الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دردشة مع المسلم الحر (3)...كمال ازنيدر
دردشة مع المسلم الحر (3)...كمال ازنيدر

مسلمي فرنسا ما هم لا رجعيين ولا إرهابيين ولا يشكلون خطرا على العلمانية ولا على الثقافة الفرنسية. لكنهم يشكلون تهديدا لمصالح الحركات الصهيونية. وهذا ما يزعج ويرعب لوبيات الصهاينة التي تتحكم بشكل أو بآخر في جزء مهم من وسائل الإعلام وكذا الأحزاب السياسية الفرنسية. هاته اللوبيات هي تعلم جيدا أن مسلمي فرنسا إذا ما أصبحوا يوما يشكلون غالبية سكان هذا البلد فستفقد إسرائيل واحدا من أكبر حلفائها. ولهذا هي اليوم تستعمل كل ما لديها من أوراق ونفوذ لزرع كراهية الإسلام والمسلمين بداخل فرنسا وكذا بلجيكا وهولندا وبقية دول أوروبا.

الخطر القادم من الغرب

كمسلمين، نحن نواجه تهديدين مزدوجين يتربصان بديارنا الإسلامية : تهديد من هؤلاء المتأسلمين الذين يريدون فرض شريعتهم الجاهلية علينا بالقوة وآخر مصدره هؤلاء الغربيين الذين ينشطون بمواقع التواصل الاجتماعي (التويتر على وجه الخصوص) ويدعون فيها إلى غزو عالمنا، إبادة ديننا واغتيال أتباعه.

أخذنا ومازلنا نأخذ التهديد الأول على محمل الجد. قمنا ومازلنا نقوم بالكثير في إطار حربنا ضد المسمى "الإرهاب الإسلامي". يجب أن نتعامل بنفس الأسلوب مع التهديد الثاني... خصوصا أن خطره يفوق بكثير خطر التهديد الأول.

إرهابيو اليمين المتطرف، إذا استولوا على السلطة في عالمهم، فإن أول شيء سيقومون به هو طرد المسلمين من أراضيهم وإبادة كل غير مسلم سيعارض سياساتهم العنصرية والإجرامية. ثاني شيء سيفعلونه هو إعلان حرب إبادة ضد الإسلام ومعتنقيه... فمتى نستفيق من سباتنا ونأخذ تهديدهم على محمل الجد ؟!

عشقي للمحجبة لا حدود له

عشقي للمرأة المحتجبة لا حدود له. وأقصد بطبيعة الحال تلك المتحجبة التي تلمع في دراستها وتتألق في عالمها المهني مؤكدة بهذا أن المرأة ليست بناقصة عقل وأن المسلمة ما هي لا رجعية ولا متخلفة. أما تلك التي تروج لأفكار ظلامية تسيء لصورة الإسلام ورمزية الحجاب فأرجو أن تستفيق يوما من غفلتها وتتحرر من قوقعة الجهل والعبودية التي تعيش فيها.

الإسلام والعذرية

أفضل النساء، أكرمهن عند الله. وأكرمهن عند الله، أتقاهن. تقوى الخالق عز وجل ليس حكرا على العذارى. ليس هنالك درجات من التقوى تلجها العذراوات ولا تلجها الفاقدات لعذريتهن. بمجرد أن تدخل المرأة في الإسلام أو بمجرد أن تتوب توبة نصوحة، تصبح طاهرة مثلها مثل باقي المسلمات. إن ميزها شيء عنهن فهذا الشيء لن يكون سوى درجة تقواها، ما أصبحت عليه اليوم لا ما كانت عليه بالأمس.

في الإسلام، هناك الصالحات وهناك الفاسدات. هناك المخلصات وهناك المنافقات. لكن ليس لدينا مسلمات من درجة عالية (العذارى) وأخريات من درجة سفلى (غير العذارى). هذا الميز وهذا الحيف هما من صنيع مجتمعات الجاهلية الثانية. وهذه المجتمعات لا تحرم فقط العاهرات والزانيات اللواتي تبن توبة نصوحة من حقهن في المغفرة والحصول على فرصة ثانية بل الظلم هذا يطال بداخلها حتى الأرامل والمطلقات.

إن أردت اختبار إنسان

إن أردت اختبار إنسان، أغدق عليه بالكثير من المديح. إن لم يصبه الغرور، خالفه في أمر ما أو انتقده بشدة. إن ظل هو هو وتقبل مخالفتك أو انتقادك له بكل روح رياضية، فاعلم أنه إنسان صالح للعشرة. وإن انزعج أو فقد أعصابه لا لشيء سوى أنك خالفته الرأي أو قمت بانتقاده، فاهجره هجرا جميلا... أي إبتعد عنه من دون أن تقاطعه بشكل نهائي.

رجالنا وثقافة نظافة المرحاض

صرت أتهرب ما أمكن من دخول مرحاض الرجال. فعادة ما يكون الوضع فيه مقرف للغاية. بقايا بول من هنا وبقايا براز من هناك، الشيء الذي يثير الاشمئزاز ويولد الرغبة في القيء. وكأننا بداخل مراحيض للحيوانات لا بداخل مراحيض لبني الإنسان. وضع كارثي ومأساوي كهذا، مؤسف جدا أن نراه في دولة دينها يعد النظافة جزءا من الإيمان. مؤسف جدا أن يكون المتسببين فيه أناس ينتمون لدين يأمر معتنقيه بعدم إيذاء الناس وكذا عدم تشويه وتلويث ما يرتادونه من أماكن ومنشآت. فيه إساءة لسمعة الرجال وكذا لصورة الإسلام. فاليوم، أغلب الناس لا يعرفون الشيء الكثير عن هذا الدين ويحكمون عليه بناء على سلوكيات من يدعون اتباعه.