الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تنظيمات إسلامية عابرة للحدود...حمادة فراعنة


سعدت بحفل إشهار كتابي السابع عشر “ تنظيمات إسلامية عابرة للحدود “ لدى دائرة المكتبة الوطنية يوم الأحد 28/ شباط ، نظراً للحضور المتنوع من السياسيين والنواب والكتاب ومن المهتمين ، وللذوات الرفيعة التي تناولت الكتاب موضع الاشهار والأهتمام من حيث المضمون والتوقيت والدلالات السياسية الكامنة داخل صفحاته ومغزى إصدار الكتاب وتوجهاته عبر رصد الحالة السياسية الراهنة والدفع بإتجاه نقيضها ، حيث وظفت حزاب السياسية الخمسة عابرة الحدود ، دورها ومكانتها في خطف اللحظة والسيطرة عليها بغياب أو ضعف أو ضمور أحزاب التيارات الثلاثة الأخرى اليسارية والقومية والليبرالية .
فرحت لسببين أولهما : لأنها من المرات القليلة التي يتم الحديث عني ، بشكل إيجابي ومباشر ، فالمرات التي لا تُحصى كان النقد والرفض والمس هي العناوين الأبرز التي تتحدث عن دوري وإسهاماتي السياسية ولأنني أعمل بالسياسة ، ولا إهتمام لي غير ذلك بإستثناء العمل المهني من أجل تسديد النفقات ولقمة العيش ، كان العمل السياسي الأردني والفلسطيني هو عنوان حياتي ولا يزال ، ولذلك كان موضع نقد وعدم إتفاق ، ولم أتراجع عما أراه أنه حق وصواب رغم حجم الخلاف وشدته مع الأخرين ضدي .
أما السبب الثاني : فهو إلتقاط أهمية الكتاب ومحتوياته السياسية من رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ، ومن الكاتب والنائب والوزير السابق محمد داودية ، ومن الكاتب والنائب جميل النمري ، وإنحيازهم الجلي لمضمون الكتاب وتوجهاته ضد الارهاب والتطرف ومن أجل إنتصار الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة .
ما قاله رئيس مجلس النواب الأردني عن “ تنظيمات إسلامية عابرة للحدود “ أنه كما قال “ يحاكي عبر صفحاته ، ما يمكن أن يثير الجدل في جانب ، لكنه يُثري المعرفة في جوانب بات مهماً إدراكها ، والتعمق فيها والأستزادة منها “ وأن ما شد إنتباهه بين صفحات الكتاب ، الخلاصة التي وصل إليها ووزعها الكاتب بذكاء على الفصول والمستويات والعناوين وهي :
“ أننا بحاجة إلى التعددية ، التعددية السياسية التي تدفعنا لتطور الوعي ، وإخضاع البرنامج الحزبي أو السياسي ، مهما كان لونه ، لحاجات المجتمعات ، وأن يكون للأحزاب دالة مصلحية مركزية واحدة ، وهي صياغة الأفكار والقيم والمبادئ على قياس تطور المجتمع وحاجاته ، والأهم التعبير عن وعي الأجيال ، التي صارت بحاجة إلى الإثراء في جوانب كثيرة ، أهمها المشاركة والتعبير عن الذات “ .
والخلاصة القيمة التي وصل إليها محمد داودية بقوله “ هذا الكتاب يقع في سياق المشروع الثقافي العربي الضروري لمواجهة فكر الغلو والتطرف والأرهاب الذي لا تهزمه الطلقات والمعتقلات بل تهزمه الكلمات “ وهذا ما حاول الكتاب الوصول إليه وتحقيقه .
جميل النمري الكاتب والنائب أضاف عليّ فرحاً ربما أحتاج إليه لأنني إفتقده ،  ذكرني بوقائع وسياسات ومواقف عملتها وبادرت لها ، شكلت حالة خلاف أو تعارض أو إشكالية في الوقوف معها أو ضدها ، ولكنه سعى مثل زميليه ، رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ، ومحمد داودية متعدد الأوصاف ، لأنصافي ، فأثار دهشتي من وضوح معرفته ودقته لعرض التجارب التي مررت بها وكان شريكي في أحداثها ، فتناولها من موقع الشاهد المطل العارف المنحاز ، سواء نحو السودان أو كردستان ومن قبلهما نحو فلسطين ، وبالذات نحو أبناء مناطق الإحتلال الأولى عام 1948 .
لم يهدف كتابي تنظيمات إسلامية عابرة للحدود ، للمس بالتنظيمات الخمسة أو الحكم عليها ، بل من موقع الكاتب اليساري الملتزم ، تناولها بأقسى قدر من الموضوعية والمهنية ، فهي تنظيمات وإن إختلفت مع توجهاتها ، فهي تحظى بإحترام وتقدير لدى قطاعات واسعة من شعبنا في الأردن وغير الأردن ، وهي الأقوى والأكثر تأثيراً وتملك مصداقية عالية ، رغم محاولات خصومها تشويه صورتها ، على غير حقيقتها ، ولذلك تناولتها من وجهة نظر سياسية ومتابعة دقيقة لدفع القاريء والمهتم ليحكم هو لا أنا على حصيلة مواقفها . 
وكتابي لم يتطرق للإسلام لا من قريب ولا من بعيد ، فهو يتحدث عن تنظيمات سياسية تعتمد الاسلام كمرجعية وتستعمله وتوظفه كسلاح فكري لها في مواجهة الأخرين ، ولذلك أحكم لها أو عليها في ضوء قيم حقوق الأنسان ، وإحترام الأخر ، والأحتكام إلى صناديق الاقتراع ، والأقرار بمبادئ تداول السلطة ، ووصلت إلى نتيجة مفادها ، لو كانت التطبيقات الاسلامية صحيحة لما هُزمت دولة الخلافة الاسلامية العثمانية أمام دول الاستعمار الأوروبي ، ولو كان الاسلام كعقيدة ورؤية لا تتفق وتطلعات الأنسان لما بقي الأسلام راسخاً في نفوس أكثر من مليار من البشر ، فهو قيمة أخلاقية نبيلة ومرشد سلوكي للإنسان وله اعتبار ولهذا يحتاج دائماً للتجديد والأجتهاد ، وهذا ليس مجال إهتمامي  في هذا الكتاب الذي إقتصر بحثه عن الحديث عن التنظيمات الخمسة ، حركة الإخوان المسلمين ، ولاية الفقيه ، حزب التحرير الإسلامي ، تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الأسلامية داعش ، باعتبارها أحزاباً سياسية تسعى إلى السلطة ، وإلى السلطة فقط .
[email protected] 

 

2016-03-01