الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حُمَّى العَسْكَرِيَّةِ/حمزة شباب


نَزَلَتْ بِهِ حُمَّى الهُمُومِ

لِتَرْتَسِمَ عَلَى وَجْنَتَيْهِ أجْنِحَةُ الظَّلامِ

و تَرْتَمِي حُبَيْبَاتُ المَطَر

عَلَى سِلاحِهِ

لِتَزيدَهَا مِنْ صَدَأِ البَلاءِ

يُفَكِّرُ فِي عَثَرَاتِ النُّجُومْ . . .

يَسْتَلِذُّ بِالاخْتِبَاءِ

خَلْفَ جَيْشِهِ المَهْزُومِ

يَتَذَكَّرُ عُطُورَ صَدْرِهَا

و مَقَامَ الإِمَامِ

كُلُّ شَيْءٍ تَغَيَّرَ

فِي نَظَرِهِ

و فَي سُطُورِ مُخَيِّلَتِهِ

يَنْتَقِمُ الحُبُّ مِنَ المَجَانِينَ

و يَقْطِفُ أحْذِيَتَهُ العَسْكَرِيَّةَ

لِيَزْرَعَهَا عَلَى أطْلالِهْ . . .

يَشْرَبُ مِنْ بَحْرِ بَارُودَتِهِ

بَارُودَةٍ خَفِيفَةٍ

يَلُفُّهَا المَاءُ بِازْدِرَاء

يَتَعَاظَمُ الحَنِينُ فِي قَلْبِهِ

نَحْوَ سَاحَاتِ المَطَرِ

وقُبْلَةٌ مِنْ كَأسِهِ المَدْفُونِ

عَلى جِيدِهَا المُغْرَقِ بِالصُّدَفْ . . .

عَادَ إلَى حَيْثُ انْتَهَى

إلى مَسْرَحٍ مَلِيءٍ بِالدُّمَى

عَادَ لِيَسْتَقِيلَ

مِنْ آلافِ الصُّوَرِ

يَكَادُ لا يَرَى إلا الهَشِيمِ

فِي ارْتِدادِ صَوْتِ وَلاعَتِهِ

بِكُلِّ حَرَكَاتِهَا تَسْتَمِرْ . . .

ظَنَّ أنَّهُ يَسْتَطِيعُ إغْرَاءَهَا

بِبَعْضِ مَلامِحِهِ المُرْسَاةِ فِي عَيْنَيْهَا

و بَعْضَ الهُمُومِ

ظَنَّ أنَّهُ يُخِيفُهَا بِصَوْتِهِ الجَهْوَريِّ

فِي مَقَاهِي خَلَوَاتِهِ

حَيْثُ يَرْتَعِدُ مِنْهُ ثَوْبُهُ الرَّثُّ

و تَنْطَلِقُ فِئْرَانُ غُرْفَتِهِ

لِتَحْجِزَ مَقْعَدِهَا جِوارَ المِدْفَأةِ

و تُبْقِي مَشَاعِرَهُ

بَيْنَ الحَرْبِ و حُبِّهَا

لِيَبْرُدَ الحَنِينُ فِي قَلْبٍ

مُلَبَّدٍ بِالآهَاتِ و الغُيُومْ . . .



* شاعر و كاتب فلسطيني .


2015-03-09