الأربعاء 19/10/1444 هـ الموافق 10/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
شاهد الفيديو: سافر من الصين إلى غزة عبر الأنفاق ليتزوج بحبيبته

غزة -الوسط اليوم-سما: "لا مستحيل"، عبارة تلخص قصة حبى استمرت لسنتين بين الشابة الفلسطينية إيمان أبو اسبيتان (25 عاما) من دير البلح في قطاع غزة، والشاب الصيني موسى، والتي انتهت بزواجهما.

القصة تعود للعام 2010، عندما زار موسى القطاع ضمن وفد تضامني صيني مع المحاصرين في غزة، وكان يتقن اللغة العربية، إذ عمل مترجمًا في ذلك الوقت وأطلق على نفسه اسم موسى، وحينها التقى بإيمان ونشأت علاقة بينهما نمت وتطورت عبر الإنترنت حتى بعد عودته إلى بلاده.

تقول إيمان إنها لمست في موسى مشاعر صادقة، وأنها فوجئت عندما علمت بأنه مسلم ويحفظ القرآن، وأضافت: "كان كثيرا ما يرفع من معنوياتي ويخفف عني، لا سيما عندما كنت أتكلم معه عن الواقع الذي نعيشه في غزة."

لا مستحيل

وتقول إيمان إن موسى طلب الزواج منها، وأكدت له أن هذا الأمر يبدو مستحيلا، فكيف يمكن أن يزور غزة مرة أخرى، وكيف يمكن أن تقنع أهلها بزواجها من شخص ليس فلسطينيا أو حتى عربي.

لكن موسى كان مصرا على قراره، وكان يقول دائما إن أي إنسان يمكن أن يحقق حلمه لو كان يملك الإرادة والإيمان.


وبحسب مقربين من موسى، فقد قرر في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، أن يزور غزة، وسافر بالفعل من الصين إلى مصر، وانتقل إلى المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وغزة، وتم تهريبه عبر أحد الأنفاق، حيث كان أصدقاؤه ومعارفه في انتظاره بالجانب الفلسطيني، وعلى الفور قاموا بترتيب موعد مع والد إيمان، وقام بزيارته وطلب يدها منه.

شجاعة موسى جعلت الأب يوافق على الزواج

وتقول إيمان إن والدها لم يكن موافقا تماما على هذا الزواج، لكنه وأمام إصرارها وما لمسه من شجاعة موسى وقدومه إلى غزة وتحديه لكل الصعوبات، وافق على طلبه، وقال لها إنها الآن في عمر يسمح لها بتحمل المسؤولية.

وأقيم حفل الزفاف في أحد أزقة بلدة دير البلح، ورقص موسى مع جيران إيمان وأقربائها حتى الصباح على أنغام الموسيقى التراثية، وعلى أصوات الطبل والناي، واستقل سيارة وجلست هي إلى جانبه بثوب زفافها وتجولوا في شوارع غزة الصغيرة وهم يطلقون العنان لبوق السيارة تعبيرا عن انتصارهم.

"أين يطمئن قلبك فجسمك يطمئن"

وقد أقيم حفل الزفاف عشية العدوان الأخير على غزة، في تشرين الثاني / نوفمبر، والمسماة إسرائيليا بـ "عمود السحاب"، وكان موسى قد أمضى ليلتين من ليالي الحرب الثمانية مع زوجته إيمان في أحد الفنادق، وذلك قبل أن تنجح الاتصالات في ترتيب مغادرتهما عبر معبر رفح البري، وهناك قامت إحدى صديقات إيمان، وهي مدونة شابة، بتوثيق اللحظات الأخيرة لهما في منطقة المعبر، وتحدثت مع موسى وسجلت كلماته بكاميرتها الصغيرة، وهي تسأله ما هو شعورك تجاه إيمان فقال وهو يضحك: "أنا أحبها، وكما يقول المثل الصيني: أين يطمئن قلبك فجسمك يطمئن، وأنا مرتاح جدا لكل ما حصل."

وحول تجربته التي خاضها في غزة يقول موسى: "لقد كنا نسمع أصوات الطائرات والصواريخ من غرفتنا في الفندق، نحن كشعب صيني وحتى الفلسطينيين نحب السلام، ولا نحب الحرب نحن نكره الحروب."

الحب لا يعرف الحدود

وتقول إيمان وهي تجلس على بوابة المعبر بانتظار السماح لها بمغادرة القطاع، إنها تعلمت كثيرا عن الأكلات الصينية، وكيف تستخدم الأعواد الصينية في الأكل، وتقول إنها ستحاول أن تنقل الثقافة الفلسطينية والمأكولات الفلسطينية إلى الصين، بل إنها تفكر مستقبلا في افتتاح مطعم في الصين لإعداد الأكلات الشامية والفلسطينية.

أمسك موسى الحقيبة بيد وأمسك بعروسه باليد الأخرى، وسار باتجاه البوابة الأخيرة من المعبر، وكانت إيمان تلوح بيدها لأهلها وهي تذرف الدموع، وتقول إن الحب الصادق لا يعرف الحواجز ولا الحدود، ولا يعرف الجغرافيا، إنه أقوى من كل شيء.

 

2013-02-17