الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
خفايا متاخرة عن اتفاقيات اوسلو،تكشفها الايام وغزة...'غزة تخلو من مدافع الكلام' ولا راية بيضاء في غزة...يوسف شرقاوي
خفايا متاخرة عن اتفاقيات اوسلو،تكشفها الايام وغزة...'غزة تخلو من مدافع الكلام' ولا راية بيضاء في غزة...يوسف شرقاوي

يبدو ان "الجنرال رابين"هو الاستراتيجي الاول ليس على صعيد عسكري فحسب،بل على صعيد سياسي ايضا.
فحلمه المعروف والذي لازمه قبل لفظ انفاسه الاخيرة "اتمنى ان يبتلع البحر غزة" كان رؤية سياسية بالنسبة له يجب تحقيقها،مهما كانت تكلفة تلك الرؤية.
فاتفاق اوسلو كان من وجهة نظر رابين الخلاص من غزة ،وأن يبتلع اي شيء غزة ولو كان غير البحر.
لكن "رابين" اعتقد انه بتقديم هذا الطعم،مقابل اعتراف "م ت ف" بشرعية اسرائيل،بل وحقها بالوجود، مقابل اعتراف الاخيرة،بشرعية اعترافها ب "م ت ف" بتمثيل الفلسطينيين بالمفاوضات فقط،ومنح "القيادة الفلسطينية" مراسم سلطة وهمية،امنية،خدماتية،وتحقق اسرائيل تدريجيا احداث خلل ديمغرافي في الضفة،بتكثيف الاستطيان، تميهدا لضمها وتهويد القدس،واسقاط حق العودة من الوعي الجمعي الفلسطيني.
لكنها غزة التي ستبقى شوكة،وحربة في حلق وخاصرة،كل اعداء غزة،انها غزة "عامود البارود والكبريت" وطائر العنقاء التيةتنهض و تتألق من تحت الرماد دائما.
وكما يبدو ايضا ان غزة،كانت ولا زالت هي المقاومة الاهم في المنطقة،ولو أن القريب قبل البعيد انكر عليها مقاومتها العنيدة الصلبة.
فغزة ليست على غرار من يطلق تهديدات متواترة لاسرائيل وذهب ادراج الرياح،فغزة تخلو من "مدافع الكلام" غزة تحتوي على مدافع حقيقية،تستخدم عندما يجب ان تستخدم.
انها المقاومة "الكاميكازية" التي لاتقهر،فعلاوة عن ابداع قوة الروح"المقاومة الشعبية السلمية" بالصدور العارية،هناك في غزة مقاومة النار،والتي هي بلا غطاء وبلا ظهر،انها معدومة الغطاء حتى من التوأم "الضفة" ومن الحليف والشريك "مقاومة جنوب لبنان والضاحية" ومن مايسمى "محور المقاومة"ومن الشقيق"مصر" التي تعتبر مناطق بعيدة عنها امنا قوميا مصريا الا "لصيقها"غزة.
لا اجزم فربما حب الإله من على غزة بقوة الروح هذه،ولا ادري ان التاريخ قد منح غزة هذه المنعة المستحيلة،ولا اعلم من اي يستمد هذا الجنون في غزة،جنون الحياة والتشبث بها حد الموت،بل حد الحياة.
لكني ادعي انني اعلم شيئا واحدا عن غزة.
الذي اعلمه انها مليئة بالمدافع الحقيقية،وخالية من مدافع الكلام. والرايات البيضاء.
ولم يبق لي ما اقوله الا،اللهم كن مع غزة حتى تنتصر.