الثلاثاء 3/11/1444 هـ الموافق 23/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
برقيّةٌ عاجلةٌ إلى الشاعرة آمال عوّاد رضوان! / بقلم الروائيّة: فاطمة يوسف ذياب


عزيزتي الشاعرة آمال عوّاد رضوان..

 


في ردٍّ على قصيدتِكِ (نَدًى مَغْموسٌ بِغَماماتِ سُهدٍ) أقولُ: على ضِفافِ حِبركِ نتعمّدُ، وفي موْجِ فيْضِكِ نُبحِرُ، نتلمّسُ حروفَكِ المَغمورةَ بالبوْح الشّذيّ، نُحاولُ أنْ نُعايش (ذاكرةَ الهُروب)، ونُمسِكُ معكِ (بالمَحارِ)، فنَلهَثُ لهاثَكِ، كي (نلحقَ بالأثرِ).

 


عَلى ضِفافِ القَصائِدِ / تَتَناثَرُ محاراتُ الهَوى

وَمِنْ ذاكِرَةِ  الهرُوبِ/ تَتَسَلَّلُ أَسْرارُ الجَوى

فَلا نُمْسِكُ بِالمَحار..  وَلا نَلْحَقُ بِالأَثَرْ

وَهَيْهات....  هَيْهات.... يُسْعِفُنا الوَتَرْ

 


عزيزتي آمال.. ليسَ سهلًا الإبحارُ في موْجِ حُروفِكِ، فدَلالاتُها الرّمزيّةُ مُتتابعةٌ، نلهثُ وراءَها، وتَتجاذبُنا الأمواجُ في بَحرِكِ الصّاخبِ، بلغةٍ تَهدُرُ في أديمِ الرّوحِ صفاءً، وبمُفرداتٍ تَنهمِرُ في سَماءِ العقلِ والفِكرِ، كي تُطهِّرَنا كما الماءِ الطّهورِ، الّذي نَحتاجُهُ بكلِّ حالاتِه، كأهمِّ عَناصرِ الوُجودِ والحياةِ: (ندى، ضفاف، سدود، أخاديد، فيضانات، بحر، تجلّدَ، قوسك القزحي، يفيضُ، يغسلُ، موجات وشلّالات).

 


أَخاديدُ عَناوينِي.. تَتَناءى / سُدودُ طُمَأْنينَتي.. تَتَهاوى

تَهُدُّها.. فَيَضاناتُ غِيابِكِ

بَوْحِي الوَلِهُ.. مُفْعَمٌ بِكِ / مَغْمورٌ.. بِحُضورِكِ

أَتُراهُ.. لَيْسَ إلّا..

 


جَمالَ حُبٍّ.. يَخْتالُ عَلى شَرْخِ شَبابْ؟

 


أو.. حُلُمَ عُمْرٍ.. تَجَلَّدَ بَحْرُهُ في غَيْرِ أَوانْ؟

 


مَوْجاتُ نِداءاتِ هُيامٍ.. تَتَماهى / تَنْدَهُ: ماسَتي المَفْقودَةَ

 


عزيزتي الشاعرة آمال عوّاد رضوان..

 


يا مائيّةَ الحُروفِ والنّبضاتِ.. على موْجِ بحْرِكِ تَرتدُّ حُروفي، وأُبْحِرُ معكِ ومعَها ولا أغرَقُ، وما زالتْ (لوعةُ الزّغاريدِ) في ليالينا، تَصنعُ (أماسيَ مغموسةً بالحَنينِ)، نُعانقُها ونَتمسّكُ بتَلابيبِها.

 


على (كفّيْ نَدى) يُشاغِلُني كما يُشاغلُكِ، ما تعمّقَ بفيْضِ العيونِ الّتي لا تَعرفُ البُكاءَ، إلّا بحُروفٍ ماسيّةٍ، نُعلّقُها على جُدرانِ الأزمانِ، ونَظلُّ هكذا نرتوي بوَمضةٍ، تُومِضُ في لَيالي العُواءِ والخُواءِ، (سنابلُ المَواعيدِ المُلتاعةِ).

 


أَيَّتُها النَّدِيَّةُ.. المَغْموسَةُ بِغَماماتِ سُهْدي

مَرْصودٌ أَنا.. لِنَدى كَفَّيْكِ الحانِيَتَيْنِ

لِراحَتَيْكِ.. تُبَلِّلانِ وَجْهِيَ.. بِعِطْرِ الأَقاحيِّ

 


اِرْوي أَطْلالِيَ الظَّمْأى / وَشِّحي آفاقَ عَشِيَّتي/ بِقَوْسِكِ القُزَحِيِّ

 


شاغِليني... سائِليني... / سامِريني.. بِوَميضِ عَيْنَيْكِ

 


 

 


عزيزتي آمال: الوهمُ مفعمٌ بحُضورِ غيابِك؟

 


حشرَجةٌ تُغالِبُ الموْتَ في سَكْرةِ الغِيابِ، بهمْسٍ أثيريٍّ يُشاغلُ عَقاربَ الحياةِ، ويَشُدُّها مِنْ جَديدٍ إلى مَسارٍ كانَ لنا؟ مَسارٍ لم تَتكسّرْ مَجاذيفُهُ، لكنّهُ عزيزتي في اغترابٍ سَرمديٍّ، يَتحيّنُ فرصةَ اللّقاءِ، وعلى ضِفافِ أهدابِ الحُروفِ دُموعُنا المُلتاعةُ، تَتلظّى (في أرْوقةِ الزّمان).

 


كَمْ مُوحِشَةٌ عَقارِبُ اللِّقاءِ / تَتَعانَقُ.. وَحْدَها

 


وَ.. أَ تَ كَ سَّ رُ / عَلى .. إيقاعِ صَمْتِنا النَّحِيلِ

 


في فُسْحَةِ اللَّوْعَةِ / تَتَلأْلأُ .. بِلَّوْراتُ غِبْطَةٍ.. / عَلى حَدَقاتِ قَلْبي

يَرَقاتُ العَتْمَةِ البَيْضاء.. / تَجْدِلُ.. أَهْدابَ جَداوِلِ وَجْدي

فأَتَشَظَّى.. في أَرْوِقَةِ هذا الزَّمانِ / عَلى .. هَوامِشِ حُضورِكِ

 


ما أَنْ يَعْدُوَ دَرْبي إِلَيْكِ.. / يَتَضَوَّرُ حُلُمًا

حَتّى.. تَصْبِغ قَوافِلُ الْغُموضِ بَياضَ لَيْلي/ بِحِنّاءِ اخْتِفائِك

 


 

 


يااااااااه.. كم قاتلٌ هذا الغيابُ، يُحاورُ حدودَ زيارةٍ ليليّةٍ، نُراودُ معكِ حُروفَ الأبْجديّةِ، فنَراها غريبةً مُغتربةً، تَتماهى مع فيْضِ غُربتِنا، نراها (زائرةً تختالُ في شَرْخِ الشّبابِ)، وتتساقطُ كما (الأشباح مِن نوافذِ الزّمنِ)، نُحاولُ أنْ نَستردَّ أنفاسَنا، ونلهثُ معَ اللّهاثِ كي نُعانقَها، فلا تَفلتُ مِنْ جمْرِ لهيبِنا، ولا تتفلّتُ مِنْ أنينِ غفوَتِنا، ونَظلُّ في بَحثٍ دَؤوبٍ عن ألوانٍ قزحيّةٍ بعيدةِ المَرامي، تَستمطِرُ السّماءَ طُهرًا يُطهِّرُنا، عَلّنا نَحفظُ خطَّ العوْدة.

 


 

 


أَنْفاااااااااسُ اللَّيْلِ.. ما أَثْقَلَها / تَرْحَلُ.. وَيَرْحَلُ لَيْلِي العاثِرْ

وعَلى كاهِلِهِ.. يَحْمِلُ.. غِيابَكِ الثَّقيل

مِنْ.. جَيْبِ لَيْلِي المُهْتَرِئِ / تَتَساقَطُ .. نَفائِسُ غِيابِكِ

 


حَصاةً .. تَتْلوها حَصاةْ

 


في هذا المَقطعِ تُعيدُنا إلى أسطورة عقلة الإصبع ابْن الحطَّاب الفقير، حينَ أرادتْ زوجةُ أبيهِ أنْ تتخلّصَ منهُ ومِنْ إخوَتِهِ، فاتّفقتْ معَ والدِهِم ليْلًا على تَرْكِ الأولادِ في الغابةِ، فسَمِعَهُما عقلة الإصبع الذّكيّ، ومَلأ جُيوبَهُ بحَصى الشّاطئِ، وصارَ يُلقي الحَصى كلَّ بضعِ خطواتٍ، لِيَحفظَ خطّ العوْدةِ إلى البيْتِ، مُتتبِّعًا الحَصى الّتي كانَ يُلقيها. غضبَتِ الخالةُ حينَ رجعوا، وأعادتْهم ثانيةً إلى الغابةِ في اللّيلةِ التّاليةِ، فقطّعَ عقلة الإصبع كسرةَ الخبزِ الّتي في حوْزتِهِ، وألقاها كلَّ بضعِ خطواتٍ، لكنّ الطّيورَ أكلَتْها، ومَشى الصّغارُ وضَلّوا طريقَ العوْدةِ، حتّى وَصلوا بيتًا مُضاءً، فاستقبلتْهم زوجةُ الغولِ في غرفةِ بناتِها، وحينَ عادَ الغولُ اشتمَّ رائحتَهم، وأرادَ أنْ يأكُلَهُم. عرفَ عقلة الإصبع بما يَجري، فأبدَلَ قبّعاتِ إخوانِهِ بتيجانِ بَناتِ الغول، ولمّا هَجَمَ الغولُ في اللّيلِ عليْهم، اختلطتْ عليهِ الرائحةُ ولمعانُ التيجان، وكانَ قد أكلَ بناتِهِ.

 


هربَ الصّغارُ واختبؤوا، لحقَهُم الغولُ بحذائِهِ الكبيرِ ولمْ يعثُرْ عليهِم، وبعدَما نامَ الغولُ في كهْفِهِ، تَسلّلَ عقلةُ الإصبع وسَرَقَ حذاءَهُ، ومَضى إلى زوجةِ الغولِ، يُخبرُها أنّ الغولَ رهينُ لصوصٍ يَطلبونَ فِديةً، وقد أرسلَ معهُ الحذاءَ لتتأكّدَ، فأعطتْهُم أموالَ الغولِ، وعادَ بالمالِ مع إخوتِهِ إلى بيْت الأهل، وعاشوا ببحبوحةٍ.

 

 

 


مِنْ.. جَيْبِ لَيْلِي المُهْتَرِئِ/ تَتَساقَطُ .. نَفائِسُ غِيابِكِ

 


حَصاةً .. تَتْلوها حَصاةْ/ نَجْمَةً.. تَحْدوها نَجْمَةْ

تَتَوَهَّجُ.. سَرابَ دَرْبٍ خَفِيٍّ إِلَيْكِ

تَتَتَبَّعُكِ.. آثارُ خَفَقاتِي الشَّفِيفَةِ

وتُقَلِّبُني.. صَفَحاتُ لَيْلِكِ

تَتَقَصَّفُ سَنابِلُ المَواعيدِ.. مُلْتاعَةً

وَتَشْلَحُني هَمَساتُ الأَطْيافِ / عَلى .. سَواحِلِ فَجْرِكِ

 


وتمسكُ الشاعرةُ آمال عوّاد رضوان بمفتاحِ مَدينةِ المَهدِ بيتَ لحمَ؛ (مفتاح القصيدة)، لتنتقلَ بنا مِنَ الأساطيرِ والحِكاياتِ الشّعبيّةِ، إلى قصّةٍ دينيّةٍ لميلادِ الطّفلِ يسوع (عيسى)، في مغارةٍ للرّعاةِ والحيواناتِ في بيْتَ لحمَ، وكيف اسْتدلَّ المجوسُ الفُرْسُ (مُنَجِّمونَ وعلماءُ فلكٍ) ‏على مغارةِ المَهدِ، مِن خِلال تتبُّعِ كوْكبٍ سَطعَ سُطوعًا غريبًا، ظلّ يَمشي أمامَ المجوس، يقودُهمُ وهُمْ يَتتبّعونَهُ، إلى أنْ وَصَلَ بهم إلى المغارةِ، فسَجدوا للطفلِ ومَجّدوا الله.

 


أَيَّتُها القَصِيَّةُ.. عَنْ سِراجَيْ لَحْظي

مَحْفوفٌ أَنا.. بِبَريقِ صَوْتِكِ الكَوْكَب

يَتَتَبَّعُهُ مَجوسُ الشَّغَفِ.. / إِلى مَغارَةِ النَّجْوى

 


عَلى بَياضِ قَلْبِي../  أَسْدِلي شالَكِ اللَّيْلِيَّ.. حِبْرًا باسِمًا

 


لأُولِمَ مَوائِدَ شِعْري.. بِأَطْباقِ اللَّوْعَةِ

وَتُلَمْلِميني.. نُجومًا / تُرَصِّعُ.. ضَفائِرَ أَشْعارِكِ

 


وكما حدّثتْنا الأساطيرُ، نَستبدِلُ خبزَ العَصافيرِ بالحَصاةِ، ونحن كما الأسطورةُ، لمْ نَزَلْ نبحَثُ في جُيوبِ التّاريخِ، وجيوبِ بلادِنا وجُيوب القصيدةِ، عن نجمةٍ تتلألأُ، وعن كوكبٍ ساطِعٍ كي نصْحُوَ، ونرى طُرُقَنا ونحفظُ خطّ عوْدتِنا إلى أوطانِنا المنهوبةِ.

 




عزيزتي الشاعرة آمال.. يا سَرْمَديّةَ التّعبيرِ والبَياض..

 


كيفَ أغدو إليكِ، (وقصورُ أحلامي) غرقى، في مَتاهاتِ الغُموضِ، تُراهُ ذاكَ الفجرَ الّذي كانَ وإيّاها في عناقٍ؟ هل هناكَ بَعْدُ ما نَقولُ؟

 


عِتابي.. يَبْسُطُ كَفَّهُ.. وَ.. تَشِحُّ يَدُ الزَّمانْ

مُرْتاعَةً.. تَتَثاءَبُ الزَّغاريدُ

وَ.. تَضيعُ الماسَةُ/  بَيْنَ أَكْوامِ النُّعاسِ وَالْهَذَيانْ

 


 

 


ليالينا (أماسي العَبراتِ)، ومَواسمُ الحبرِ (على أطباقِ لوْعتِنا)، يُشاغلُها ليْلُنا المُتعثّرُ، المُتدَثِّرُ بخيبْةٍ مَمجوجةٍ بحَريرٍ ناعمٍ شفّافٍ مِنْ إصْرارٍ، ومُقلُ المَآقي تَفيضُ بأنفاسِ الغيابِ، ونجمةٌ مَذعورةٌ تَبحثُ عن فضاءٍ، بالأمسِ القريبِ كانتْ تُعانقُهُ، وتُبادِلُهُ قُبَلَ الحُروفِ شهيّةً دونَ ارْتواءٍ.

 


يااااااااه عزيزتي آمال..

 


تَجرحُني أشواكُ الشّوقِ وتُبعثرُني، أحاولُ أن أُلمْلِمَني بحُروفٍ، فيها أنفاسُ اسْمِكِ، وصوْتُكِ الدّافئُ يُغازلُ النّغماتِ. عزيزتي آمال.. كلماتُكِ هَزّتْني وشاغلْتُها بسرعةٍ، ولكنْ يا مائيّةَ الحُروفِ، ما عادتْ أماسينا نجومًا تُضيءُ في فضاءِ ليْلكِنا، وما زلنا نَبحثُ عنْ ليْلٍ كانَ لنا، كما الفجرُ يُؤنسُنا.

 


تُشاكِسُني العَبَراتُ.. لِتَغْفُوَ رَذاذَ خَوْفٍ / عَلى .. سَريرِ شَفَتَيَّ

وَيَطْبَعُ السُّهْدُ عَلى جَبينِ اللَّهْفَةِ.. قُبْلَةً/  مَحْفوفَةً بِشَوْكِ الشَّوْقِ

في خِدْرِ الصَّمْتِ ../ تَتَجَمَّرينَ لأْلاءَةً.. في مَحاجِرِ قَلْبي

تُقَبِّلُني.. شَلّالَاتُ نُورِكِ

فَتَشْتَعِلُ حُروفُ اسْمِكَ الأَخْضَرِ/ في.. مَواقِدِ فَمي

 


عزيزتي آمال.. تغوصُ القصيدةُ بمُفرداتٍ مِن الطّبيعة، وتُسَخِّرُ عمليّةَ التّمثيلِ الكلوروفيليّ شِعريًّا، ففِعلُ الحُبِّ يَشتعلُ اخضرارًا، والتّمثيلُ الكلوروفيليُّ للأشجارِ والنّباتاتِ يَحتاجُ إلى أهمِّ عناصرِ الكوْنِ والحياة: مثل (الهواء، الماء، التّراب، الحرارة، الضّوء وحُبيبات الكلوروفيل- الحُبّ).

 


تُمَثِّلينَنِي.. بِدِفْءِ ضَوْئِكِ.. / حَنينًا.. دائِمَ الاخْضِرارِ

تَتَقافَزُ.. بَراعِمُ العِناقِ / تُزَقْزِقُ.. فِراخُ الْقُبَلِ

تُفَرْفِرُ... تَتَطايَرُ... / وَ.. يَفيضُ لِساني.. بِنورِ اسْمِكِ

أَ.. يَغْسِلُ شِفاهِيَ.. مِنْ عَتْمَةِ الحِرْمان؟!

 


عزيزتي آمال.. رائعةٌ حُروفُكِ، أتَصيّدُها مِن نَهرِ التّماهي لآلئَ، أُعلّقُها على صدْرِ البحرِ المُتمَنّعِ، بخَجلٍ عُذريٍّ مِنْ غيْرِ حياءٍ، وأَعِدُكِ أنْ أُعاوِدَ الإبحارَ في مُحيطِكِ الصّاخبِ بالبوْح الشّفافِ.. لا بأسَ.. هي مُحاولةٌ للغوْصِ فيما وراء المَدلولات، وهكذا تظلُّ حُروفُكِ مُغلّفةً بالغموضِ، لكنّها حينَ تتحرّرُ مِن غِلافِها تُدهِشُنا بأبْعادِها ورموزِها ومَراميها، وأنتِ تَستخدِمينَ المَدلولاتِ اللّفظيّةَ، وتُجَيّرينَ الأسطورةَ والقصّةَ الشّعبيّةَ والدّينيّةَ، للوصولِ إلى أعمقِ نقطةٍ في مياهِ المُحيط، فتحيّاتي لكِ.

 

2015-04-22