الأربعاء 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الجني .... " أخوان " .../ بقلم اوسيد صبيحات

تنويه :
"هذه المقاله (ولدواعي أمنية) لم تحدث وليس مكانها هنا في الاردن وأي تشابه في الأسماء او الحوادث ليس إلا من قبيل الصدفة وزيادة في الجبن والاحتراس هذه المقاله هي مجرد مقالة خارجه عن القانون وهي للقرأة فقط وليست للتفكير،و أي محاولة للفهم تكون على مسئولية متخذ قرار محاولة الفهم ، ولا تتعجب ان اختلط فيها فصل الخريف بفصل الربيع ففي كل الأحوال احترس من الإنسان الذي يشعر في أعماقه انه "ثائر" وأنه يريد ان يقنعك انك كائن ضعيف لا حول ولا قوة لك أمام مارد جبار لا حدود لقوته ولا مفر أمامك الا أن تتكيف وان تكون مشاغبا مثله مرحبا بك في عالمنا " عالم الربيع العربي "

في صباح كل يوم جمعه مشمس وحار كان الجني "اخوان " وهو الجني الموكل له الإشراف العام على أدارة المهرجانات والمسيرات وتعين الفقهاء والمرشجين ووضع اناشيد الطبل والزمر للملوك والسلاطين والرؤساء ، كان يتفقد الرعية والبلاد و ولاحظ الكثير من المظالم والمفاسد والعذابات ولم يلتفت لكل هذا ولكنه استفز وغضب من كثرة رؤيته للوحة كبيرة متكررة في كل مكان يتفقده لوحة مكتوب عليها "الشعب يريد اصلاح النظام " ولان الجني أخوان خفيف الظل ويحب الكنتاكي فأمر بحذف "كلمة اصلاح" من كل اللوحات و سار الواقع الجديد في كل العالم منذ هذه اللحظة " الشعب يريد النظام" وبالطبع لا يهم ان كان الشعب يقبض بالدولار او بالدينار المهم بأن الشعب قدم تنازلات من الكرامة والشرف .
في هذا التوقيت كنت انا جالس اضحك من ضراوة الصراع واحتدام المسيرات والاعتصامات ، فلو منحوني شخصيا مليار دولار لأكون رئيسا للوزراء لرفضت ان أكون رئيسا فانا أحب الحياة الحقيقية الحرة المفعمة بالحقيقة الدافئة بنبض الناس ، الحياة التى اسمع فيها نفس الناس وضحكهم وشجارهم وأناتهم وافهم جنونهم ولا أحب حياة رؤساء الوزراء ، تلك الحياة الزجاجية الهشة الباردة والخائفة والخانقة حتى الموت .
على إحدى مقاهي وسط عمان كنا نجلس اناو صديقي وصوت حفيف لعبة "الشده" مع صوت دحرجة واصطدام نرد الطاولة بحافتها ، يتحدى هدؤ لاعبي الشطرنج الظاهري ، وكان الجرسون الذى اصيب بافه مذيعي الكرة لا يلبث ان يتكلم اوينادى باستمرار بدون اى ترابط منطقي وان كان أكثر منهم فائدة فهو على الأقل يحضر المشاريب ويحاسب على الطلبات ويتدخل لوئد المشاجرات التافهة .
-فاجأني صديقي وكان " مواليا " للحكومة بدفاعه القصري عنها ..أن التغير بدعة وكل بدعه ضلاله وكل ضلالة في النار

، انا أتكلم بصفتي أستاذ في " مسح الجوخ ومتذبذب معهم معهم ...وعليهم عليهم "
- قلت بصوت خافت لفت نظره : هل هناك احد يعرف تفسير الاية "كالحمار يحمل أسفارا" ضحك وهو ينظر الي ..!!
- قال صديقي : "كل شئ يتغير الا قانون التغير" هذه حكمة أزلية التغير من علامات الحياة والتجمد من علامات الشيخوخة او الموت
- ضحكت مع قوله (فلمحنى وانا اضحك واصر ان اعلمه لماذا اضحك فهو يؤمن اننى سوف اسخر منه واننى سئ النية اكثر منه )
- يا عبقري ويا جاهل من سيعين الرئيس القادم لا انا ولا انت ولا صندوق الانتخابات ولا البرلمان
- انه هو ؟
- قال : "هو " من
- جنى ( أخوان) !
كان هو لا يعلم من هوالجنى "أخوان " فاعتبره رمزا للسخرية اما الرجال والشيوخ فكانوا يعرفون انه من اهم شخصيات الف ليلة " الربيع العربي ، اما انا فكنت اؤمن شديد الايمان بوجود الجنى " اخوان "ولكنى لا استطيع ان أعلن هذا حتى لا اتهم بالهبل او بالجنون
- انا لا اضحك ولا اسخر الجني اخوان موجود وقد تدخل منذ أول الحضارة وحتى ألان في كل أنظمة الحكم من الحكم الشمولي الى الحكم الليبرالي الى حكم المبارايات
علت الضحكات وبعض القفشات فقد ظن اننى بدأت حفلة السخرية
في ظهر اليوم نزلت قوى الشعب للشارع تطالب بالمحاسبة والمحاكمة للفسدة و طالبوا بالتغير
- وكنت انا سعيد حتى ولو كنت ساكون من الضحايا ظلما فربما عادت الحرية للشعب والوطن
- فجأة جاء سريعا الجنى " أخوان "وقال : اخرج عليك اللعنة لقد أفسدت المسيرة الم تعلم ان الشعب يريد النظام
- فقلت له في هدوء : الم اقل لك اني لا أصلح بأن اكون رئيسا للوزراء
- لقد قتلت كل رجال الاصلاح وليس للرئيس بعدهم غد

2014-02-06