الجمعة 19/9/1445 هـ الموافق 29/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فوز التحالف العريض لدى المهندسين...حمادة فراعنة
فوز التحالف العريض لدى المهندسين...حمادة فراعنة

 

 فاز مرشح التحالف القومي اليساري ، الليبرالي المستقل المهندس أحمد سمارة الزعبي نقيباً للمهندسين الأردنيين ، وبذلك إنتهت سنوات التحكم والتفرد الحزبي والنقابي والسياسي لحركة الإخوان المسلمين على إدارة وقدرات وأموال النقابة منذ عام 1992 حتى العام 2018 .

نجاح المرشح المستقل المدعوم من قبل التوجهات القومية واليسارية والليبرالية ، والقطاع الأوسع من المحافظين والمستقلين ، يعود لأسباب مهنية وسياسية بارزة يقف في طليعتها :

أولاً : هيمنة حركة الإخوان المسلمين منفردة على مقدرات النقابة وسياساتها وإجراءاتها لأكثر من ربع قرن مليئة بالنجاحات ، وبالإخفاقات في نفس الوقت مما سبب إمتعاضاَ متراكماً من قبل أوسع قاعدة هندسية على خلفية معارضة لتفردهم وهيمنتهم على أكبر النقابات المهنية الأردنية وأكثرها ثرائاً وإمتداداً .

ثانياً : تحالف واسع من قبل القوميين واليساريين والليبراليين والمحافظين في مواجهة حركة الإخوان المسلمين ومن يناصرهم ، وقد إستفاد القوميون واليساريون ، وتحلو بنكران ذات على غير عادتهم بحب الظهور ، فنالوا نصيباً كبيراً من التقدير بفوز فكرتهم بإعطاء الأولوية لإسقاط خصمهم السياسي الإخوان المسلمين حتى ولو غابوا عن المشهد القيادي المتقدم .

ثالثاً : عدم تجاوب الجناح الإخواني المتشدد طوال سنوات الهيمنة والتسلط مع قرار الهيئة العامة لجسم النقابة بتشريع قانون التمثيل النسبي ، الذي يعطي الجميع فرص التمثيل حسب حجمه ، لا أن يبقى التفرد الحزبي والفئوي مهيمناً بقوة الأغلبية البسيطة والتحكم بالقرار رغم وجود قواعد سياسية ومهنية واسعة يتم تهميشها بقوة القانون المتخلف ، وهو تحدي سيفرض نفسه على الإئتلاف الذي فاز من أجل إقرار قانون التمثيل النسبي الأكثر عدالة أولاً وإستجابة لقرار الهيئة العامة المعطل في الأدراج منذ سنوات طويلة ، ثانياً.

أما سياسياً فقد دفع الإخوان المسلمون ثمن إخفاق حركة حماس في إدارة قطاع غزة لأكثر من عشر سنوات بعد إجراءات الحسم العسكري الذي مارسوه منذ عام 2007 ، فقدموا نموذجاً متخلفاً متسلطاً عن كيفية إدارة الإخوان المسلمين للسلطة حينما يصلوا لها وإليها ، مثلما دفعوا ثمن هزيمة الإخوان المسلمين سياسياً في مصر وليبيا وسوريا واليمن ، وشكلت هذه الخلفية من الهزائم والإخفاقات المتسعة للإخوان المسلمين حوافز للأخرين ، حتى يستثمروا ذلك ويحققوا النجاح السياسي والنقابي الطموح لهم .

في الأردن ، أكثر البلدان العربية ، تماساً مع الأجواء العربية المحيطة الساخنة ، بات أكثر إستجابة نسبية لقيم التعددية مع ضعف البنى الحزبية بإستثناء الإخوان المسلمين حيث مازالوا التنظيم الأكثر تماسكاً رغم الإنشقاقات والإنقسامات التي عصفت بهم وحولتهم إلى خمسة أحزاب وتنظيمات معلنة ، ومع هذا بقوا تنظيم شرعي معلن ، بعد أن رفضت الدولة مطالب إقليمية متعددة وملحة لإخراجهم عن القانون ورفضت وصمهم بالإرهاب كما فعلت بعض النظم العربية الحليفة .

نجاح قائمة التحالف العريض القومي اليساري الليبرالي المحافظ والمستقل ، فرصة كي تتعزز قيم التعددية في بلادنا وإنتصار نهجها ، فالنقابات المهنية على خلاف النقابات العمالية المأزومة غير المستقلة ، وعلى خلاف الإنتخابات البرلمانية غير النزيهة ، مازالت النقابات المهنية عنوان مباهاة للتقدم والنزاهة والإستقلالية الثابتة والمستقرة .

[email protected]