الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الصين في عيون الفلسطينيين لنا حكاية... بقلم:أ.محمد ابواذريع

عندما تطأ أقدامك سور الصين العظيم تشعر بأنك  أمام شعب عظيم ومن عظمة السور العظيم  تطل على حضارة وتاريخ طويل وهنا أتحدث عن إرادة البناء والتحدي واليوم الصين تهدم جدران وتبني جسور قاطبة للعالم رافعه لواء التقدم والرخاء لأبناء البشرية بفضل العقول الصينية والتكنولوجيا الجبارة من هنا  تبدأ الحكاية على قمة السور العظيم لأبناء الشعب الفلسطيني الزائرين والمشاركين في البرامج التدريبية التي تنظمها الخارجية الصينية من خلال الممثلية الصينية لدى دولة فلسطين في رام الله .
سنويا يتم إشراك فلسطينيين من مؤسسات حكومية وخاصة في برامج تدريبية اقصرها شهر وأكثرها ثلاثة أشهر في تخصصات مختلفة حيث تقوم الحكومة الصينية بتغطية كاملة لتكاليف السفر والإقامة ورسوم الدورات وما يميز هذه الدورات من دقة ومهنية في التنظيم والبرامج والمحاضرين المتخصصون ويأخذ التدريب الطابع النظري والعملي من خلال زيارات ميدانية إلى مناطق لها علاقة بموضوع الدورة إضافة إلى تبادل الخبرات والثقافات بين المشاركين من دول مختلفة يثري عملية التدريب ويعزز التعلم والاستفادة.
تستطيع أن تشاهد وتلمس من خلال زيارة العاصمة الصينية "بكين" مدى التقدم الهائل الذي وصلت إليه فالعاصمة تبهرك بجمالها الخلاب وألوانها الساحرة بالإضافة إلى البنية التحتية التي تستطيع أن تميزها في كل مدينه من حيث شبكة المواصلات والقطارات تحت الأرض وفوقها أنها بكين تتحرك تحت الأرض وفوقها وخضرة المدينة بأشجارها وزهورها المتفتحة في كل مكان وفي كل زاوية توحي لك بان الفصل ربيعيا فتشعر بعظمة هذا البلد من نهضة وتطور صناعي وتكنولوجي وزراعي.
وطن لأكثر من مليار ونصف المليار مواطن يتحركون مثل خلية النحل في عمل وتفان وإتقان حققت الصين معجزة اقتصادية  كبرى في فترة وجيزة  بالرغم من عدد سكانها  ، وما يتسم به هذا الشعب بحب الآخرين من الدول الأخرى والتسامح والهدوء والتوافق في العيش بطمأنينة وفق نظام- ينبع من داخل الصيني فهو ليس بحاجه الى رقابة خارجية -مبني على العدالة في التوزيع في الفرص والإمكانيات وتوفير سبل الحياة بالإضافة إلى الأمن الذي يعد الوجه الأبرز للمجتمع الصيني والذي يستطيع الزائر للصين أن يتلمسه فمدينة بكين التي سكنها 22 مليون نسمه يمكنك ان تتجول فيها ليلا ونهارا بأمن وأمان وستظل الصين بمناظرها بأهلها وثقافتها عالقة في الذاكرة للزائرين من دول مختلفة في الدورات  من خلال برنامج منظم في أيام العطل السبت والأحد من كل أسبوع بجولات إلى أماكن تاريخية وحضارية ودينية ومناظر طبيعية خلابة عبورا بالمدينة المحرمة التي تجمع بين الماضي والحاضر في مبانيها وساحاتها ومعالمها المبهرة وصعودا إلى  احد عجائب الدنيا السبع سور الصين العظيم والمعابد والجبال والبحيرات والجزر الطبيعية في تساقط أمطار موسمية وانت مصطحبا معك مظله في صيف يجمع فصول السنة الأربع مطر وخضرة  انه جمال الطبيعة الرائع واهتمام الحكومة الصينية المتزايد بالمنتجعات والحدائق ساعد في تشكيل الشخصية الصينية التي تمتاز بالهدوء والاحترام حتى في أحلك الظروف والمواقف بالرغم من ضغوطات الحياة اليومية إلا أنهم شعب ودود للغاية، وبمجرد وقوفك والحيرة عند اللوحات الإرشادية تجد من يأتي ويعرض عليك المساعدة إنهم يحرصون كبارا وصغارا على مزاولة الرياضة يوميا من خلال المشي في الحدائق الجميل أو من خلال رياضة الرقص على أنغام الموسيقى في الساحات العامة لذلك لا تجد الصينيون يعانون كثيرا من الأمراض السمنة والضغط والسكري ويمتازون بالخفة والرشاقة رجالا ونساءً وشيبا وشبابا بالإضافة إلى جمال الطبيعة جمال التراث والتمسك بالثقافة الصينية باللغة الصينية والآثار القديمة والأوبرا الصينية العظمية،ومن الجدير بالذكر اعتزاز الصينيون بالثقافة الصينية والحضارة الصينية القديمة والعمل على المحافظة عليها.
إن تجربة العيش في الصين ولو فترة بسيطة من خلال المشاركة  في برامج التدريب والاطلاع على ثقافات البلد وثقافات البلاد الأخرى جديرة بالاحترام وهي تجربة لن تنسى وستظل محفورة بالذاكرة . انه الطموح المتواصل الذي تقرأه في عيون الصينيين يدرسون ويتعلمون حتى الموت وان الوصول إلى سن الستين ليس معناه نهاية الحياة والجلوس في انتظار الموت إنما يعني دورة جديدة من التألق والتواجد والمشاركة الحقيقية في بناء الصين الأقوى في العالم.
من هذا المنطلق أعطت الإستراتيجية الصينية عناية فائقة للوطن العربي واعتبرته بوابة آسيا من  الغرب وأدركت الصين أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للامه العربية ومنطقة الشرق الأوسط وتأثرت سياسة الصين تجاه القضية والحقوق الفلسطينية المشروعة ولا تزال تتسم بالثبات رغم كل المتغيرات الدولية الكبيرة التي عصفت بالمنطقة فلا زالت الصين قيادته وشعبا تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية الشرعية وتدعم نضاله العادل لنيل حقوقه الوطنية المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بكافه أشكاله العسكرية والاستيطانية .
إنني أقدم احترامي وتقديري للشعب الصيني والخارجية من خلال ممثليها في رام الله على إتاحة الفرصة لابناء للشعب الفلسطيني في المشاركة في الدورات التي تبني جسور المحبة بين أبناء الشعبين الفلسطيني والصيني.

 

البوم صور
2015-08-11