الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أبو علي شاهين الفكرة والثورة معاً...بقلم ثائر نوفل أبو عطيوي
أبو علي شاهين الفكرة والثورة معاً...بقلم ثائر نوفل أبو عطيوي

 في رحاب الذكرى الخامسة على رحيل المفكر الوطني وشيخ المناضلين أبو علي شاهين ، ذات القيمة والقامة الفكرية يقف القلم حائراً في كيفية وصف تلك الشخصية والحالة الانفرادية النوعية في رحاب الفكرة والثورة معا ، الذي استطاعت أن تخلق حالة نضالية ذات قاعدة عريضة وفق البعد الجماهيري، من خلال تأسيس حركة الشبيبة التي أعطت لحركة فتح بعداً اضافياً من الامتداد الشبابي الواسع لها ، لكي تكون فتح الحاضنة الثورية والفكرية المعبرة عن هموم وتطلعات شعبنا ، فقد كان يدرك أهمية الالتفاف الشعبي والجماهيري ضمن الاطار التنظيمي ، فلهذا كان لديه فكرة المقدرة على إدارة الصراع مع الاحتلال ضمن مقولته الخالدة " لو قدر لحركة الشبيبة الفتحاوية أن تحيا فهي أقصر الطرق لاجتثاث العدو من جذوره " ، وبهذا استطاع أن يضيف لحركة فتح البعد الجماهيري للحالة النضالية المسلحة.



الراحل أبو علي شاهين لم يذخر جهداً في أي تجربة نضالية كانت ترافق سنوات حياته ، فكان على الدوام يقوم بصقلها واعطائها رونقا فكريا ثقافيا ، لكي تتداول بين الاجيال التنظيمية المتعاقبة ، وفي ظل خوض الأسرى والمعتقلين إضرابهم عن الطعام ، وتسطيرهم أروع ملاحم الصمود والكرامة ، كان له الفخر بتأسيس معالم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال ، من خلال التجربة الاعتقالية التي استمرت نحو خمسة عشر عاما ، والذي استطاع بحنكة مميزة أن يؤسس ويطور الأداء النوعي للأسرى والمعتقلين في كيفية بناء انسان مناضل ومقاوم بنموذج ثقافي داخل معتقلات الاحتلال ، وتطوير العنصر التعبوي الفكري لدى أبناء الحركة الأسيرة وجعلها تتميز بحالة ثقافية وحدوية على مختلف أشكالها ، ولا سيما التنظيمية ، فهو من قاد أول اضراب عن الطعام في سجون الاحتلال في عام 1970، وفي عام 1976 شارك في قيادة أطول إضراب عن الطعام وقتها في سجن عسقلان، والذي استمر لمدة 45 يوماً، أسفرت مشاركة شيخ المناضلين في إضراب سجن عسقلان، عن قيام إدارة سجون الاحتلال بنقله إلي العديد من السجون الأخرى، وعزله في "زنازين الحبس الانفرادي" لفترات طويلة، واستقر مع قيادة الإضراب في سجن" شطا".
كان دوماً يتطلع أبو على دوماً بعيناه الحالمتان إلى المناضل الثائر والمثقف ، والاحتكام لقانون المحبة التنظيمية داخل الاطار الواحد ، فهو الذي وضع  حجر الأساس لمدرسة أكاديمية تعنى وتهتم بتدريب الكادر الفتحاوي على كافة الصعد والمستويات وتجعل منه مثقفا قادرا على الاستمرار والعطاء تنظيميا ووطنيا.
الثوري المفكر أبو علي شاهين كان دوما حريصا على أن تكتمل الشخصية القيادية بالمضمون والبعد الانساني البسيط ، من خلال اقترابه والتصاقه بكافة ساحات وميادين العمل الوطني والتنظيمي ، فهو صاحب المواقف الوطنية المعبرة عن آمال شعبنا الفلسطيني بكل جدارة ، فقد عاش مناضلاً و مقاتلاً ، ورحل فدائيا في سبيل وطنه وقضيته العادلة.
سلام لفلسطين التي أنجبت قائداَ شامخاً ، وسلام إلى فتح التي صنعت مجد الثورة والفكرة بمناضليها الميامين .
إلى روح المفكر الوطني وشيخ المناضلين أبو علي شاهين وردة حب وأيقونة سلام ، فهي التي تبعث الأمل في نفوس شعبنا لغد أجمل ووطن قادم ، حر مستقل عنوانه ، على هذه الأرض ما يستحق الحياة ...