الإثنين 13/10/1445 هـ الموافق 22/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نادين البديرتطالب السعوديات بالهجرة من بلادهن كونه وطن يقتل بناته ويحرقهن ثم يزيح التهمة عن القاتل

يبدو ان الكاتبة السعودية الجريئة نادين البدير قد وضعت يدها على الجرح الذي تعاني منه السعودية خاصة والعربية عامه ، غيران الجرح  كان سعوديا بامتياز ولو لم تذكره  حتى قالت داعش  هي الجناح العسكري للمجتمع السعودي :  

أيام الجحيم ليست جديدة عليك. جمر السجن وسياط الجلاد محفورة بجبروت على معصميك وثنايا جسدك.
كم تبت إلى الله من خطيئة لم تعرفيها، وصليت جنح الليل لعل ملاك يلتقطك ويحط بك في بلاد تحترم قدميك.
لكنها خيوط القدر المقيدة لخصرك الضامر تشدك إلى مصير مجموعة من المنحطين.
فما الجديد اليوم ؟
أنك تقفين على منصة العرض بأسواق النخاسة.
وماذا كنا ننتظر نحن نساء المشرق العربي ؟ أن تعلق على صدورنا الورود وتنحت لمبدعاتنا التماثيل بساحات الغدر العربي ؟
ماذا ظننا غير هذا المصير؟
كل مؤشرات الطريق كانت تدل على نهايته. سوق الرق هو الآخرة المثالية لمسيرة عريقة من نكران المساواة.
والوقح يستغرب.
الذي جهزك لنخاسي الأرض يلطم متحسراً.
النخاس بدوره يولول.
الكل يلعن داعش.
كأن داعش منفصلة عن هويتنا الرجعية.
كأنها المذنبة الوحيدة والمتهمة بلا شريك.
داعش ليست سوى الجناح العسكري لأي مجتمع إرهابي.
وكم كشف لنا الربيع الميت عن إرهابيين عاشوا بيننا. ناموا على أسرتنا. لعبوا في أزقتنا. درسوا على نفس مقاعدنا.
وكشف لنا الدم والدمار أن العنف حي في الصدور. له مئة اسم. وسطية أصولية صحوجية سلفية جهادية حوثية. اخفوا همجيتنا وراء أي مسمى.
المؤامرة لم تهبط من السماء بل حيكت وفق بنودنا وطقوسنا. وفق رغبتنا الجامحة في التكفير والتعالي والشعور بالفوقية وأن الجنة لنا وحدنا.
والمخطط جاء مرسوما بالتوافق مع رقابة تصر على إدخالك الجنة رغما عن أنفك.
داعش أصغرنا. وتمسك يديها وتقودها برفق أطراف ايرانية امريكية اسرائيلية تعليمية تربوية مشائخية..
وحكومات العرب تبني التحالفات لمحاربة داعش، وبداخل أروقتها تبني ألف داعش وداعش.
حين يحبس ليبرالي لأنه ناجى الله، ويحبس آخر لأنه انتقد سطوة رجال الدين ويحكم على ثالث أنتج فناً لم يفهمه شيوخ البؤس فكفروه وعلى آخر كتب سطرا اعتبره الجهلة طلسما عجزوا عن فكه فهرطقوه وتقف الأنظمة العربية صامتة أمام مد محاكم التفتيش، ويفرح العامة لمقاضاة الفن والإعلام والإبداع الذي يعلم الشباب العصيان.
وحين يتحرش المجتمع بامرأة محجبة أو سافرة ولا تجد نصاً يحميها. وتسير امرأة بشوارع وطنها فتسمع بأذنيها الشتيمة والإهانة لأن زيها لم يتفق وفكر أحد الملايين، المعقدين نفسياً، ممن يحجب أخواته ثم يمضي الليل بأوكار الدعارة.
وحين يكتب بمناهج التعليم أن أي آخر كافر. وأن السفور كفر، وعصيان الزوج كفر والخروج للعمل كفر..كفر..
وعندما يعتبر الوطن ابنته ناقصة أهلية وغير مسؤولة. فلا زواج لها ولا عمل ولا علم بغير إذن الرجل الذي انتشى لأصناف السادية والعبودية الممنوحة لفحولته الناقصة.
وطن يسلم مستقبل بناته ليد رجال. أي ذكور. ولو كانوا مجرمين مغتصبين قاطعي طريق.
ووطن تثور ميادينه مطالبة بالمساواة ثم تزيح المرأة عن عرش السياسة وتمنحها للرجل لأنه ذكر.
وطن يزعم أنه مهد الرقي والعلم والثقافة. نساؤه لا يعرفن العباءة. لكنك تقلب مناهجه فلا تجد صورة للأنثى غير واقفة في مطبخ أو راكعة عند أقدام السيد.
وطن يقتل بناته ويحرقهن ثم يزيح التهمة عن القاتل لأن جريمته اسمها( شرف ).
وطن لا يذرف دمعة على طفلته، ابنة الرابعة، وهي تسهر شريدة عند مدخل ملهى ليلي.. تشحذ وتبيع الورود على السكارى ورواد الليل.
وطن يقتات على أجساد بناته ويتسول ممسكا بذيول الفساتين لينعش الاقتصاد والصناعة والسياحة.
منذ أن رفضوا حقك بتقرير المصير. منذ أن باركت انتهاكهم لعقلك ولعنت المساواة معهم.
وتطالبين بقيادة السيارة ؟ قودي نفسك أولاً..
وطن لا مكان فيه لحلمي وجسدي وعقلي وطموحي.
وطن لا يبكي. فكيف تأمن له ؟
أوطان تقهر أبناءها وتدوس على بناتها..
أوطان لم تكن يوما أوطان. كانت ضروب وهم وشعر وصبر على البؤس.
كان هذا باختصار طريقك في وطنك العربي الكبير يا أشلاء مواطنة.
فكيف تعجبين أن تنتهي بك الحكاية في أسواق النخاسة..
باعوك من زمان.
ماذا تنتظرين يا ابنة الشرق العربي العقيم ؟
المكان ليس معدا لأي مستقبل. انتهى كل شيء.
هي عصور الهلاك أو الظلام العربية، أما النور فلن يبزغ إلا بعد صعود روحك بعقود أو قرون..
فلا تنتظريه.
ارحلي قبل أن يفوت الأوان.
ولا تدمعي على خدعة الحدود..
ارحلي..


*نقلا عن الراي الكويتية

2015-08-14