السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أم المناضلين أم معين مسلم في ذمة الله....سامي إبراهيم فودة
أم المناضلين أم معين مسلم في ذمة الله....سامي إبراهيم فودة

 أمام ثباتهن وصمودهن وشموخهن وصلابة صبرهن على فراق أبنائهن المعتقلين في سجون الاحتلال,ورحيل فلذات أكبادهن في ساحات الوغى بمقارعة الأعداء,ما أعظم أن نسجل كل الفخر والاعتزاز لأمهاتنا الفلسطينيات الماجدات هذه المواقف المشرفة والخالدة في سجل التاريخ والمعمدة بالدماء وتضحيات الجسام,فقد سجلت هذه الأم المناضلة الفلسطينية اسمها أمنة مسلم في قائمة الأمهات المؤمنات المرابطات الصامدات الصابرات المحتسبات,فكانت على الدوام الأم الفلسطينية المناضلة الثائرة أيقونة في صفحات التاريخ النضالي الفلسطيني ومثالاً للمرأة والأم المقاتلة والمكافحة والصابرة,

فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة للأم المناضلة أم المناضلين والتي تنحني لها الهامات إجلالاً وتعظيماً,إنها واحدة من أمهات فلسطين الماجدات الأم المناضلة الكبيرة الحاجة/ أمنة محمد مفلح مسلم"أم معين"والتي ولدت بتاريخ 1/1/1937في بلدة البطانة الشرقي- التي احتلتها ودمرتها عصابات بني صهيون عام 1948م م,فهي متزوجة من المواطن المرحوم/ محمد محمد سلامة مسلم"أبو معين والذي وافته المنية بعد صراع طويل مع مرض السرطان 14/11/1998م فقد أنجبت منه المناضلين معين ورفيق وعشر بنات وقد دفعت هذه العائلة المناضلة ثمناً باهظاً من فاتورة النضال في سبيل الله ومن أجل فلسطين...

هذه الأم العظيمة الكريمة الموحدة بالله الصابرة المرابطة الحاجة"أم معين"والتي لم تنحنِ هامتها الشامخة أمام الصعاب ولم تنكسر إرادتها القوية أمام قسوة الحياة ومرارة فراق أبنائها وهم في سجون الاحتلال وفي المنافي عن أرض الوطن, فقد قدمت زهرة عمرها جنباً إلى جنب مع زوجها في خدمة الوطن والقضية ولم تبخل إطلاقاً طوال مشوار حياتها لا بصحتها ولا بعطائها الذي لا ينضب, فكانت الأم المثالية في التضحية والفداء والنضال والعطاء والكرم والصبر والثبات ورباطة جأشها وعاشت جل حياتها بين الوجع والصبر والدم والدموع,

بعد رحلة طويلة من العطاء والكفاح والصراع مع المرض وكبر السن,انتقلت إلى رحمة الله تعالى مساء اليوم الأربعاء الموافق13/3/2019م الأم المناضلة الحاجة المرحومة "أم معين" عن عمر يناهز إثنان وثمانون عاماً, وتم إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانها الطاهر وسط حالة من الحزن من قبل عائلتها والمحبين لها وأقيمت عليها صلاة العصر في مسجد التوبة في مخيم جباليا وشارك في تشييع جنازتها جماهير غفيرة وسار موكب التشييع إلى مثواها الأخير،حيث ‏وارت الثرى في مقبرة الفالوجا..

نسأل المولى سبحانه أن يتقبلها عنده في الشهداء ويتغمّدها برحمته ومغفرته الواسعة”

ولا ننسى هنا الرجل العصامي رجل المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة والسيرة العطرة الحاج المرحوم"أبو معين"والذي تعرض للضرب من قبل المخابرات والتهديد أكثر من مرة بترحيله خارج القطاع, وفي إبان الانتفاضة الأولى عام 1988م تعرض لإطلاق نار في قدمه اليسرى من قبل مجموعة من العملاء الذين حاولوا اختطافه ولكنهم فشلوا عندما اكتشف أمرهم ولدوا بالفرار, مما تعرض للإصابة بكسور في العظم جراء إطلاق النار عليه وبقى يعاني من جراء هذه الإصابة حتى وافته المنية بعد صراع مع مرض السرطان الخبيث وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى,كما تعرضت الحاجة المرحومة" أم معين "للضرب المبرح, مما أدى لإصابتها بانزلاق بغضروف الظهر,

ومن على سطور مقالي أسلط الضوء على محطات مضيئة من حياة أبنائها المناضلين معين ورفيق وهم على النحو التالي ...

معين محمد مسلم "أبو حرب"من مواليد - 15/7/1960م اعتقل وعمره 12 عاماً بتاريخ 1/9/1972م وتم الإفراج عنه بتاريخ 2 /10/1972م في سجن غزة المركزي,

عاود الاحتلال اعتقاله مرة أخرى بتاريخ /22/6/1976م وتم الإفراج عنه بتاريخ 11/11/ 1976م وبتاريخ 3/10/1977م اعتقل وتم الإفراج عنه بتاريخ 24/11/1977م وخضع للتحقيق القاسي..

اعتقل بتاريخ /16/2/1980م بتهمة انتماءه إلى حركة فتح ضمن مجموعات الشهيد رفيق السالمي والاشتراك بعمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال وحكم مدى الحياة,وتم الإفراج عنه في صفقة- تبادل أسرى صفقة احمد جبريل 20/5/1985م..

جاءت قوات الاحتلال إلى مخيم جباليا"بلوك 9"بتاريخ 7/5/1980م بقوات معززة بالآليات العسكرية والجرافات وقاموا بهدم المنزل وعاشت العائلة في الخيام ما يقارب 15 عاماً والناس نيام في منازلهم,وفي عام 2010 تم إعادة بناء المنزل مع قدوم السلطة ...

على أثر مشادة كلامية وقعت بين المناضل معين مسلم وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا في محيط مربع منزلهم حيث تم اعتقاله بتاريخ 28/7/1985م وحكم عليه بالسجن تسع شهور وأثناء وجوده في سجن غزة المركزي حكم عليه ثلاثة سنوات ونصف بتهمة التحقيق مع العملاء,وتم الإفراج عنه بتاريخ 10/11/1988م.

لم يمكث كثيراً المناضل معين خارج السجن بل تم اعتقاله إداري لأكثر من مرة منها بتاريخ 7/2/1989م وتم الإفراج عنه 6/7/1989م كما اعتقل بتاريخ 21/8/1989م وتم الإفراج عنه بتاريخ 19/7/1990م

اعتقل بتاريخ21/8/1990م وتم الإفراج عنه بتاريخ 8/10/1990م وكان يجري تمديد فترة اعتقاله الإداري وهو داخل السجن,

أصدرت المحكمة العسكرية قرار الإفراج عنه وأثناء توجهه برفقة المحامية تمارا كان ضابط المخابرات الإسرائيلي بانتظاره على حاجز نحل عوز ولم يسمح له بالعودة إلى قطاع غزة..

صدر قرار تمديد إداري بحقه بتاريخ 8/1/1990م وهو داخل السجن لمدة عام مباشرة,

يعتبر الأسير المحرر المناضل/ معين مسلم من خيرة رجال مجموعة الشهيد رفيق السالمي ومن ضمن هذه المجموعة الشهيد فايز بدوي والمناضل سفيان الحداد والمناضل رياض حلس والمناضلة مائدة الحداد "أم إيهاب"..

تم إصدار قرار الإبعاد بحقه وبحق كل من الشهيد/ جمال أبو الجديان والمناضل جمال أبو حبل والمناضل هاشم دحلان وتم تنفيذ قرار الإبعاد في تاريخ 18/5/1991م إلى جنوب لبنان تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر ومكثوا فترة بسيطة في لبنان تم غادروا لبنان وتوجهوا إلى الجزائر وهناك تزوج ولديه من الأبناء ثلاثة أولاد وثلاثة بنات وبعدها غادر الجزائر إلى تونس مقر قيادة الثورة الفلسطينية وعمل ضمن لجنة الإشراف على القطاع غزة

وعاد إلى أرض الوطن في بداية عودة السلطة 1994م وعمل في أجهزة السلطة حتى تاريخ الانقلاب 2007م..

وقد التحق بالدراسة في كلية غزة بعد أن منعته سلطات الاحتلال من استكمال دراسته في عام 1978وبعدها واصل إكمال دراسته الجامعية في جامعة الأزهر في غزة تخصص علم اجتماع,وقد تم اختطافه على أيدي أجهزة حماس23/12/2007م وتم الإفراج عنه بتاريخ 7/1/2008م وتعرض لشتى أنواع التعذيب في أقبية التحقيق زنازينها المظلمة وعلى أثر الملاحقات والمضايقات والاعتقالات المتكررة من قبل أجهزة حماس ترك أرض الوطن وهاجر إلى السويد وكانت صحته صعبة نتيجة ما تعرض له من تعذيب...

المناضل الأسير المحرر/ رفيق مسلم "أبو محمد"من مواليد 23/12/1968م متزوج وأب ولديه من الأبناء ولدين وبنتين,تلقى تعليمه الدراسي الابتدائي في مدرسة" أبو حسين" والإعدادي في مدرسة "أ" التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا" والثانوي في مدرسة الفالوجا,حيث درس أول ثانوي وفي الصف الثاني ثانوي جرى اعتقاله وقد حصل على الثانوية العامة أثناء وجوده في السجن..

بعد خروجه من السجن التحق في جامعة الأزهر كلية صيدلة ولكن نتيجة تعرضه للاعتقالات المستمرة لم يتمكن من استكمال دراسة الصيدلة, وفي عام 1995 حول تخصصه إلى دراسة الحقوق والتحق فيما بعد للعمل في برنامج الصحة النفسية..

ومع بداية الانقلاب تعرض أثناء وجوده في منطقة تل الهواء للتحقيق والاعتقال على أيدي أجهزة حماس وتم احتجازه لمدة 48 ساعة وتم الإفراج عنه,وخلال هذه الفترة مروا الوالدين بأشكال متعددة من المعاناة نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة وهم في الخيام وأن والدهم الحاج المرحوم أبو معين هو المعيل الوحيد للأسرة...

اعتقل المناضل رفيق بتاريخ /15/8/1985م بتهمة الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال وحكم عليه 5 سنوات وتم الإفراج عنه بتاريخ14/2/1991م,

اعتقل بتاريخ 24/3/1992م وتم الإفراج عنه بتاريخ 21/4/1992م وخضع لتحقيق في سجن غزة المركزي وجرى اعتقاله إداري بتاريخ 3/5/1993م وتم الإفراج عنه بتاريخ 8/9/1993م,

اعتقل إداري بتاريخ 6/2/1994م وتم الإفراج عنه بتاريخ 4/5/1994م مع قدوم السلطة,

وكان دائماً الوالدين رحمها الله يقوموا بزيارة معين ورفيق وتصادف العديد من زياراتهم بأنهم يكون أبنائهم معين ورفيق في سجون متفرقة ويتم توزيع أنفسهم على سجون الاحتلال ....

لا يسعني بهذا المصاب الأليم، إلا أن أتوجه باسمي وباسم أبناء عائلتي الكرام في الوطن والشتات بالتعازي الحارة من أخي الحبيب المناضل العميد الأسير المحرر/ معين مسلم أبو حرب والى صديقي الغالي المناضل رفيق مسلم والى أبنائها وكريماتها وأزواجهم وأحفادهم جميعاً ومن كل أقاربها كل باسمه وصفته واللقب الذي يحب

 رحمها الله واسكنها فسيح جنانه إلى جنات الخلد يا أم معين

 إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ