلى أقل عدد من الكتب المحشوة بما لا يطلع عليه التلميذ ويتجاوزه المدرس إختصارا للوقت،وأن نمنح التلميذ فسحة يتابع فيها هواياته وأن يسترخي بعض الوقت ليجدد نشاطه ليبدع بشكل مختلف؟!

عندئذ سنجد أنفسنا في عالم جديد مبهج ترتاح له النفوس وتسعد به القلوب ونفتخر بوطن وأمة كان العلم أول أمر إلهي لها بالقرأة والتعلم " إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ".