الأربعاء 19/10/1444 هـ الموافق 10/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عبدة المال / بقلم : ربى مهداوي

عندما  يريد المرء منا ان يتثقف  يتجه الى قراءة العديد  من الروايات المتواصلة، وهنالك من يمارس فيه المؤلف كتابته بالطريقة الحديثة التقليدية الروتينية ويدعى ( موت المؤلف) وهنالك من المؤلفين من يتبعون وسيلة اقرا وتعرف على واقعك الحقيقي المجهول، لم اظن انني ذات يوم ان اتذكر كل سطور روايات وكتابات لمؤلفين بمجرد الاندماج مع حياة جديدة في الولايات المتحدة الامريكية ليرتكز ذهني على نوعية الصراع الكوني المتمارس بكينونتنا البشرية الدينية قبل السياسية، كنت دائما امارس نقد الاخوان المسلمين المتزمتين بالدين. لما فيها اجندة خاصة ذات منفعة بهم، ومع مرور الايام وجدت ليس القضية تعود الى الاخوان انفسهم كما هي قضية البشرية بفكرها وثقافتها المحدودة المتأصلة بذاتهم ، فقد يمارس المرء سلوك ليستخدم بعض ما قرأه بعالم الدين ليبرر خطواته المبرمجة مع الاقتناع الداخلي انّا ما اقوم به هو الاصح للخروج من واقعه بطريقة دبلوماسية ، والاجمل ان تمارس و تستغل الديانات بأكملها لكل شخص حسب غايته الخاصة وبالنهاية من اجل المال الذي اصبح فيه المرء عبد له لانها لغة العصر، هنالك من يتهرب من مسؤولية اولاده وواجباته الحقيقية بحجة انه يقدم النفقة الرمزية حسب الشريعة ، و هنالك من يبحث عن الطلاق حتى يتخلص من مسؤوليته، وهنالك من يقدم المال ليجذب اشخاص لديانته مقابل راتب او مكافأة مالية جميلة تساعده على العيش ضمن مستوى يرغب به ،هنالك من يستخدم الدين لمساعدة الاخرين ولكن ضمن شروط احتكارية ، وهنالك من المرء من يرى مخافة الله بداخله بعيدا عن البشرية اثناء تقديم المساعدة  وهم من الاقلية حتى كاد انقراضهم ممكنا .
عندما عدت الى صفحات روايات دان براون بكتابه (الملائكة والشياطين) الذي بات جزء من حياتي رغم انني ارفض ان نصبح مقيدين لاسطر بشرية، تذكرت معادلة الصراع الديني الكوني، من صاحب عنصر القوى بعالمنا وكيف من الممكن ان احارب بالقضاء على كينونات دينية مزعجة قد تكون بالمقدمة ذات يوم ، ان صراع الراسمال بهذا الكون العالمي  ( الماسونية) والذي تحول الى صراع استثماري ديني بشري، والمتأرجح بذلك كيف تحولت تلك العناصر البشرية الى اتباع متحركة طيعة تحت اعتقادات استقلالية ذاتية كل منهم توجه حسب فكره الذاتي وتحليلاته الدينية لما تروق له حسب  طبيعة المكسب المادي وارضاء الجهات العليا الصراعية المسيطرة على الذات الانسانية بطريقة لعبة المال هذه.
اردت زيارة صديقة كورية في الولايات المتخدة لاتفاجأ بانها تعرض علي مبلغ من المال تحت مبرر هذا من ياسوع فقد احبني وشفق علي لانني قد تعرضت الى صدمة لامراة كان هدفها حياة الامان والاستقرار ولكن غدرت بها الديانة الاخرى لاحتكارها المراة واستغلال. الدين الاسلامي حسب مراد بشريتهم ، بالمقابل ان ان اغير الدين الاسلامي واذهب الى ديانتهم حتى يتم انصافي والتقي بمن يقدر المراة ويحترمهاوعندما قابلت الموضوع بالضحة ونكشة الراس خرجت من جلدها وابتعدت واعتبرتني عدو للمراة، المفاجا عندما تلتقي مع صديق مخضرم في كاليفورنيا ويحدثك عن فاجعة حصلت قبل سنتين عندما اتجهت امراة للكنيسة للمساعدة كان مقابل توفر لها السكن والامان والمال والمصروف الشهري ان تترك الاسلام وان  تتحدث كيف انها تعرضت لاستغلال من رجل يدعي ان صاحب دين وقد القى بها بالشارع .
من الواضح ان بعض المساعدات الدينية اصبحت تسيس نحو صراع راسمالي مفبرك من الراسماليين المستثمرين المسيطرين على العالم بقوى اقتصادهم، لا يعني  ذلك انه لا يتوفر مؤسسات مساندة للانسانية والبشرية ، فهنالك من المؤسسات تحمل بداخلها الانسانية والمساهمة للحفاظ على الحياة الاسرية بامانة وبخوف من الله ، ولكن المشكلة ان الصراع العالمي اصبح اقوى و يداهم الانفس البشرية الضعيفة ليصبحوا بالاديان المتعددة كافراد لعبدة المال.

2014-10-06