الأحد 23/10/1444 هـ الموافق 14/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مسلمو فرنسا لبناتهم: اخلعن الحجاب.. ولا تتحدثن في الدين

ألقت التفجيرات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة الماضي بظلالها على الأسر المسلمة التي تعيش في البلد صاحب النسبة الأكبر للمسلمين في القارة الأوروبية، حيث سيطر الخوف والرعب على بعض الأسر وبدأوا الضغط على بناتهم من أجل خلع الحجاب كي يتجنبن المضايقات والهجمات العنصرية المضادة في أعقاب الاعتداءات الدامية التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين.

 

نظرات الاتهام التي بدأت تتوجه للمسلمين في فرنسا وخشيتهم من حدوث ردود فعل انتقامية أجبرت بعض الأسر على تغيير بعض من عاداتها وتقاليدها تجنباً للمخاطر التي قد تواجههم نتيجة مظهرهم الدال على انتمائهم للإسلام.

 

وقالت سهام  إحدى الطالبات في جامعة السوربون الفرنسية إنها تتعرض لضغوط مستمرة من الأهل والأقارب لإجبارها على خلع حجابها، حتى إن أمها أخبرتها أنها ستكون غاضبة عليها إذا لم تنزع حجابها.

 

وأشارت الفتاة إلى الحالة النفسية السيئة التي أصبحت فيها والتي أجبرتها على البقاء في المنزل على مدار اليومين الماضيين، بالقول إن “جميع المكالمات التي أتلقاها لا بد أن تحمل سؤالاً عما إذا كنت قد نزعت حجابي أم لا”.

 

وأثارت التداعيات الأخيرة إلى تحول المظهر الخارجي الدال على كونك مسلماً في فرنسا إلى دليل إدانة في نظر العديد من الفرنسيين، حتى تحول كل مسلم هناك إلى “مدان حتى تثبت براءته” في إشارة تهكمية تعني أن المسلم مدان في كل الأحوال.

 

بعض الآباء بدأ سرد قائمة من النصائح لأبنائه بخصوص عدم التحدث كثيراً على فيس بوك والقيام بنفس ما يقوم به الفرنسيون من ارتداء السواد وإشعال الشموع تعبيراً عن الحزن. وفق ما ذكره تقرير هافينغتون بوست.

 

وقال طالب الماجستير الجزائري حسين إن أمه تمنعه من “الحديث في الدين” مع أيٍ من أصدقائه أو زملائه، لما تشعر به من خطر عليه في كل مرة يغادر فيها البيت نحو جامعته.

 

وأوضح حسين أن مثل هذا النوع من النصائح تضايقه ويشعر أنها مبالغ فيها، لكنه يتفهم مشاعر أمه في ظل الأحداث الأخيرة.

 

وأعلن حسين أنه “متضامن مع الموتى في كل أرجاء الأرض”، لكنه ليس مجبراً على أن يبرئ ذمته في كل وقت، لمجرد أنه مسلم، على حد تعبيره.

 

لكن على الجانب الآخر، يبدو أن الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين في فرنسا والذين ولدوا بها، أقل تأثراً بما يحدث حولهم.

 

هؤلاء يعتبرون أنفسهم مواطنين فرنسيين خصوصاً مع إتقانهم الفرنسية ونسيانهم لغاتهم الأصلية وانغماسهم في الثقافة الفرنسية.

 

وأحد هؤلاء يدعى إدريس، والذي تحدث لنا بالفرنسية، كان يحمل لافتة كتب عليها “كلنا متضامنون مع الشعب الفرنسي” في أحد المواقع التي استهدفتها الهجمات الأخيرة.

 

إدريس دافع عن الإسلام قائلاً إن “رسالة الإسلام هي توحيد الصفوف ونبذ العنف والتسامح”، وأكد أنه علينا الوقوف ضد تشويه صورة الإسلام هذه عبر تعبيرنا عن تضامننا مع ضحايا هذا الهجوم.

 

وشهدت فرنسا وعدد من الدول الأوروبية والغربية ردود فعل عنيفة ضد المسلمين، حيث رفع متظاهرون غاضبون بمدينة ليل الفرنسية لافتات تطالب بطرد المسلمين.

 

وقال موقع سفير نيوز وهو موقع إخباري على الإنترنت معني بأخبار المسلمين الأحد الماضي إن مسلمي فرنسا أصبحوا مرة أخرى “ضحايا للإرهاب”.

 

وأظهرت التفجيرات الجانب الآخر من سلوك الفرنسيين حيث قام بعض المتطرفين في وقت مبكر من صباح السبت برسم صلبان حمراء بلون الدم على جدار مسجد بشرق باريس.

 

وذكرت صحيفة لو باريزيان أن شعار “انهضي يا فرنسا” كان مكتوبا بالطلاء على جدار مسجد في جنوب فرنسا، بينما كتبت عبارة “الموت للمسلمين” على الجدران في أجزاء مختلفة من ايفرو إلى الشمال من باريس.

 

وفي إسبانيا أضرم مجهولون النار في أحد المساجد عن طريق إلقاء عبوات حارقة وحاول مجهولون في مدينة روزندال الهولندية أيضا إحراق مسجد يرتاده مغاربة.

2015-11-18