الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أوروبا تهاجم إسرائيل وهذه ترد
 أوروبا تهاجم إسرائيل وهذه ترد

القدس المحتلة-الوسط اليوم:

أثار إلغاء رئيس الحكومة الفرنسي، إدوارد فيليب، اليوم الأربعاء، زيارة مرتقبة إلى إسرائيل الأسبوع القادم، تساؤلات في إسرائيل حول الدافع لهذا الإلغاء المفاجئ، رغم أن السبب الرسمي الذي جاء في البيان الفرنسي هو "شؤون داخلية". فهناك من يشير في إسرائيل إلى العلاقات المتوترة مع أوروبا بأنها وراء الإلغاء.

وكيف توترت العلاقات؟ بداية معارضة أوروبا إلغاء الاتفاق النووي، وبعدها معارضة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة، ومن ثم المطالبة بالتحقيق في الأحداث الدامية في غزة، والآن مطالبة بالتحقيق بحادثة كسر رجل ناشط حقوق إنسان عربي.

فمن ناحية إسرائيل، "أوروبا ضدنا على نحو غير مسبوق". ففي حين تساند الولايات المتحدة المواقف الإسرائيلية وتركز على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتعتبر الديموقراطية الإسرائيلية غير ناقصة، يشدد الأوروبيون على القوة المفرطة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي، وعلى والتضييق على الأقلية العربية فيها بمبادرات تشريعية جديدة وبقمع مظاهرات سلمية.

ووصل الغضب الإسرائيلي من المواقف الأوروبية حد شتم وزير بارز في حكومة نتنياهو الاتحاد الأوروبي - على خلفية مطالبة الاتحاد بالتحقيق في كسر رجل ناشط حقوق عربي اتهم رجل شرطة بأنه وراء الحادثة العنيفة- ليقول الوزير للاتحاد في حوار على راديو إسرائيلي: "ليذهبوا إلى ألف جحيم".

وبالنظر إلى تصريحات أخرى صدرت من وزراء إسرائيليين عن مواقف الاتحاد الأوروبي، فهناك إجماع إسرائيلي على أن دول الاتحاد منحازة ضد الرواية الإسرائيلية وأنها متملقة. والرد الإسرائيلي هو "لا نريد دروس من أوروبا المنحازة والمتملقة".

والجديد في التعامل الإسرائيلي مع أوروبا هو التخلي عن اللغة الدبلوماسية، فحسب محللين سياسيين يعود ذلك إلى ثقة مفرطة بالذات في أعقاب المساندة الأمريكية العمياء لإسرائيل. وحذر بعض المحللين من أن الشعور بالنشوة من المساندة الأمريكية غير المسبوقة قد يوقع إسرائيل في "خطيئة الغرور" ويؤدي للمساس بالعلاقات مع أوربيا.
ويذكر هؤلاء العلاقات التجارية الضخمة التي تربط بين إسرائيل وأوروبا وأهمية هذه العلاقات على الاقتصاد الإسرائيلي، غير التعاون الإسرائيلي – الأوروبي في مجال البحث والتعليم في إطار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ورغم أن العلاقات لم تصل بعد إلى الدرك الأسفل، أو إلى مرحلة تهدد العلاقات التجارية، إلا أن الغرور الإسرائيلي قد يكون منزلقا نحو الأسوأ.
يذكر كذلك أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، سيتوجه في بداية شهر يونيو/ حزيران إلى فرنسا لمقابلة الرئيس الفرنسي، عمانوئيل ماكرون، لبحث الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إسرائيل، ويشير مراقبون إلى أن نتنياهو سيحاول خلال اللقاءات الأوروبية تحسين العلاقات قبل أن تتدهور أكثر.