السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قراءة في كتاب' الصهيونية والنازية .. ونهاية التاريخ'/أحمد رمضان لافي

قراءة في كتاب " الصهيونية والنازية .. ونهاية التاريخ " للراحل د. عبدالوهاب المسيري تقديم وإعداد / أحمد رمضان لافي مقدمة: يظهر بين الفينة والأخرى وينتشر في فضاءات الكون مصطلح المحرقة النازية.. وما تَعَرَّض له اليهود في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي, وتستخدم الصهيونية هذا الحدث وتقوم بتوظيفه بما يخدم مشروعها الاستعماري الاستيطاني على أنقاض شعب كامل على أرضه , حيث ترى هذه الدولة الغاصبة أن من حقها أن تفعل ما تراه ويحلو لها دون رقيب أو حسيب موظِّفَة كل إمكاناتها في شتى بقاع الأرض لترسيخ هذه المفاهيم وكأنها أشياء مقدسة خارج نطاق البشر.. ولكن ما يُلْفِت الانتباه هو أن ترى من العرب والمسلمون بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص من يؤمن بهذه القصص والأحاديث الخزعبلاتية المُبَرمَجَة الآتية والمصنوعة بفعل حضارات غربية تتداخل فيها إشكاليات اجتماعية سوسيولوجية وتاريخية وحضارية وثقافية واقتصادية وسياسية وعقائدية لها علاقة بعلاقة اليهود بالآخرين من الشعوب . حتى لو من باب الفعل السياسي فإنه لا يجوز أن نعترف بوجود ما تُسَميه الصهيونية بالمحرقة .. لأننا أولاً لسنا مسؤولين عنها فيما لو حدثت ,, ثانياً فالأَوْلَىْ أن نُوَظِّفْ نَكْبَتَنَا التى تُشَكِّل أكبر جريمة انسانية وأخلاقية وسياسية وقانونية في العصر الحديث , كما قامت الصهيونية ومازالت بتحميل كل البشرية تلك الحدوثة,, علماً بأن الدولة الصهيونية مارست وما تزال بحق الشعب الفلسطيني أبشع المجازر البشرية في التاريخ وعدد المجازر التي قامت بها ضد الشعب الفلسطيني لا حصر لها في الكم والكيف حتى الوقت الحاضر, ومن هنا.. ارتأينا أن نقرأ لكم ما تناوله الراحل الدكتور "عبدالوهاب المسيري " المتخصص في الصهيونية في كتابه : " الصهيونية والنازية .. ونهاية التاريخ" , والذى أبحر لأكثر من ثلاثون عاماً يتعمق في هذا الموضوع للوصول والوقوف على الحقيقة , لعل البعض لم يقرأ ولم يسمع ما النتائج التي توصل إليها هذا الفارس العربي المصري من حقائق منها ما هو مُتَعَلِّق بمصداقية الحدث ومنها ما هو أسبابه .. ويرى المسيري أن هناك الكثير من الإشكاليات التى أُثيرت حول مفهوم الإبادة النازية لليهود في أوروبا, حيث اللغط التى شاب هذا المصطلح من خلال التشابك والتداخل بين ظاهرة الإبادة والعلاقة بينها وبين التشكيل الحضاري الغربي بشكل عام والألماني بشكل خاص, حيث يُشير المسيري في شرحِه لمصطلح الإبادة على أنها متعددة ومتشابكة وكُلُ تفسيرٍ لَهُ بُعد ,, حيث جاء مصطلح الإبادة في الخطاب السياسي الغربي على أنه محاولة النازيين للتخلص من اليهود من خلال حرقهم بالأفران.. بينما يُشار إلى الإبادة في الخطاب اليهودي على أنها "هولوكوست", وهى كلمة يونانية تَعْنِى حرق القُربان بالكامل وتُتَرجم إلى العبرية بـ " شَوَاْهْ" وتعهدت الصهيونية إلى انتشار هذا المصطلح للتأكيد على قدسية القربان المقدم للرب وفى هذا تشبيه بأن الشعب اليهودي هو بحد ذاته قربان مُقَدَّمْ للرب وتم حرقهُ لأنه أكثر الشعوب قداسة من غيره. إلا أن هناك مصطلح آخر يُرَدِدَهُ اليهود وهو" حُرْبَاْن" وهى كلمة تعنى هدم الهيكل أو بيت الإله , وفى تفسير ذلك بالنظرة اليهودية هو أن الشعب اليهودي يمثل الهيكل وبذلك يأخذ المصطلح بُعْدَاً دينياً وعقائدياً ضد المسألة اليهودية بشكلٍ عام. إلا أن المسيري يرى هناك أبعاداً أُخرى حضارية وثقافية واجتماعية في أوروبا بشكل عام وفى ألمانيا بشكل خاص ترتكز عليها هذه الرواية . هذا وسوف نتناول فصول الكتاب بشيءٍ من التحليل والشرح في المقالات القادمة لتبيان مصداقية هذا الحدث, والأسباب المتشابكة التى أدت لها والنتائج التى ترتبت عليها. وإلى اللقاء في المقال القادم الذى يتناول الفصل الأول من الكتاب: "الصهيونية والنازية .. ونهاية التاريخ " .. للدكتور : عبدالوهاب المسيرى

2014-05-01