الإثنين 17/10/1444 هـ الموافق 08/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هذا المقال أزعج إدارة ‘الدولة الأكبر’ قبل 12 عاما ... نبيل أبو جعفر

الولايات المتحدة تعتبر 80% من سكان العالم نفايات...نبيل أبو جعفر

الولايات المتحدة تعتبر 80% من سكان العالم "نفايات"

يجب التخلص من نصفهم!

كاتبة أميركية تكشف يالوثائق معلومات مذهلة حول كيفية "غربلة" البشر بالأساليب التي تُنَفّذ في هذه الأيام أمام أعيننا!  

هذا الموضوع سبق أن كتبتُ حوله قبل أثني عشر عاما ، كاشفا معلومات بالغة الخطورة حول توجهات إدارة الولايات المتحدة ضد عالمنا وأمثاله ، وقد تمّت صياغتها  من قبل خبراء أميركيين قبل فترة وجيزة من احتلال العراق . إلا أنه لم يُلفت انتباه عربنا بشتى توجهاتهم ــ مع الأسف ــ على عكس إدارة الإجـرام الأكبر . حصل ذلك على أثر نشره في مجلة البـيادر السياسي التي تصدر في القدس المحتلة تحت عنوان" معلومات مذهلة تعلن للمرة الأولى"   العدد 837 / 27 أيلول 2003  

 

 ما أوردتُهُ يومها في هذا المقال من معلومات ليس من جعبتي  بالطبع ، بل استقيته دون تصرف من مصادر أميركية معروفة لكنه معتّم عليها في الولايات المتحدة ذاتها ، وفي مقدمتها الكاتبة الأميركية سوزان جورج ، وما أوردَتهُ هي في كتاب جديد صدر لها في ذلك الوقت تحت عنوان " تقرير لوغانو" ، وقد تضمن نتاج أبحاث ودراسات أعدتها لجنة من هؤلاء الخبراء على شكل تقرير حول الكيفية التي يرونها لتحقيق هذا الهدف.

 

على أثر نشره ، اتصل الملحق الإعلامي في القنصلية الأميركية العامة في القدس برئيس تحرير المجلة الزميل جاك خزمو ، ثم زاره في مكتبه وأبلغه اعتراضهم على عدوانية المقال والصحيفة . وبالرغم من توضيحه له أن المصادر الأساسية لهذا المقال أميركية ، أجابه بما يفيد " إنكم ستدفعون ثمن ذلك"!

 

 أما الأهم والأبرز من كل ما سبق فهو أن ما ورد وقتها من معلومات " عدوانية " هو الذي يُنفّذ الآن بحرفيته أمام أعيننا.

 

أساليب أكثر خسّة ووحشية

اذا كان من البديهي القول أن ما تقوم به الولايات المتحدة من حروب وما تفتعله من أزمات ، بالاشتراك مع عدد محدود من الدول المرفّهة التي تعتبر نفسها "سادة" العالم ، هدفه فرض هيمنتها على هذا الكون بشعوبه وحكوماته, وتجيير ثرواته وطاقاته لمصلحتها, فإن من الضروري معرفة أن الحروب والأزمات وحدها ليست هي وسيلة الأميركان الوحيدة للسيطرة, وأن هناك عدة سبل أخرى أكثر وحشية وفتكاً. وهي وإن كانت لا تبدو كذلك في الظاهر, إلّا أنها أبشع أنواع الإبادة البشرية في الحقيقة.

 

ويكفينا للدلالة على مدى حجم وهمجية ما يجري تداوله حول أسلوب واحد فقط من هذه الأساليب الاشارة الى أن هاجس أميركا, والقلّة المرفّهة في هذا العالم, ليس الحفاظ على سيطرتها ومستواها فحسب, ولا ايقاف زيادة عدد سكان هذا الكون لتحقيق ذلك, أو ارجاع معادلة تساوي عدد الولادات مع الوفيات, بل إنقاص عدد سكانه الى حوالي النصف وعدم السماح بتكاثره الى أكثر من هذه النسبة مستقبللا.ً

 

نعم, هذا هو الهاجس الذي يجري العمل على تنفيذه سراً على مراحل وعبر كل السبل, وكل ذلك ليس لضمان رفاهية كل الشعوب, أي الأربعة مليار انسان الذين سيبقون (هذا اذا علمنا أن سكان العالم الان حوالي السبعة مليارات). بل لضمان رفاهية النخبة المرفهة في الأساس, وهي لا تقلُّ في هذه الأيام عن 20% من سكان العالم. أما الـ80% فعليهم العمل لتوفير طمأنينة الـ20% حتى لو اقتضى الأمر - وهذا ما سيحصل-  تقليل عددهم الى النصف!

 

ولكن، كيف سيحصل ذلك وأي أساليب تراها أميركا لإعادة بناء العالم بما يوفر استمرار الرفاهية لها وللنخبة التي تراها تستحق العيش معها ، وتسخير الأكثرية من أجل الأقلية؟

هذا ما عالجته الكاتبة الأميركية سوزان جورج, المتخصصة في شؤون التربية والتنمية والإعمار في كتاب جديد صدر لها قبل اثني عشر عاما تحت اسم تقرير لوغانو، وقد تضمن نتاج أبحاث ودراسات أعدّتها لجنة من الخبراء على شكل تقرير يحدّد الكيفية التي يرونها أكثر نجاحاً وسرعة للوصول الى هذا الهدف.ولهذا آثرت الكاتبة التنويه إلى أن الخبراء ليسوا هم الذين كتبوه ، بل إنه  نتاج ما لديها هي من وثائق وأدلّة ، وما بحوزتها من معلومات استقتها من مصادر متخصصة ومطلعة.

 

وحتى لا يُقلل بعض القراء من شأن هذه المعلومات التي تُعتبر في منتهى الخطورة على البشرية كلها, تحدَّتْ الكاتبة أيّاً منهم أن يُقدّم ضدها دعوى يطعن فيها بتلفيق ما أوردته, كي تُخرِج من خزينة ارشيفها كل الأسرار والوثائق المؤكدة على ذلك.

 

وهكذا يمكن القول أن تقرير "لوغانو" قد صاغته الكاتبة الأميركية من وحي ما تعيشه وما تلمسه على الأرض، ومن خلال علاقاتها بعدد كبير من المتخصصين والعلماء والموظفين الرسميين, وومجموعة لا حدود له من الحاصلين على المعرفة الممنوعة بتوجهات القوة الأعظم ومن يُحيط بها كالسوار في المعصم. ويبدو من خلال اعترافها بهذه الحقيقة أن أكثر من شخص آخر مميّز في مجال المعرفة قد ساعدها في هذا البحث المذهل بمعلوماته, لكنها امتنعت عن ذكر الأسماء منعاً لأي إشكال قد يلحق بها أو بهم "في دولة الديمقراطية"!, ثم نسبت كل ما كتبته الى لجنة تصوّرت أنها اجتمعت في بلد محايد كسويسرا, وفي قرية هادئة كلوغانو توخياً للدقة وبعيداً عن تأثير القوى الكبرى.

ماذا يقول التقرير؟

تؤكد سوزان جورج في كتابها أن توجُّه الولايات المتحدة وحلفائها القليلين من النخبة المرفهة في هذا العالم نحو تقليص سكان الكرة الأرضية سوف يعتمد أبشع الأساليب وأكثرها إبادة جماعية, سواء عن طريق اشاعة الحروب والصراعات المختلفة الأسباب, وبثّ الأمراض المفاجئة (كما حصل في الصين عند تفشّي مرض الالتهاب الرئوي فجأة وما يحصل الآن بالنسبة لمرض إيبولا ) ثم تعميم الأوبئة وفتح باب الكوارث بأنواعها دون مقاومتها, فضلاً عن أساليب أخرى لا تخطر على بال, وليس من السهل إيرادها في كتاب, تستهدف كلها زيادة عدد الوفيات والآفات, مع اشاعة الجريمة وظاهرة تعاطي المخدرات التي يجب أن تُعمَّم بعد أن تُصبح مشروعة للجميع انطلاقاً من ضمان حرية أي انسان في "تعاطي" ما يريد   وهذا ما يحصل الآن.

وأخيراً وليس آخراً جعل فقراء هذا العالم حقل تجارب لسلاح النخبة وتكنولوجيتها, - تماماً مثل فئران المختبرات- ومكبّاً لنفاياتهم

أما السبب الأساسي لاعتماد هذا التوجه فيعود الى أن "المجتمعات" المميّزة" في هذا العالم سوف تتعرض لمخاطر تمسّ كيانها ورفاهيتها إذا ما اتسع اطار "العالم غير المميّز" وزاد عدد سكانه, وأصبح يتطلب امكانات ووسائل عيش سيكون الحصول عليها على حساب النخبة المرفهة وحدها. ولهذا فان الخطر لا يتهدد في هذه الحالة 80% من سكان العالم بل الـ20% المرفهة منه، والتي لا يجب أن تُمَسّ مصالحها وأن يُحافظ على وضعها. بل يجب أن يوضع باقي البشر - بعد غربلتهم- في خدمتها الى الأبد حتى لا ينتقل الخطر اليها وتفقد مزاياها على سائر الآخرين

ولهذا السبب لا بدّ من البدء بعملية "الغربلة" بين الشعوب والمجتمعات الأكثر كثافة وأكثر فقراً, أو الأكثر خطراً على العالم المرفّه. وهكذا تعزّزت ظاهرة اذكاء الصراعات والحروب وبثّ روح التفرقة العنصرية والطائفية في مناطق أكثر من غيرها, فشملت جزءاً كبيراً من وطننا العربي والعالم الثالث, بدءاً بدول القارة السمراء ثم أفغانستان فالعراق وأندونيسيا والفلبين, وصولاً الى العديد من دول أميركا اللاتينية. أما فلسطين فلها حساب "خاص" يدخل في اطار السماح بكل أشكال "الغربلة" حفاظاً على مصالح "نخبة النخبة"! وظهر من خلال هذا الشمول أن الحديث عن الديمقراطية لم يكن إلاّ ستاراً في بعض الحالات التي شكّلت خطراً على "الدولة الأعظم", بينما كان يجري دعم الديكتاتوريات الأخرى وتشجيعها على ممارسة أبشع وسائل القهر بحق شعوبها لتحقيق هدف "الغربلة" على أيديها دون أن يُرهَق مرفّهو العالم بهذه المهمة

وباختصارـ حسبما تقول الكاتبةـ تَعتبِر زعيمة الرأسمالية أن العالم مليء بالنفايات التي تؤذي ما حولها, ولا بدّ من التخلص منها. وهذه النفايات هي مجاميع الفقراء والمتخلّفين معيشياً وتنموياً, حتى تبقى "النخبة الباقية" بعيدة عن الأوبئة, وليس معها إلّا ما تحتاج تسخيره لخدمتها.

 

أي بمعنى آخر, لا بدّ من ايجاد التوازن الأبدي الثابت بين عدد سكان المعمورة وبين مداخليه وامكاناته, ثم استهلاكه, على أن تصبّ النتيجة نحو ترفيه المرفّه وتفقير الفقير.

 

حتى الحق الإلهي لا يعترفون به!

 

ومن هنا أتت هجمة العولمة, وظهور منظمة التجارة العالمية, واستخدام البنك الدولي لابتزاز الشعوب واستعبادها بدل مساعدتها, فضلاً عن كل الترتيبات التي تجري على قدم وساق وتمرّ على رؤوس العالم الثالث, وفي مقدمته نحن, رغم أنه ضد مصالحنا بالدرجة الأولى, ورغم أنه يتناقض بشكل صارخ مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الأمم المتحدة, والذي يؤكد على حق كل كائن بشري في الزواج والتناسل والعيش بمستوى مقبول، وهو حق إلهي بالدرجة الأولى وطبيعي - انساني كذلك.

 

لكن الحق الإلهي نفسه لم يعد هو المعترف به من قبل الأصوليين المتشددين في الولايات المتحدة الذين يدّعون التمسك ظاهرياً بالدين لتحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية الشريرة المرفوضة من روح كل الديانات, وهم أبعد ما يكونون عنه, لذلك يستبدلونه بحق المجتمع المرفّه، وحق النخبة في اختيار حجم وعدد ما تريد من "الخدم".

 

من هذا المنطلق ترى الكاتبة الأميركية أن هدف الحدّ من سكان العالم تبقى هاجس وهدف زعيمة الرأسمالية ومن معها الى درجة الاقتناع بإبطال مقولة "الصحة حق لجميع الناس"، لأن هذه المقولة تعني الحفاظ على عدد سكان العالم، والتخفيف من مصائبه وعدد وفياته..الخ بينما المطلوب في نظر هؤلاء تعميم الأوبئة والأمراض والكوارث في العالم الفقير، واكتشاف الجديد منها وتعميمه. ثم التخطيط لإعادة القديم الذي اندحر بفعل التقدم العلمي كالسلّ, أو الذي أمكن السيطرة عليه كالكوليرا والطاعون، مع ترك "الإيدز" يفعل مفعوله على راحته رغم كل النداءات الداعية لمقاومته والمعدّة للاستهلاك السياسي لا أكثر.

 

وبالاضافة الى كل هذه الأوبئة التي ستساعد على التخلص من "نفايات البشر الزائدة" بنظر العالم المرفّه, لا بدّ من انتهاج سياسة وقائية مسبقة للوصول الى نفس الهدف من خلال تعقيم أبناء العالم الثالث أو الفقير ذكوراً وإناثاً، وتشجيع الإجهاض المجاني وفرض استعمال وسائل منع الحمل مقابل مكافآت على من ليس لديه أكثر من مولود واحد، وفرض العقوبة على المخالفين الآخرين من الأُسَر.

 

أمام هذا الكلام الخطير الذي تكشف فيه سوزان جورج عن أن أسلوب أميركا لإبادة الآخرين لا يقتصر على الحروب والتدمير المادي، بل على أساليب أكثر خسّة وإبادة جماعية. يجدر التساؤل: أين الأمم المتحدة من هذه القضية الأكثر خطورة في تاريخ البشرية، وأين الأمم الأخرى غير المرفهة. أين منظمات عدم الانحياز والعالم الاسلامي ، وحقوق الانسان وأين القوانين ومنظمة الصحة العالمية؟

 

البوم صور
2015-07-27