الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
خليها على الله ..دارت الأيام .. وتبعثر الكلام/غازي غريب

شهور طويلة غابت فيها " خليها على الله " .. شهور طويلة كانت حافلة بالآلام وغابت فيها الآمال .. الآلام " قدر الله وما شاء فعل " .. والآمال تاهت مع توهان أولي الأمر من البشر .. بداياتها مصالحة مزعووووومة .. وأحداثها حرب ملعووووونة .. ونهاياتها ممارسات وتوقعات مشؤوووومة .. والناس أمثالي تحاول لملمة الكلمات .. ولكنها عصية كالدمعات .. وكتاب الله .. مش تشاؤم ولكنه الحال القائم .. والخوف مما هو قادم .. وتجيبها كده .. توديها كده .. هيه كده .

• بسالة المقاوم .. وسفالة المجرم

فرض علينا القتال وهو كره لنا " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " .. كانت حرب قذرة .. مقاومة باسلة خرجنا منها بالآية الكريمة " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ " .. حرب قذرة أحداثها سفالة مجرم عرفنا منه الغدر طيلة عشرات السنين ولكن ليس بمثل هذا الغدر والإجرام وهذه البشاعة .. إجرام طال البشر والشجر والحجر .. دماء وأشلاء .. دمار وخراب ديار .. والمصيبة الكبرى .. أنه ما زال مستمرا .. الحصار .. فتمهل يا انتصار .

• مواكب الوداع

ومضت بنا .. وستمضي ولن تنتهي مواكب الوداع .. إخوة وأحباب وأصحاب .. أطفال وشباب ورجال ونساء .. اختارهم الله من بيننا شهداء .. وعنده أحياء .. من بينهم سبعة وثلاثون شهيدا من حركتنا الرياضية .. من الأمعري حتى رفح .. ومن فضل الله علينا أنه لم يبتلينا بالكل ولكنه ابتلانا بالشئ من الخوف والجوع ونقص في الأنفس والأموال والثمرات .. وما بعد هذا البلاء من بشارة " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " .. وإنا لصابرون .
• شكرا .. جبريل الرجوب

إنتقدت هذا القائد كثيرا .. واختلفت معه كثيرا أيضا .. حتى كانت القطيعة .. كان اختلاف في وجهات النظر ليس إلا بصفته قائدا لحركتنا الرياضية .. اختلاف وليس خلاف بين قائد وصحفي .. أعرف أنني كنت قاسيا في انتقاداتي .. ورغم ذلك لم أتعرض إلى أية ردود فعل من جانبه .. لأنه قائد .. يحمل سمات القيادة .. جاءتني مكالمته المحملة بكلمات شعرت كم هي نابعة من القلب .. مواسيا ومعزيا باستشهاد أخي وابنته بعد ساعات من مصابي الجلل .. وفي وقت كنت فيه في حاجة إلى كلمات العزاء والمواساة .. مع مئات المكالمات من إخوة وأحباب وأصحاب خاصة زملاء الإعلام والحركة الرياضية .. والله لا يعديك الواجب أخوي جبريل الرجوب .

• نعم .. لعودة النشاط الرياضي

رغم الكوارث والمحن .. رغم رائحة الموت التي ما زالت تملأ سماءنا .. إلا أننا شعب يعشق الحياة .. الحياة الدنيا .. والحياة الآخرة .. صحيح .. في القلوب لوعة وحسرة .. وفي البيوت أنين الجراح .. ولكننا يجب أن نحيا حياتنا .. كما يحياها من فقدناهم من شهدائنا الأبرار .. نحن أحياء على الأرض .. وهم أحياء في السماء .. وعودة النشاط الرياضي بكافة أشكاله هو في حد ذاته حياة .. العمل حياة .. والحقل حياة .. والمصنع حياة .. والمدرسة حياة .. والأسواق حياة .. وأيضا الملاعب حياة .. نعم لعودة الحياة الكروية لملاعبنا وفي أقرب وقت ممكن .. جميل أن تكون هنا لجنة للأندية للتواصل مع اتحاد الكورة .. ونعرف حجم العجز المالي الذي تمر به أنديتنا .. ولكن طاقة من الفرج قد فتحت .. بمبالغ مالية مرتقبة لدعم أندية الممتاز في غزة ممثلة في 12 ألف دولار من رعاية جوال .. و25 ألف دولار مكرمة من رئيسنا محمود عباس .. وإذا اكتمل هذا الدعم فإنه سيكون دعما غير مسبوقا في المواسم الماضية .. وحافزا قويا لبداية الموسم الكروي الجديد الذي أقترح أن تكون بدايته مطلع نوفمبر القادم .. حيث شهرا من الإعداد والاستعداد سيكون كافيا .. وفي نفس الوقت لماذا لا تتركز الجهود الآن على توفير الدعم المالي لأندية الدرجة الأولى وباقي الدرجات حتى نبدأ موسما كرويا جامعا متكاملا جاهزا من مجاميعه .. مع الأمل بعدم حدوث أحداث من شأنها تأجيلات جديدة للموسم الكروي لا سمح الله .

• وما زالت أمواج .. أمواج ورا أمواج

مؤسسة أمواج الإعلامية .. المطل مقرها على بحر غزة الذي تستمد منه غزة شموخها وعنفوانها .. استمدت منه مؤسسة أمواج أيضا تواصل وتتابع واستمرارية أمواجها .. والموجة السابقة وليست الأخيرة كانت مهرجان تكريم عوائل شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية .. تكريم الأكرم منا جميعا بمبادرة كريمة من مؤسسة إعلامية رائدة .. شكرا أمواج .. شكرا عبد السلام هنية .

• أحلى الكلام

بسم الله الرحمن الرحيم

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ

صدق الله العظيم

2014-09-16