الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أحد مهندسي أوسلو : اليوم كنت لأوقع على أوسلو جديد ولكن أصرّ على الالتزام والتحكيم
أحد مهندسي أوسلو : اليوم كنت لأوقع على أوسلو جديد ولكن أصرّ على الالتزام والتحكيم

رام الله-الوسط اليوم:

أكد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في أوسلو د. أحمد قريع - أبو العلاء، المنحدر من قرية أبو ديس - قضاء القدس، أنه "هناك عاصمة واحدة للفلسطينيين والدولة الفلسطينيين ولا بديل عنها ولا بدبيل لها، القدس هي العاصمة"! واعتبر أن أبو ديس التي ينحدر منها ليست الا ضاحية من ضواحي القدس.

بالنسبة لاتفاقية أوسلو - التي نحتفي بذكرى مرور 25 عامًا على التوقيع على المعاهدات في العاصمة النرويجية، قال قريع إنها مرت بمراحل صعبة بل إنها تختنق الآن. وقال "يبدو أن الاطراف أبقوا الاتفاقية كي تبقي كما يقولون شعرة معاوية فحسب". وتساءل "ماذا طُبق من أوسلو؟ جاء بعض الفلسطينيين، هناك سلطة بلا سلطة. الجيش الاسرائيلي يدخل متى يشاء ويغلق شوارع كما يشاء، فماذا تبقى من أوسلو؟".

وحمّل قريع - الذي قاد الوفد المفاوض الى أوسلو، دولة اسرائيل مسؤولية التهرب من علمية أوسلو كونها "القوى الأكبر على الأرض الفلسطينية"، معتبرًا أن اسرائيل عملت كل ما هو ممكن لتدمير اتفاق أوسلو. مضيفًا "في الحقيقة لا يوجد سلام".

وأشار قريع الى أن "الاتفاقية جيدة للطرفين لو تم الالتزام بأمانة بتطبيقها. وكان من الممكن أن توّفر سلامًا حقيقيًا بين الاسرائيليين والفلسطينيين". مشيرًا الى الانتهاكات الاسرائيلية للاتفاق، ببناء مستوطنات والممارسات القمعية الاسرائيلية، وغير ذلك، وقال إن هناك في الجانب الاسرائيلي يؤكد موقعوها أنها لم تُطبق.

عرفات يُجيب على أسئلة رابين

وأوضح قريع ردًا على سؤال أن رئيس وزراء اسرائيل اسحق رابين وبعد مناقشة الاتفاق قال "امهلوني أسبوع كي أقنع نفسي وبعدها أقنع شعبي"، بعد ذلك قال رابين إن لديه مجموعة أسئلة وجلب نحو 60 سؤالا، "لسنا بامتحان كي نجاوب على اسئلة رابين"، لكن عندما عرضها على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قال إنه سيجيب عليها وقال "أشعر أنه لأول مرة هناك جدية من الجانب الاسرائيلي للدخول في اتفاق مع الفلسطينيين".

وأشار قريع الى اختلاف وجهات النظر حول آلية التوصل لاتفاق، فقال "كنا نرغب باتفاق نهائي"، لكن الاسرائيليين كانوا يرغبون بمرحلة انتقالية "لاختبار النوايا"، وكذلك وافق عليها لاحقا عرفات. وأكد "الحديث كان يتركز، ولم نسقط الحديث عن قضايا الوضع النهائي كالقدس واللاجئين والاستيطان والعلاقات والحدود"، لكن الجانبين قررا أن يؤجل مناقشتها الى مفاوضات الاتفاق الدائم.

ورأى قريع أن الانتفاضة الاولى كان لها تأثيرًا ايجابيًا وأنها أحدثت تغييرًا في الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وأقنعت رابين بالمضي بالمشروع، وقال "منهجه كان رجلًا صعبًا وهو عسكري قاسي ومر، لكنه متفتح الذهن. ادرك حقيقة أن هناك شعب له حقوق موجود على هذه الأرض وموجود خارجها ويجب أن نجد حلا لهذه القضية، وكان معه شمعون بيريس وهو أيضا من ذات الاتجاه".

بأي حق يا ترامب؟

وتابع قريع "نحنا عندما وصلنا للاتفاق وقعنا اتفاق انتقالي مؤقت لمرحلة انتقالية مؤقتة، وبقية القضايا كلها قيد البحث، كما ذكرنا. لنتحاور على اللاجئين، وليس يأتي ترامب ويقول شطبناهم. بأي حق؟ هذه قضية لا بد من مناقشتها. ثم من سيقبل بمستوطنات كما هي الحال الآن؟ هل الفلسطينيين كنتونات؟ كما يحزمون المناطق بالشوارع في الضفة"؟ معتبرًا ان "هذه العقلية لن تصنع السلام. هي القوة الموجودة على الأرض، لكنها لن تدوم، ما يدوم هو السلام الحقيقي. السلام مع الفلسطينيين ومفتاح اسرائيل في المنطقة هو الفلسطينيين".

كما أشار قريع الى ان المشكلة الجدية بالمفاوضات بعد رحيل رابين. وقال "ذهبنا الى واي ريفر، والى واشنطن، وتفاوضنا وجرت زيارات ولقاءات بين القيادات الفلسطينية والاسرائيلية، كله لأنه كانت هناك عملية تردد لدى الجانب الاسرائيلي من تنفيذ الاتفاقية كما وصلنا اليها. واعتقد ان هذا التردد ظل مستمرًا حتى الآن".

وأشار الى بعض الأمل مع المفاوضات مع ايهود أولمرت، لكن كان هناك عقبة بقضية محددة، حسب تعبيره.

وفي رده على سؤال حول فشل المفاوضات؟ قال "هناك قوة نافذة في اسرائيل وهي التي تسلمت الحكم في المراحل اللاحقة وكانت ضد أوسلو. واسرائيل تملك الامكانيات والقدرة على التخريب، ونجحوا بتخريب الاتفاق. لا اعفي أنفسنا من بعض اللوم، لكن اسرائيل هي التي تتحمل اللوم"!

أوقع على الاتفاق من جديد، ولكن أصرّ على التحكيم والالتزام

وأضاف قريع أن الجانب الاسرائيلي يحاول تمزيق الكيان الفلسطيني. وأشار الى أنه "لم يكن هناك أي بديل لهذه الاتفاقية" لدى القيادات الفلسطينية. وقال "لا أذكر أن القيادات الفلسطينية قالت دعونا نناقش وجود الاتفاقية". وتساءل "ماذا نفذت اسرائيل من الاتفاقية؟ لماذا توقع عليها ولا تنفذها؟"

وعند سؤاله حول اذا ما كان سيوقع على الاتفاقية من جديد لو عاد به الزمن الى العام 1993. قال "اوقع ولكن أشدد جدا جدا جدا على الالتزام والتحكيم.

نحن فشلنا في أوسلو بأن نضع التحكيم. رفضت اسرائيل ونحن كنا مصرين، لكن القيادة قررت انه لا ضير بالتوقيع على الاتفاق كما هو".

وعبّر قريع عن إحباطه من امكانية تطبيق الاتفاقية "لا أرى أفقًا جديًا لدى الجانب الاسرائيلي ازاء تطبيق الاتفاقية".