الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هيرتا مولر الألمانية التي أرهقها «أمن الدولة» ففرت للخارج

لم تمنحها الحياة عيشة رغدة مستقرة في ظل أجواء الحروب العالمية الكبرى التي عاصرتها، والتي أثرت بشكل كبير على حياتها الشخصية، إلا أنها جعلت منها أديبة استحقت أن يوضع اسمها ضمن قوائم الحائزات على جائزة «نوبل» للأدب على إنتاجها القصصي والروائي المميز، إنها الأديبة الرومانية هيرتا مولر التي سنتعرف عليها في السطور التالية:
ولدت مولر في غرب رومانيا، وكان والداها من ضمن أقلية تتحدث الألمانية، كما كان والدها في الحرس الخاص النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وقام الشيوعيون الرومانيون بترحيل والدتها إلى معسكر اعتقال في الاتحاد السوفياتي بعد الحرب، وعاشت أجواءً اجتماعية عصيبة لفترة طويلة.
إعلان
وحين قررت أن تجسد هذا الواقع وتصيغه من خلال موهبتها الأدبية الفذة قوبلت بالرفض والعداء، حيث منعت الرقابة في النظام الروماني نشر مجموعتها القصصية القصيرة الأولى التي صدرت في عام 1982، تحت اسم «نيدرونغين»، ونشرت بالإنكليزية تحت اسم «ناديرز»، ولم تنشر بشكل كامل إلا بعد عامين في ألمانيا إثر تهريبها إلى خارج البلاد، ففرت مولر من رومانيا إلى ألمانيا عام 1987 بعد أن منعت من نشر كتاباتها في بلادها، وبعد ذلك تم اكتشافها بشكل كامل في عالم الأدب، وبدأت في كتابة ونشر روايتها المتميزة بشكل متتابع.
وكان معظم إنتاجها الأدبي يصور حالات الظلم والقمع بأشكاله وكيفية التصدي له، وقد اشتهرت برواياتها «جواز السفر» التي نشرت عام 1986 في ألمانيا، وترجمت في عام 1989، و«الموعد» التي نشرت عام 2001 وتصف القلق الذي تعيشه امرأة بعد أن استدعتها مديرية أمن الدولة.
وقد حصلت على جائزة «نوبل» في الأدب عام 2009؛ لتكون المرأة الثانية عشرة، التي حصلت على الجائزة بهذا الفرع منذ إطلاقها عام 1901، وذكرت لجنة حكام جائزة «نوبل» في الأدب بأنها كاتبة عكست حياة المحرومين بتركيز لغة الشعر وصدق ووضوح لغة النثر.

2015-06-22