الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كيف نحارب الإرهاب ؟ ... شريف مانجستو

التعريف الإجرائى لكلمة ' الحرب 'هو الصراع بين أشياء مُتناقضة ومُتنافرة وتأخُذ شكل نزاع عُنفى . فعندما نتحدث عن الحرب على الإرهاب ، ينبغى أن تكون الآليات واضحة أمامنا . فهل نحنُ فى حالة تنافر وتناقض حتمى مع هكذا ظاهرة ؟

أو هل حقاً السُلطة الحاكمة فى مصر تسعى بحرص للقضاء على تلك الظاهرة التى حطّمت بكُل وقاحة 5 دول شرق أوسطية ؟. لا اتصور أن الأمر بالسهولة المُطلقة لإثبات أننا على خلاف جذرى مع العُنف السياسى والتطرف الدينى ، لأن الواقع يُثبت أن السُلطة فى مصر تقوم بتغذية التطرف الدينى والرجعية ، بل وتُساند أعتى التيارات الدينية لكى تستمر فى بث حالة التخلف الفكرى والإنسانى فى المجتمع المصرى . فمازالت حتى الآن الدعاية الوهابية تُسيطر على مُعظم منابر الأوقاف فى مصر ، بل آخذة فى الصعود والارتقاء ، كما لو كُنا نعيش فى صحراء نجد .

والجميع يعلم بلا أدنى شك أن الإرهاب ماهو إلا فكرة لها حاضنة تنظيمية وبيئة اجتماعية تقوم بتقديم التعاطف والدعم المادى واللوجيستى لهكذا فكرة . بالإضافة إلى غياب واضح للتنوير الذى من المُفترض أن تقوم الدولة بتشجيعه . فنجد أن أبسط قواعد التدافع بين المتناقضات لم تقُم به الحكومة ، بل وجدنا مُطاردات لأصحاب الرأى والنقد فى مسائل فقهية ، وتحولت السُلطة من راعية للحرب على الأرهاب ، إلى راعية لمحاكم التفتيش على الوجدان .و الكارثة العُظمى المُتمثلة فى حالة التردى الاقتصادى الواضح فى المجتمع _ حيث ازدياد مُعدلات البطالة و ارتفاع الأسعار و اعتماد النظام الحاكم على توصيات البنك الدولى وصندق النقد الولى ومنظمة التجارة العالمية ، والتى أراهم أذرع اقتصادية لاستعمار نيوليبرالى تقوده الولايات المُتحدة _ والتى تقود بعض الشباب البائس واليائس للإلتحاق لجماعات عبثية مؤمنة بالعُنف المُستند لقاعدة فقهية من التُراث الإسلامى ، حيث يجد بعض الشباب نفسه فى وضع مأسوى اجتماعياً واقتصادياً ،ولا يجد بذور الأرض ليأكل منها ، فيستغله حاخامات الدم والعُنف ويوعده ببذور السماء الأبدية . فالسُلطة المسئولة عن تردى الاوضاع وعن جموح البعض لطرق وعرة قاتلة لكُل معانى الإنسانية ، تقوم بدهس أى رأى مُخالف لتوجهاتها السياسية والاقتصادية ، بل وتقوم بالقمع الوحشى ، وهذا يجعلنا فى دائرة مُفرغة من متلازمة ' الإرهاب والحُكم الاستبدادى '. فبالتالى لن تستقيم الامور إلا بالمواجهة الحقيقية للفشل الذريع الذى حققته السُلطة فى دحر التطرف الدينى ، وعلى السُلطة ان تُدرك هذا إن أرادت ، لاسيما وأن الإرهاب كظاهرة فى مصر لن تجد لها ملجأ فى مصر ، وذلك بحُكم التجانس الثقافى بين المصريين .فعلى السُلطة أن تعلم أن كثرة المظالم تخلق مجتمع من الغاضبين . وعلى القوى السياسية أن تقوم بدور فى هكذا حرب ، وذلك من خلال القيام بواجبها الوطنى فى فضح الإرهاب و دوره الحقير فى تمكين الشمولية والاستبداد ، وأن تتقدم بمشروعات تثقيفية تنويرية جماهيرية لجذب القطاع الاوسع من الجماهير لهكذا تصور . فالجماهير حقاً تبحث عن التنوير لأن حياتها أصبحت تتسم بكُل رجعية و تغييب و ظُلم اجتماعى مُبين .

2016-05-12