الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الكوفية الفلسطينية المصنوعة محلياً تقاوم "الغزو الصيني"

تحاول الكوفية الفلسطينية التقليدية منافسة غزو الكوفيات الصينية المقلدة، بعد أن أصبحت ذات شعبية واسعة في العالم، وذلك انطلاقاً من مصنع في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وقرر ياسر حرباوي من مدينة الخليل في عام 1961 صنع الكوفيات بدلاً من جلبها من سوريا والأردن لبيعها. وعند افتتاح المصنع، كان فيه عاملان فقط يحيكان الكوفيات البيضاء والسوداء، أما اليوم فإن أولاده يشرفون على شركة توظف 15 شخصاً وتصدر الكوفيات التي تحمل بفخر عبارة "صنع في فلسطين".

وقال جودة حرباوي الذي يدير المصنع اليوم مع شقيقه: إن المصنع يبيع 30 ألف كوفية سنوياً، مشيراً إلى أن "2 إلى 3% منها فقط يباع في فلسطين"، في حين يتم تصدير الباقي إلى إيطاليا وفرنسا وألمانيا وغيرها بسبب طلبات الشراء عبر الإنترنت.

ويشرح عبد العزيز الكركي (61 عاماً) الذي عمل في المصنع لمدة 45 عاماً، أنه للمفارقة فإن الفضل في انتشار الكوفية يعزى إلى البريطانيين إبان الانتداب أوائل القرن العشرين.

ويقول: "أصدروا مرسوماً يعتبر كل من يرتدي الوشاح البدوي معارضاً لهم، ومنذ ذلك الحين بدأ الجميع بارتداء هذه الكوفية".

ثم اكتسبت الكوفية زخماً كبيراً مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي جعلها ملازمة له لتصبح رمزاً للقضية الفلسطينية. ولا تخلو صورة لعرفات، سواء في الأمم المتحدة أو غيرها من المحافل، أو لدى توقيعه اتفاق السلام مع الاحتلال الإسرائيل، من الكوفية.

ويقول حرباوي وآلات الغزل الميكانيكية تعمل من حوله: "كان عرفات يهدي كافة زواره الكوفية من عندنا، واليوم يفعل الرئيس محمود عباس الأمر نفسه".

وعانى المصنع في بداية العقد الماضي من بعض المصاعب، واضطر للإغلاق مع غزو الكوفيات المصنوعة في الصين التي تباع بأسعار أرخص بكثير. وما زالت الكوفيات المصنوعة في الصين تنافس الكوفيات الفلسطينية التقليدية.

وبحسب حرباوي فإن الصينيين "قاموا حرفياً بإغراق السوق"، مؤكداً أن منافستهم مستحيلة بسبب تدني أسعار منتجاتهم. ومن العوامل التي تعيق المنافسة في السعر أن المصنع يستورد كل المواد الخام من الخارج، بسبب انعدام البدائل المحلية.

لكن الأخوين المشرفين على هذا المصنع الذي صمد وقت الانتفاضتين الفلسطينيتين وغيرهما من المحطات الصعبة، قررا العودة بسياسة جديدة، وإعادة تشغيل المصنع بعد خمس سنوات من الإقفال.

ويوضح جودة حرباوي السياسة الجديدة للمصنع: "لن نتمكن من منافسة الصينيين على السعر ولهذا قررنا المنافسة في النوعية"، و"تطويع الكوفية بما يتناسب مع الطلب العالمي".

يعمل المصنع على إنتاج كوفيات باللونين الأبيض والأسود، والأحمر للكوفية التقليدية الأردنية، وكوفيات بألوان مختلفة كالوردي والأخضر والبني والأزرق وحتى الرمادي والأصفر. ويمكن ارتداء الكوفيات كوشاح أو كسترة أو كحقيبة تحمل على الكتف.

وأصبحت الكوفية رمزاً للقضية الفلسطينية وللمتضامنين معها، وجزءاً من الثقافة الفلسطينية في الداخل والخارج. وباتت ترتدى في العروض التراثية والبرامج التلفزيونية، ولا يتردد المشاركون الفلسطينيون في برامج واسعة الانتشار مثل "أراب آيدول" وغيرها في ارتدائها في أثناء مشاركتهم فيها.

ويشرح بسام بركات وهو تاجر يبيع الكوفيات الفلسطينية في البلدة القديمة في القدس منذ 30 عاماً: "لا يرغب بعض السياح في دفع مبلغ كبير، ولهذا نقترح عليهم شراء كوفيات تتراوح أسعارها ما بين 25 و30 شيقلاً (نحو 6 إلى 7 يورو) أو كوفيات ذات نوعية جيدة تتراوح أسعارها ما بين 70 و80 شيقلاً (16 إلى 18 يورو)، وعليهم الاختيار".

الخليج اونلاين

2015-04-27