الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دماء في شهر العسل‏...مقتل عروس بعد زواجها بـ‏12يوما والفاعل مجهول

القاهرة-الوسط اليوم-الاهرام : لم تتوقع سهير‏34سنة أن حياتها سوف تنتهي بعد زواجها الثالث بعشرة أيام فقط‏,‏ رغم حب الجميع لها منذ طفولتها بمنطقة المدابغ بمصر القديمة‏,‏حيث نشأت وسط أسرة ميسورة الحال, وكان والدها موظفا في أحد مدابغ تصنيع الجلود.

وكانوا يعيشون في منزل متواضع, ترتيبها الثاني في أسرتها, المكونة من ثلاث بنات وولد وفي عام1997 تزوجت من حمادة وانجبت منه آية ومحمود بعد5 سنوات من الزواج, وبسبب الانفاق علي الأسرة دبت بينهما المشاكل الزوجية والتي انتهت بالطلاق, وبعد مرور عامين كانت تحضر حفل زفاف شقيقتها التي تزوجت في إحدي قري محافظات الصعيد بعد أن شاهدها خال عريس شقيقتها الذي كان يقيم في ايطاليا ويدعي محمد وسرعان ما تقدم لها, عقد قرانه عليها حيث لم تستمر الخطوبة سوي 10 أيام, وخلال الشهور الأولي حملت سهير بطفلتها الثالثة من زواجها الثاني وكانت فرصة بقدومها, ولكن المشاكل بدأت تتسلل الي شقتها بعد رفض زوجها الثاني الانفاق عليها بعد أنجابها طفلتها جومانة.. ونظرا لسوء معاملة الزوج لها حيث كان يقوم بإهانتها وضربها ويرفض استضافة طفليها من زوجها الأول الي شقتها, وكان يستغل الضغط عليها بطلاقها الأول حتي تركع لكل أوامره القاسية, فقامت بشرح ما حدث لأسرتها.. وبعد جلسات للصلح لم تستمر طويلا.. فضلت سهير الطلاق والاقامة بمنزل أسرتها عن حياة الزوجية غير الادمية وطلبت الطلاق حفاظا علي علاقات الأسرتين, نظرا لزواج شقيقتها من ابن اخت عريسها الصعيدي.
واتفقت مع طليقها علي أن تحتفظ بطفلتها لتربيتها, وكانت قد عزمت علي الزواج مرة أخري, بعد انفصالها مرتين علي الرغم من أنها كانت تعتز بنفسها وتهتم بجمالها, وبعد عامين تقدم لها عن طريق جيران شقيقها الدكتور ايمن الأستاذ بإحدي كليات جامعة القاهرة, الذي بهرها في البداية بكلامه الجميل, وقال للأسرة انه تزوج من سيدة مريضة طريحة الفراش, فعرضت عليه سهير مساعدتها فرفض بشدة بدون أسباب, وخلال أيام معدودة تم زفافها علي الأستاذ الجامعي بإحدي الشقق السكنية بمنطقة ارض اللواء بالجيزة, وكان الزفاف عائليا.
وكانت طفلتها جومانة تعيش مع شقيقتها في اسبوعها الأول من زواجها وبعد مرور عشرة أيام كانت سهير تتصل بشقيقتها الصغري سامية وتحكي لها مدي سعادتها مع زوجها الجديد, وان الله وفقها في هذه الزيجة لأنها صبرت كثيرا في الزيجتين الأولي والثانية, وانه لا توجد مشاكل بينها وبين الأستاذ الجامعي...
يوم الحادث
وبعد مرور 12 يوما من زفافها وبالتحديد في الثامنة صباحا, شعرت سهير بإعياء شديد, وكان زوجها الدكتور ايمن في شقة زوجته الأولي, وكانت برفقتها طفلتها, فأستغاثت بجارتها في الشقة التي تقع أمام شقتها بالطابق الثالث, والتي قدمت لها بعض المساعدات وتركتها وانصرفت, وعندما كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة والنصف سمعت جارتها استغاثة بصوت سهير وهي تقول يالهوي.. يالهوي وكانت طفلتها جومانة تصرخ.. فقامت جارتها باستدعاء صاحب العقار الذي يقطن بالطابق الخامس حيث انها الجارة لم تتمكن من الخروج لان باب شقتها الخارجي كان مغلقا والباب الخشبي مفتوح.. وبعد نزول صاحب العقار الذي سمع صوت الاستغاثة ايضا وكان باب شقة سهير مواربا.. وعندما طلب صاحب العقار من جارتها دخول شقة سهير افادت بأن زوجها اغلق الباب الحديدي وذهب الي عمله.. لم يسمعا صوت سهير مرة اخري بل سمعا صوتا من داخل الشقة وبالتحديد من الناحية التي تقع فيها حجرة نومها والمطبخ والحمام وكان صوت رجل يقول محدش يتدخل وفي نفس الوقت سكتت طفلتها من البكاء مرة واحدة.. ولم يتمكن صاحب العقار من الدخول للشقة, وانصرف ثم قام بالاتصال بواب العمارة وقال له هو فيه ايه داخل شقة الدكتور أيمن يبدو ان هناك مشاجرة مع زوجته شوف فيه ايه, وتصادف أن بواب العمارة كان موجودا في عمل آخر بعيدا عن العمارة, فقام البواب بالاتصال بالدكتور أيمن حيث لم يرد عليه بل أغلق الهاتف.. فحاول الاتصال مرة أخري فوجد الهاتف مغلقا ولا يزال الباب مواربا.. حتي الساعة الخامسة حينما عاد بواب العمارة من عمله وصعد الي الطابق الخامس, فوجد باب شقة سهير وزوجها لا يزال مواربا.. واثناء نزوله مرة أخري, قام بالأتصال بهاتف مدام سهير حيث كان واقفا علي باب الشقة التي كانت مظلمة وبعد لحظات خرجت طفلتها جومانة3 سنوات وبيدها الهاتف وقالت للبواب ان ماما ماتت ومتعورة.. والدماء تخر منها فطرق باب جارتها وطلب منها الدخول حيث خرجت جارتها وزوجها وعندما دخلت الي الشقة وجدت سهير تسبح وسط بركة من الدماء علي باب المطبخ وبهاعدة طعنات غائرة بالوجه والرقبة, وابنتها الطفلة ترقد بجوارها.
تم اخطار الشرطة حيث تلقي اللواء حسين القاضي حكمدار أمن الجيزة والقائم بأعمال مدير الأمن اخطارا بالواقعة فأمر اللواء محمد كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بإشراف اللواء محمود فاروق مدير المباحث لسرعة كشف ملابسات الجريمة, حيث أكدت تحريات العميد عرفة حمزة منصور رئيس مباحث القطاع والعقيد محمد عبد التواب مفتش المباحث أن المجني عليها تتمتع بسمعة طيبة بين أبناء منطقتها بمصر القديمة, وانها ملتزمة دينيا وليس لها خلافات مع آخرين.
وكشفت المعاينة الأولية التي قام بها المقدم محمد أمين رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة عن عدم وجود سرقات بالشقة وان شقة المجني عليها كان بها كمية من الذهب, تم العثور عليها, كما تم العثور علي سكين المطبخ بحجرة الأطفال التي تبعد عن المطبخ بـ5 أمتار بعيدا عن مكان الجثة, وتم تسليمها للنقيب مصطفي خليل معاون مباحث قسم العجوزة, وتم عمل محضر بالواقعة وامر المستشار شريف توفيق رئيس النيابة بدفن جثة المجني عليها, وقام المعمل الجنائي برفع البصمات من داخل الشقة, وارسال السكين الي المعمل الجنائي لرفع الدماء من عليها لمطابقتهامع دماء المجني عليها.
الطفلة البريئة
وقالت الطفلة جومانة.. لـ الأهرام ان الواد الوحش قتل ماما بسكين المطبخ والتفاحة..
وأكدت أنه كان يرتدي جاكيت اسود, وملابس بلدية مثل التي يلبسها جدها, حيث تبذل مباحث الجيزة جهودا مكثفة لكشف ظروف وملابسات الجريمة لضبط القاتل الهارب, لتقديمه الي العدالة,
وادلت الطفلة بأوصاف القاتل الي رجال المباحث والنيابة وتم استجواب 70 شخصا تنطبق علي تلك الأوصاف ولا يزال التحقيق مستمرا..
مفاجأة
وكشفت اسرة القتيلة في أقوالها للأهرام أن زوجها الأستاذ الجامعي تبين انه كان قد سبق له الزواج لأكثر من اربع مرات بداخل الشقة التي وقعت بها الجريمة, في الوقت الذي تبذل فيه المباحث جهودها للبحث عن القاتل الذي لم يسرق الذهب, وخاصة ان علاقتها بأسرتها وجيرانها طيبة للغاية, ولم تتعرف الطفلة علي قاتل والدتها.

2013-02-09