لم يكف نيبال، البلد الفقير في الهملايا، أن تتعرض لزلزال مدمر أودى بحياة أكثر من 4300 شخص، ليبقى ملايين الأشخاص غيرهم في طابور انتظار قسري فرضته الظروف القهرية، التي أخرت، أو حتى منعت، وصول المساعدات ومواد الإغاثة إليهم.
وأوضح مدير مؤسسة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) غير الربحية في الهند، ديفيندرا سينغ تاك لـسكاي نيوز عربية، أن المشكلة لم تعد في عدم وصول المساعدات، وإنما في تكدسها بمطار العاصمة النيبالية كاتماندو، وصعوبة إخراجها أو إيصالها للمتضررين.
وقال: "وصلت الكثير من المواد الإغاثية التي أرسلتها الهند والصين والولايات المتحدة، بالفعل إلى مطار كاتماندو، لكن المشكلة هي أن المطار غير مهيئ لمثل هذه الحركة الملاحية الكثيفة، كما أن عدد العمال الموجودين داخل المطار قليل جدا".
وأضاف أن مشكلة أخرى تسببت في تكدس المواد الإغاثية داخل المطار، وهي عدم وجود مخازن مجهزة لاستقبالها، مما يعني أنها ستؤخر وصول المواد الإغاثية الأخرى من الخارج.
وتابع سينغ تاك، الموجود حاليا في كاتماندو: "الزلزال لم يضرب فقط العاصمة، وإنما هناك 12 مقاطعة أخرى بحاجة لمساعدات عاجلة، لكن عقبات عدة تقف في سبيل إيصالها إلى هناك"، مشيرا إلى أن بعض المساعدات بدأت بالتحرك، الاثنين والثلاثاء، باتجاه تلك المقاطعات والقرى البعيدة عن العاصمة.
وكانت الأمم المتحدة ذكرت أن أكثر من 1.4 مليون شخص بحاجة إلى المواد الغذائية، كما أن هناك نقصا في الماء والملاجئ.
وأضافت الأمم المتحدة أن الزلزال الذي ضرب البلاد السبت وبلغت قوته 7.8 درجات، يؤثر على حياة 8 ملايين شخص من أصل 28 مليون نسمة هم عدد سكان نيبال.
وأوضح مدير مؤسسة "سيف ذا تشيلدرن" في الهند، أن 1% فقط من المواد الإغاثية وصلت إلى نيبال، وأن وصول المساعدات سيستمر على مدى الأسابيع أو الشهور المقبلة.
وقال لـسكاي نيوز عربية: "مؤسستنا سترسل مزيدا من المساعدات القادمة من دبي ومانيلا، إلى نيبال خلال يومي الأربعاء والخميس"، لافتا إلى أنهم سيباشرون بالبحث عن بنايات أو مواقع يمكن استغلالها كمخازن للمواد الإغاثية، لتلافي تكدسها في المطار.
وفيما يتعلق بعمال الإغاثة الذين قررت حكومات دول عدة إرسالهم للمشاركة في عمليات الإنقاذ، قال سينغ تاك: "بدأ عمال الإغاثة بالوصول بالفعل إلى نيبال ليباشروا عملهم، يمكنني أن أؤكد أن ما لا يقل عن 40 عامل إغاثة من مختلف دول العالم وصلوا الثلاثاء، ونتوقع وصول المزيد خلال الأيام المقبلة".
