السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من عيون الادب-القدسُ قصيدةُ دمعتي!..د. جمال سلسع

ذُبِحَ الهديلُ، فجالَ في زيتونِهِ نوَّاحُ................. وبكت حجارةُ قدسِنا،فسقوطُها ذبَّاحُ

وعلى الديارِ من انكساري مشت هزيمةُ قُدسٍ......... وتُرابُها وجعٌ يصيحُ ودمعُهُ لمَّاحُ

تركَ العتابُ بساحةِ الأيامِ مهربَ خطوٍ............. فلمن بكى ولمن تباكى عذرنا فضَّاحُ

نثرَ السؤال دموعَهُ فوق الفجيعةِ عاراً................غرقَ الجوابُ بعارهِ وسؤالُهُ جوَّاحُ

والدمعُ أسكرنا وما صحت الرجولةُ يوماً..........والكأسُ فاضَ وما تنادى لثَملنا جراَّحُ

هذي قصيدةُ دمعتي،قدسٌ تضيعُ وجوداً........ وعلى الضياعِ،أجالَ في أحزانِها أفراحُ؟

هذي قصيدةُ آهتي،وجعٌ يمورُ ظلاماً............... ببحارهِ،فيطوفُ في دمنا دجىً سبَّاحُ

وقصائدي سكنت على أمواجِ حُبِكِ دمعاً...............والدمع همٌّ في بحارِ همومِنا ملاَّحُ

وأرى الدموعَ على ضفافِ مدينتي شلالاً .........فيجوسُ فوقَ النايِ، آهٌ هاجسٌ سواَّحُ

عطِشَ النداءُ وغابَ عن زمنِ النخيلِ سحابٌ...فمتى يُبِّللُ صرخةَ الأقصى ندىً وكفاحُ

جبلت دموعُ مآذنٍ وكنائسٍ آهاتٍ................وتلمَّست ذبحَ المدينةِ،ما استجابَ سلاحُ!

وأحسُّ حُلمكِ في صدى حلمي،توَّجُعَ أرضٍ.........وكأنَّ حارسَ حلمنا في حلمِهِ سفَّاحُ

كذِبُ الكلامِ يجولُ في حدقاتها مرتاحاً.........والقدسُ أينَ من الدموعِ، دموعها ترتاحُ؟

وعلى شوارِعِها انحنى صبحُ المدينةِ ليلاً.............لا ينحني عشقٌ يدقُّ وجمرهُ قدَّاحُ!

ثغرُ الحياةِ يمرُّ مرَّاً فوق ظلمةِ قدسٍ............. هل يُستطابُ بغير شمسِ كرامةٍ تُفَّاحُ؟

ألقيت هذه القصيدة في رحاب جامعة القدس – أبو ديس كلية الآداب بمناسبة حصول الشاعر الدكتور جمال سلسع على جائزة أفضل ديوان شعر عن القدس

2015-07-25