السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رانيا عيسى: في داخلي تحد دائم لتجسيد أي دور لا يرتكز على شكلي الخارجي

رام الله-الوسط اليوم-قالت الممثلة اللبنانية رانيا عيسى إن «شخصية (آنا) التي تجسدها في مسلسل (حبيب ميرا) لا تشبهها أبدا». ورانيا التي تطل على طبيعتها في دورها هذا إذ نادرا ما نشاهدها تضع الماكياج تماما كما تتطلب الشخصية، أكدت أن الممثل هو الذي يتحكم بالصورة التي يرغب الظهور فيها، وأضافت: «لقد درست دوري بدقة وتحدثت مع الكاتبة كلود صليبا حول الدور وما يحيط به من تفاصيل، فرسمت له الصورة النهائية برأسي فجاء طبيعيا تلقائيا بعيدا كل البعد عن الاصطناعية».

وتلعب رانيا دور الشرطية الشابة (آنا) المسترجلة والتي تغيب عنها معالم الأنوثة الحقيقية، كما أنها تتصرف بصبيانية ذكرتها بنفسها عندما كانت في الـ12 من عمرها وتقول في سياق حديثها: «أعتقد أن غالبية الفتيات تمر بهذه المرحلة في سن المراهقة حيث تتكون لديهن أسس شخصيتهن ولكننا لا نلبث أن نجتازها وننساها بعدها، فبرأي أن المرأة يجب أن تتمتع بكامل أنوثتها، قد تكون صاحبة شخصية قوية ولكن هذا لا يمنعها من أن تكون أنثى بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ما أنا عليه في طبيعتي. ولكني ووفقا للدور الذي ألعبه استعرت بعض التصرفات والشكل الخارجي اللذين يتناسبان معه». وتتابع: «في داخلي تحد دائم لتجسيد أي دور لا يرتكز على الشكل الجميل، فأنا مستعدة لأن أظهر دون أسنان أو مشوهة الوجه لأقوم بدوري كما يجب، ولن أقبل أبدا أن أضع رموشا اصطناعية طويلة أو ماكياجا كاملا في مشهد أكون فيه مريضة بالمستشفى أو مستيقظة من النوم».

وأضافت: «قد تخاف بعض نجمات الشاشة الصغيرة على موقعهن فيرفضن الظهور على طبيعتهن، ولكن في المقابل هناك نجمات أعطين لدورهن حقه وقدمنه باحتراف دون تردد وهذا القرار يعود إلى الشخص نفسه». وأشارت رانيا عيسى إلى أنها أثناء تجسيدها أي دور تنسى شخصيتها الحقيقية تماما، فتغوص في أعماقه إلى أبعد حدود. وعما إذا كان يزعجها عدم أدائها حتى الآن دور البطولة المطلق في أي عمل من أعمالها أجابت: «ليس لدي هذه العقدة أبدا ولكني بالطبع لن أوفر هذه الفرصة فيما لو أتتني يوما ما، كما أننا اليوم نشهد عصر الأعمال الدرامية ذات البطولة الجماعية والتي ترتكز على عدة ممثلين، تماما كما في المسلسلات الذي سبق وشاركت فيها مثل (عصر الحريم) أو (لولا الحب) وحتى (حبيب ميرا)، فحبكة المسلسل اختلفت بالمجمل وأتمنى أن نصل يوما إلى مستوى أهم من الأعمال بحيث نشهد مشاركة عدة نجوم للشاشة الصغيرة في مسلسل واحد».

والمعروف أن رانيا دخلت مجال التمثيل عندما كانت طالبة جامعية تدرس الإعلام فأدت أول أدوارها في مسلسل «اسمها لا» ومن ثم شاركت في دور أكبر في مسلسل «دخان ومطر». وعن الممثلين الأقدمين الذين صنعوا الدراما اللبنانية قالت: «في الحقيقة لا أملك فكرة كبيرة عنهم فأنا بالكاد أتذكر الراحلين إبراهيم مرعشلي وهند أبي اللمع في مسلسل (المعلمة الأستاذ) فهما أكثر من حفرا في ذاكرتي عندما كنت أتابع البرامج التلفزيونية في صغري، ولكنني أحب أن أستعلم عن ذلك الجيل وأن أقف على ميزات نجومه ومسيرتهم التمثيلية». ولم تستبعد رانيا فكرة دخولها عالم كتابة المسلسلات التلفزيونية أسوة بغيرها من الممثلات، كمنى طايع وكلوديا مرشيليان وكارين رزق الله وقالت: «أنا أشجع دخول أي دم جديد على كتابة المسلسلات، وهذا ما لمسناه عند انخراط بعض الممثلين في هذه المهنة، كطارق سويد والذين ذكرتهم آنفا. ولا أخفي عنك أنني منذ فترة قصيرة كتبت ثمانية مشاهد لفكرة خطرت على بالي، وأول محاولاتي في هذا الصدد كانت منذ نحو 10 سنوات، ولكن هذا الموضوع يلزمه تفرغ تام وهذا ما أفتقده حاليا».

وعن رأيها في اختلاط الأمور ببعضها بعضا لدى عدد لا يستهان به من الممثلين، إذ نشاهدهم يتوزعون حاليا على مجالات عدة كالتقديم التلفزيوني مثلا تقول: «لم لا إذا كانوا سيضيفون الجديد على المهنة ولكني أجد أن المغنيين سبقونا في هذا المجال وبينهم من حقق نجاحا ملحوظا». وتضيف: «أنا مثلا خريجة كلية الإعلام ودرست إذاعة وتلفزيون، وكان لي تجربة أحببتها في هذا الصدد عندما حظيت بفرصة تقديم برنامج (الحياة دراما)، الذي كان يلي حلقات التمثيل الذي تحمل اسمه، وأحب تقديم برامج تثقيفية ترفيهية تزود المشاهد بمعلومات عامة».

وعمن يلفتها في مجال التقديم التلفزيوني أجابت: «أجد المذيعة التلفزيونية منى أبو حمزة محترفة ولائقة في هذا المجال، بينما وجدت في الأسلوب الذي تتبعه المقدمة رابعة الزيات غير مريح، لأنها تقاطع ضيفها مرارا ولأكثر من مرة مما لا يجعله مرتاحا في الجلسة معها».

ورأت أن البرامج التلفزيونية ككل أصبحت مملة لا جديد فيها وغالبيتها تعتمد على تعبئة الهواء ليس أكثر، وعلقت بالقول: «أحزن على شاشاتنا الصغيرة التي ما عادت تهتم لثقافة المشاهد، فلا أجد في برامجها مادة دسمة نتابعها بشغف أو تزودنا بمعلومات أو بتوعية نحن بحاجة إليها». وتتابع: «قد يكون هناك قلة منها تعتني بأفكارنا وثقافتنا كبرنامج (تحقيق) على الـ(إ تي في) لمقدمته كلود أبو ناضر، ولكنها تبقى غير كافية فيما يخص الإنتاجات التلفزيونية الحقيقية التي نصبو إليها».

وعما إذا تجد الأجواء التمثيلية في لبنان تتمتع بالعناصر الصحية إلى حد ما قالت: «من ناحيتي فلقد حولتها إلى صحية، ففي أي مهنة نحصد ما نزرعه، ولذلك أبتعد عن النميمة والحسد. فأنا لست في هذا الموقع من أجل شن الحروب أو سرقة مكان أو دور ممثلة أخرى فتجديني على علاقة جيدة مع الجميع». ورأت رانيا عيسى أن الغرور يقف وراء الأجواء غير الصحية التي تشوه الساحة التمثيلية أحيانا وقالت: «الغرور واللهاث وراء الشهرة من شأنهما أن يولدا هذا الجو المسيء إلى المهنة إذا أمكننا القول. فهناك بعض الممثلين الذين لا يعملون بدافع فني بل لرغبات وأهداف أخرى يطمحون إليها، ولذلك نجد بعضهم ملولا يسأل مثلا في عز ساعات العمل عن كم مشهد بقي له بعد ليغادر الموقع، فعدم احترام عملهم لن ينعكس عليهم إلا سلبا بنظري».

وأثنت رانيا عيسى على الأعمال الدرامية ذات الإنتاج العربي المنوع، معتبرة أنها تساهم في انتشار الممثل بشكل مثل «لعبة الموت» و«روبي» و«سنعود بعد قليل» و«الولادة من الخاصرة» وقالت: «أنا من المعجبات بالممثل السوري عابد فهد وأتمنى أن أشاركه في عمل درامي يوما ما، ولقد تابعت إطلالته مؤخرا في البرنامج التلفزيوني (المتهم) وأعجبت بشخصيته وحضوره الفذين».

2014-04-08