السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
خلود جذور الوطن إصدار جديد للأديب جاسر إلياس داود!

"إلــى الأبـطــال الــذيــن نــاضــلــوا مــن أجــل قــضــايــا شــعوبــهــم الــعــادلــة فــي كــلّ مــكــان وزمــان"!

بهذا الإهداء وبهذه الحروفُ استهلّ الأديب جاسر إلياس داود كتابه الجديد بعنوان "خلود جذور الوطن"، والّذي صدرَ عن دار الوسط اليوم للإعلام والنشر، ويتضمّن ثلاثين قصّة في 112 صفحة من القطع المتوسط، فيما حملت لوحة الغلاف إبداع الفنّانة الفلسطينيّة اليان ابو حاطوم من يافة الناصرة.

يأتي هذا الإصدار الجديد "خلود جذور الوطن" للأديب الفلسطيني الجليلي جاسر إلياس داود بعد ثلاثة إصدارات سابقة له، وهي:

*سيرة حياة القدّيسة الجليليّة الفلسطينيّة مريم يسوع المصلوب (مريم بواردي– ابنة بلدته عبلين) عام 2008م.

*سيرة القديسة مريم العذراء بعنوان: ( يا ستنا مريم يا أمّ الكُل) عام 2012.

*سيرة حياة (القدّيس جاورجيوس) عام 2013م.

وجاء في مقدمة الكتاب على لسان المؤلف الأديب جاسر إلياس داود:

أخي.. إنْ عجزتُ عن مساعدتكَ في مِحنكَ، فهذا لا يعني بأنني ضعيف، لا، فأنا أقوى من الجلمود، ولكن ما العمل! فإنّني لم أتزحزح من مكاني مُذ خُلقتُ. لو استطاع فأس الأشرار من تفتيتي، لانتشرتُ في كلّ مكان، ولقُمتُ عندها بتقبيل تراب الأرض ومصارع الرياح.

أخي الإنسان، نحن في صراعٍ مرير مع الزمن، فإمّا يصرعنا وإمّا أن نصرعه، ولكن مَرَّ جيلٌ بعد جيل ولم نرَ أحدًا منهم يصرعه، إذًا نحن اللاحقون بهم، ولكن يجب علينا أوّلًا أن نُصارع من حولنا، كي لا نُصرَع مرّتيْن في حياتنا. أرضي تصرخ لأنّها تأنف من رائحة دَمِ الأشرار، أرضي أصبحت مريضة لأنّ في داخلها نتنة الأوساخ، أرضي تشبع من عرقي المتساقط مع الفأس الذي يغسلها من الأقذار. أرضي فرحةٌ عند شربها لِدمي، لأنّها هي التي وهبَتني هذا، وهي التي يحقّ لها أن تحفظه إلى الأبد.

لا بأس يا أخي، إنْ أريقَت دماؤنا، فنحن بشرٌ أخيار، لم نقترف أيّة دنيئة سوى هروبنا وتهجيرنا من أرضنا الشريفة والغالية على قلوبنا، لم نعتدِ على أحد، ولم نطلب سوى ما وهبنا إيّاه الله، فمَن وهبَ أخذَ. ولكن ما بال أصحاب السوء يغتصبون هبة الله؟ ما بال هؤلاء عاصيي الله؟ ما بال الجيل الكافر؟ الذي كَفرَ وما زال يدفع ثمنًا باهظًا لهذا الكُفر!! ألَا يملك الأمّ، ألَم تُرضعه من ثدييْها، ألَم تَتعسّر به، أمْ أنّها ابتاعتْهُ ؟!

أمّي، سَلِي أمّه فربّما يتيقّظ ضميرها إذا لم يتيقّظ ضمير الأبِ، سليها عن الآلام والأوجاع التي عاشتها مُذ وَلدتْهُ، أمَا زالت صابرة صامدة؟ أمَا زالت متعطّشة لدم الأبرياء الأزكياء؟ أما زالت في غيبوبة عن هذا العالم؟

أمّاه أنتِ الوحيدة التي بكِ أنشدُ أملي الوحيد في هذه الحياة، فلا تبخلي عليّ به، ساعديني يا أمّاه، لأنّ صبري ما زال معي، فربّما يأتي يومٌ فيه ينفذ صبري، عندها أعمل أو أقوم بعملٍ لم تُربّيني وتُعوّديني عليه، عندها أكون بمثابة ابنكِ العاصي لتربية أمّه ،ولمشيئة ربّه الخالق الجبّار. أرجوكِ يا أمّاه، اِعطفي على ابنك المسكين، هل لي فراش غير فراشكِ؟ هل لي لحاف غير لحافكِ أتلحّف به؟ هل لي وسادة غير وسادتك الحريريّة المليئة بأشواك السنين الماضية والمُضنية، لأضع رأسي عليها أو فوقها، وأغفو وألجُ في أحلامي وأفوز بنومٍ هادئٍ؟! أمّاه أنا ابنكِ البارّ، فلماذا تعذبيني أيتها الأرض؟

البوم صور
2015-09-18