الخميس 18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مطالبة القمة العربية باستعادة الجزر الثلاث من ايران دلالات التوقيت.؟!....محمد النوباني
مطالبة القمة العربية باستعادة الجزر الثلاث من ايران دلالات التوقيت.؟!....محمد النوباني

لو ان النظام السياسي في دولة الامارات العربية المتحدة معاد للامبريالية الامريكية واسرائيل ومشاريعهما في المنطقة ولا يشترك جنبا الى جنب مع السعودية في الحرب العدوانية التي تشن على الشعب اليمني الشقيق لسرقة خيراته ومقدراته وحماية المصالح الاسرائلية في منطقة مضيق باب المندب الاستراتيجي والاهم من ذلك لو ان ايران ما زالت كما كانت ايام النظام الشاهنشاهي البائد شرطي امريكا في منطقة الخليج لما ترددت لحظة واحدة ،كمواطن عربي بالوقوف مع مطلبه باستعادة السيطرة على على ااجزر الثلاث التي اهدتها بريطانيا عام ١٩٦٨ وحاكم الشارقة عام ١٩٧١ لشاه ايران محمد رضا بهلوي .

ولكن لأن هذا النظام مرتبط من راسه حتى اخمس قدميه بعلاقة تبعية مطلقة للولايات المتحدة الامريكية ومتورط في المخطط الصهيو-امريكي الهادف الى اسقاط الثورة الاسلامية الايرانية بشتى الوسائل والطرق بسبب تبنيها للقضية الفلسطينية وتاييدها ودعمها لحركات المقاومة في المنطقة فان التناغم مع هذا المطلب هو امر مرفوض شكلا ومضمونا. وبالمختصر المفيد فأن ايران يجب ان تعاقب،بسبب الدور الذي لعبته في اسقاط المؤامرة على سوريا من خلال محاصرتها وقريبا منعها من تصدير النفط الايراني لكي لا يبقى امامها سوى خيارين لا ثالث لهما وهما اما الركوع واما السقوط.

ان الذين يهرولون لتطبيع العلاقات مع اسرائيل ويستقبلون وزيرتها العنصرية ريغيت في ديارهم ويشاركون معها في مناورات عسكرية جوية وبرية وبحرية والضالعون بشكل مباشر في سفك الدم اليمني ليسوا امناء على اي ارض عربية ولا يجب يجب مياندتهم وتمكينهم من استعادة هذه الجزر الواقعة على الخليج ومضيق هرمز الاستراتيجي لانهم ببساطة سوف يمنحونها هدية لامريكا التي ستستخدمها بدورها للانقضاض على ايران.

إن قضية استعادة الجزر الثلاث هي مثل قضية حق تقرير المصير للاكراد في سوريا والعراق هي من القضايا التي يجب النظر اليها والتعامل معها من زاوية خدمتها او عدم خدمتها لمصالح الامة العربية وشعوب المنطقة في استكمال مسيرة التحرر الوطني وولوج طريق التقدم الاقتصادي والاجتماعي وتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي، وطالما ان تلك المطالبة التي تبنتها قمة تونس العربية لا تخدم هذه الاهداف فان تبنيه في احسن الاحوال عبارة عن كلمة حق اريد بها باطل. من هذا المنطلق فأن قيام دولة الامارات التي تربطها علاقات اقتصادية حميمة مع ايران بطرح قضية الجزر الثلاث على فمة تونس في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة التي تجتازها المنطقة هو عبارة عن ضلوع واضح ومساهمة في الحرب التي تشنها امريكا واسرائيل على ايران لاجهاض ثورتها من الداخل.

إن ايران التي يتامر بعض العرب عليها تستهدف اليوم تحت حجج و ذرائع مذهبية وعنصرية بغيضة لانها تقف مع الحق الفلسطيني والعربي وتعادي من منطلقات عقدية و مبدئية المشروع الصهيو- امريكي في المنطقة ولو انها على خلاف ذلك لما كان هنالك مانع لدى اولائك تلعرب ليس للتحالف معها فحسب بل ولاعتناق المذهب الشيعي الجعفري الاثنا عشري والحج الى مشهد وقم بدلا من مكة والمدينة.؟