الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
توقفت قبالة تل أبيب، اختفت عن الرادار ثم عادت فارغة من حيث أتت.. سر اختفاء ناقلات البترول الكردي أمام شواطئ إسرائيل
توقفت قبالة تل أبيب، اختفت عن الرادار ثم عادت فارغة من حيث أتت.. سر اختفاء ناقلات البترول الكردي أمام شواطئ إسرائيل

رام الله-وكالات:

قبالة شواطئ تل أبيب، توقفت ناقلة ممتلئة بالنفط الكردي. اختفت عن أجهزة الإرسال عدة أيام، ثم ظهرت أخفَّ وزناً وأكثر رشاقة في الحركة. ألقت ما في خزاناتها وعادت من حيث أتت.

سمير مدني -تاجر نفط كويتي يقيم بالسويد- لاحظ الأمر الغريب. فمدني أنشأ موقعاً إلكترونياً مع شريكين آخرين اسمه TankerTrackers.com، مهمته مراقبة ناقلات النفط في البحر.

يذكر مدني على الموقع أن ثلثي النفط المستورد ينتقل بالبحر، وأن الموقع هو الوحيد المجاني لتتبُّع حركات الناقلات ومواقعها وأنواعها.

وعلى موقعها الإلكتروني، نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تغريدات مدني، متهمةً الدولة الإسرائيلية بشراء النفط الكردي بطريقة غير شرعية.

كانت وجهتها أساساً إلى السويس

قد يعتقد البعض أن مراقبة الناقلات أمراً مملاً، لا سيما أنها تبحر في اتجاهات محددة سابقاً. لكن في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لاحظ مدني أن ناقلة البترول التي تحمل اسم “فالتاميد” تبحر باتجاه قناة السويس من ميناء جيهان التركي.

كانت “فالتاميد” تحمل النفط الكردي، بيد أنها توقفت فجأة بمكان ما في شرق البحر الأبيض المتوسط قبالة تل أبيب، ولكن خارج حدود إسرائيل. أوقفت جهاز الإرسال والاستقبال، الذي يساعد في تحديد موقعها. وعندما ظهرت مرة أخرى بعد عدة أيام، لاحظ مدني أن حمولتها أخف في الوزن.

اختفت ثقيلة ثم ظهرت خفيفة بقدرة قادر

أبحرت “فالتاميد” إلى قبرص وعادت فارغةً من النفط إلى قاعدتها في تركيا. حملت النفط، الذي وصل من شمال العراق، وكررت الرحلة بأكملها مرة أخرى، ومن ضمنها حركة الاختفاء. فأدرك مدني أن هناك أمراً مثيراً للشك، أكثر من كونها مجرد سفينة أصيبت بعُطل.

استنتج مدني أن “فالتاميد” كانت تنقل نفطاً غير مُسجَّل إلى بلد لم يكن من المفترض أن يشتريه. وبعبارة أخرى، كانت إسرائيل تشتري النفط الكردي سراً عبر تركيا.

الواقعة نفسها ذكرتها المؤرِّخة المتخصصة بمجال الطاقة إلين والد في مجلة Cairo Review of Global Affairs، التي تصدرها الجامعة الأميركية بالقاهرة.

أشارت إلين إلى أن النفط بدأ يتفجر في حقل بابا كركر بشمال العراق منذ عصور ما قبل التاريخ، واكتُشِف “رسمياً” عام 1927. وتبين أن الحقل يُعد أحد أكبر الحقول في العالم ويتميز بتكاليف إنتاج منخفضة.

بيد أن النفط الكردي ما زال بحاجةٍ إلى تكريره ونقله عبر البحار. وفي عام 1934، أنشأ البريطانيون خط أنابيب يبلغ طوله 950 كيلومتراً لنقل النفط إلى مصفاة تكرير في مدينة حيفا، لكنه توقف عن العمل بعدما ظهرت إسرائيل عام 1948. وعلى مدار أعوام، كان النفط المستخرج من شمال العراق  يُباع عبر خط أنابيب مختلف يمتد من مدينة كركوك إلى ميناء جيهان.

انتحلت هوية أخرى.. فباتت “كريتي” وصحت “ماريكا”

الموقع نفسه، TankerTrackers، اكتشف أن ناقلة تدعى “كريتي دياموند” انتحلت فجأة هوية جديدة باسم “كيتون”. فرَّغت “كيتون” حمولتها من النفط في إسرائيل ثم استعملت هويتها مرة أخرى قبل الإبحار عائدةً إلى تركيا.

كتب الموقع في تغريدةٍ بتاريخ 16 فبراير/شباط 2018: “إنه لفخر كبير أن نقدم لكم الناقلة المفقودة (كريتي دياموند) التي تعمل حالياً تحت اسم مستعار: كيتون، شكراً لكم”.

بعد 4 أيام، تبعتها تغريدة أخرى تقول: “نسيت ماريكا/كريتي دياموند أن تنزع هويتها الزائفة (كيتون) بعدما غادرت مدينة عسقلان فارغةً من النفط. مع أن وجهتها لم تُحدد بعدُ، يبدو أنها قد تبحر باتجاه ميناء سيدي كرير بمصر، حيث يمتد أحد أطراف خط أنابيب سوميد ويوجد موقع التخزين”.

و”المبروك” المحمّلة بمليون برميل أصبحت “مارو”!

ناقلة نفط خام أخرى، تدعى “المبروك”، تركت ميناء جيهان واستعملت اسم “مارو” كهويةٍ مجهولة غير مسجلة بالقرب من شاطئ إسرائيل. اختفت عدة أيام ثم ظهرت مرة أخرى بهوية “المبروك”.

وغرّد أصحاب الموقع: “تركت ناقلة المبروك ميناء جيهان محمَّلة بمليون برميل من النفط الخام المنقول من حكومة كردستان، ثم اختفت وظهرت مرة أخرى كناقلة تُدعى (مارو) قبل الوصول إلى إسرائيل، ثم اختفت مرة أخرى وظهرت الآن كـ(المبروك) وهي متجهة إلى الغرب. ولكنها فارغة. لكن، إذا اطلعت على الخريطة، فستجد أن مسارها خط مستقيم!”.

وحين طُلِب التعليق على هذا الموضوع من بعض مصافي تكرير النفط في حيفا وشركة “ترانس إسرائيل بايب لاين”، جاء الردُّ بأنها لا تعلِّق على “القضايا التجارية”.