الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صابر حجازى يحاور الشاعر والناقدالعراقي عباس باني المالكي


استكمالا لما قمت به من قبل من حوارات ولقاءات أدبية  مع نخبة من أدباءالوطن العربي، يسعدني أن يكون الحوار مع الشاعروالناقد العراقي عباس باني المالكي  هو رقم - 9- من  الجزء الثاني من مجموع اللقاءات مع أدباء ومفكري الوطن العربي في مختلف  المجالات الأدبية والفكرية التي حظيت باسهامات لهؤلاء المبدعين
في ما يلي نص الحوار.

 الشاعر والناقد الاستاذ 'عباس باني المالكي ' شخصية ادبية تحمل منجز ابداعي امتد لاأكثر من ثلاثون عام من الشعر والبحث والكتابة الادبية ، حيث بداء في النشر منذ العام (1980) ليصل منجزه الابداعي في الكتابة ما بين صنوف الادب المختلفة 
  
مجموعات شعرية صدرت هي :-
- كوميديا النار - ديوان شعر طبع في العراق/2005
- اعترافات رجل مات مبكرا- ديوان شعر صدر من دار الفارابي بيروت- لبنان 2006
- التسول في حضرة الملك - ديوان شعر صدر من دار الفارابي بيروت-لبنان 2008
-   سوف يأتي من الأمس- ديوان شعر طبع في العراق /2008
- اشتراكي مع مجموعة من الشعراء العرب بإصدار مجموعة شعرية باسم (مراتيج باب البحر) صدرت عام 2008 من تونس
- الصعاليك يطرقون أبواب النهار- ديوان شعري طبع في مؤسسة الأروقة للدراسات والنشر/القاهرة 2011
- حين يهدأ الصمت- ديوان شعر طبع في دار الكلمة /القاهرة
- فشل في ذاكرة الأرقام ..صدرت من المغرب العربي ..مكناس
- قبل أن تغتالني زهرة الغروب .. صدرت من المغرب العربي...مكناس
- قراءات في دفتر الجنون ...مجموعة شعرية للنص المفتوح ..صدرت من دار العنقاء للنشر والتوزيع  عمان  /الأردن
وغيرها.....
تحت الطبع:-
- وحيدا دون العصور .. مجموعة شعرية تحت الطبع في دار مدارك للطباعة والتوزيع / الأمارات العربية
- هذيان على أرصفة الموج ... مجموعة شعرية معدة للطبع
- تداعيات خارج ذاكرة المطر... مجموعة شعرية معدة للطبع
- صفير خارج الأسماء -كراس شعر
- إجابات في معطف الفراغ -كراس شعر
- الذاكرة المعطلة -كراس شعر
وغيرها....
 إضافة إلى أعماله الأخرى:
- قراءات في مسارات الرؤيا - كتاب إلكتروني ورقي نقدي حول الشعر صدر من موقع إنانا الأدبي 2008 في تونس
- الموسوعة النقدية الرقمية العربية : كتاب نقدي تحت الطبع يتحدث عن نظرتي النقدية الجديدة في قراءات النصوص الشعرية مع مجموعة مع النصوص الشعرية لشعراء عرب من كافة أقطار الوطن العربي والذي سوف يصدر من دار الفارابي في بيروت
كما انة حصل علي جوائز ادبية مثل :- 
  - الجائزة التقديرية للشعر في مسابقة المفكر عزيز السيد جاسم لعامي 2006، 2007 التي تقيمها جريدة الزمان الدولية
- الجائزة الثانية للشعر في مهرجان الإبداع/ العراق لعام 2006
- فاز نص ( المساء الأخير من الفردوس ) بالمرتبة الأولى لجائزة آيرس وبرتبة امتياز والذي يقيمها المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتجية
- حصل على لقلب فارس الإبداع في موقع انانا الأدبي الإلكتروني
-حصل على وسام التميز للإبداع ووسام العطاء لملتقي الفينيق الأدبي الإلكتروني
ترجمة كثير من قصائده الى اللغات الأخرى ( فرنسية ، أيطالية ، أسبانية، أنكليزية- )
-         درج أسمه ضمن انطولوجيا الشعر العربي المعاصر ( القلائد الذهبية)حيث ترجمت له ثلاث قصائد ضمنها ...علما أن أغلب الشعراء ترجم لهم قصيدتين فقط .. والذي نشر باللغات الأوربية والرومانية 
..............

هكذا يغدو الكاتب الاديب الشاعر العربي الكبير الاستاذ عباس باني المالكي، هو بحق أحد الرواد القلائل للشعر الحداثي العربي،الذى يجب الاحتفاء بة ، والاشاره الية والحديث عنة ،لانة رمز الإبداع الإنساني الجميل، وقدوة يحتز بها ،وصوت العروبة النابض بالهم العربي، انة شاعر جدير بالقراءة ، وجديربالاستقرار في الذاكرة العربية ،
 لذا كان لنا معه هذا الحوار   
س 1 :- كيف تقدم نفسك للقارئ ؟
عباس باني المالكي
عضو نقابة المهندسين العراقيين / مهندس كهرباء استشاري
-عضو اتحاد الأدباء و الكتاب العراقيين
-عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب
-عضو مجلس السلم والتضامن العالمي
-عضو مجلس الثقافة الحرة
-عضو جماعة ' وثيقة في الهواء' التي أصدرت لها أول مجموعة شعرية من دار جان في ألمانيا 
- فزت بالجائزة التقديرية للشعر في مسابقة المفكر عزيز السيد جاسم لعامي 2006، 2007 التي تقيمها جريدة الزمان الدولية
- فزت بالجائزة الثانية للشعر في مهرجان الإبداع/ العراق لعام 2006
- فاز نصي ' المساء الأخير من الفردوس ' بالمرتبة الأولى لجائزة آيرس وبرتبة امتياز والذي يقيمها المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتجية
فاز نصي 'كل عام  وأنت  بحب '  بالجائزة الثالثة بمهرجان  همسه  الدولي لعام 2016و الذي يقام  في مصر/  القاهرة 
- نشرت في أغلب الصحف والمجلات العراقية والعربية وبدأت النشر في الصحف العراقية منذ السبعينات من القرن الماضي...
-شاركت في الكثير من المهرجانات الأدبية في داخل العراق وفي الكثير من الدول العربية 
-ترجمة الكثير من قصائدي إلى اللغات الأخرى 'فرنسية ، ايطالية ، أسبانية، انكليزية'
- حصولي على لقلب فارس الإبداع في موقع انانا الأدبي الإلكتروني
-حصولي على وسام التميز للإبداع ووسام العطاء لملتقي الفينيق الأدبي الإلكتروني
حصولي على وسام الإبداع والعطاء الأدبي من موقع نبع العواطف العراقي 
- كلفت بالأشراف على ورش النقد في أغلب المواقع الالكترونية الرقمية التي أنتمي إليها .
-حصولي على شكر وتقدير من أكاديمية الفينيق للأدب العربي بتاريخ 30/7/2013 لتقديمي القراءات والدراسات النقدية في موقعها                                                                    من قبل  اتحاد الأدباء  الدولي(بتاريخ 11/12/2015 تم تقليدي ( وسام الثقافة. 
- درج أسمي ضمن انطولوجيا الشعر العربي المعاصر ( القلائد الذهبية)حيث ترجمة لي ثلاث قصائد ضمنها ...علما أن أغلب الشعراء ترجم لهم قصيدتين فقط .. والذي نشر باللغات الأوربية 
- والرومانية ..
- أقيم مهرجان شعري باسمي في المغرب / مكناس تحت شعار ' الشعر نبض الحياة'
- كما أعملت جائزة شعرية باسمي في المغرب تحت نفس الشعار ' الشعر نبض الحياة '
- اشتراكي مع مجموعة من الشعراء العرب بإصدار مجموعة شعرية باسم 'مراتيج باب البحر' صدرت عام 2008 من تونس
- اشتراكي مع مجموعة من الشعراء العرب بإصدار مجموعة مشتركة
باسم ' قبس من أرواحهم' وقد صدرت من دار العنقاء للنشر والتوزيع عمان / الأردن 
-الكتب المطبوعة
- كوميديا النار – ديوان شعر طبع في العراق/2003
- اعترافات رجل مات مبكرا- ديوان شعر صدر من دار الفارابي بيروت- لبنان 2006
- صفير خارج الأسماء-كراس شعر
- إجابات في معطف الفراغ-كراس شعر
- الذاكرة المعطلة-كراس شعر
- التسول في حضرة الملك - ديوان شعر صدر من دار الفارابي بيروت-لبنان 2008
- قراءات في مسارات الرؤيا – كتاب إلكتروني ورقي نقدي حول الشعر صدر من موقع إنانا الأدبي 2008 في تونس/ الجزء الأول
- الصعاليك يطرقون أبواب النهار- ديوان شعري طبع في مؤسسة الأروقة للدراسات والنشر/القاهرة 2011
- سوف يأتي من الأمس- ديوان شعر طبع في العراق /2008
- حين يهدأ الصمت- ديوان شعر طبع في دار الكلمة /القاهرة
- فشل في ذاكرة الأرقام ..صدرت من المغرب العربي ..مكناس2012 
وأعدت إصدارها من دار ميزبوتاميا / العراق2014
قبل أن تغتالني زهرة الغروب .. صدرت من المغرب العربي...مكناس/2012
- قراءات في دفتر الجنون ...مجموعة شعرية للنص المفتوح ..صدرت من دار العنقاء للنشر والتوزيع عمان /الأردن /2013
- الموسوعة النقدية الرقمية العربية : كتاب نقدي صدر من دار العنقاء للنشر والتوزيع عمان / الأردن وهو يتحدث عن نظرتي النقدية الجديدة في قراءات النصوص الشعرية مع مجموعة مع لنصوص الشعرية لشعراء عرب من كافة أقطار الوطن العربي /2014
-أبو ذر جاء متأخرا .. مجموعة شعرية صدرت من دار فضاءات /عمان الأردن/2015
مجموعة شعرية ...صدرت من دار ضفاف للطباعة والنشر/الشارقة2015   -   - وحيدا دون العصور .. 
تونس- شواطئ الغيم .. مجموعة شعرية مترجمة إلى اللغة الفرنسية.. صدرت من دار رسلان 
(مكاشفات  رؤيوية  في النص  الأدبي)  - كتاب نقدي  صدر  من دار ضفاف   للطباعة  والنشر /تركيا - 2016-  

س 2:- ماذا تقول للقارئ عن تجربتك الشعرية والإنسانية الحافلة بكل هذا الزخم الابداعي ؟
أقول له من أجل أن تمتلك ناصية الأدب بكل أنواعه أوصيه بالقراءة ومن ثم القراءة لأني أؤمن بما قاله مركيز (من أجل أن تكتب كلمة عليك أن تقرأ مليون كلمة) لأن على الأديب وحتى الآخرين خارج الوسط الثقافي عليه أن يقرأ ليعيد اكتشاف الحياة من أوسع أبوابها لأن الحياة هي سر يجب أن نعرف القين فيها قبل كل شيء لكي نرى الأشياء على حقيقتها . الشعر قبل أي شيء هو موهبة ولكن هذه الموهبة تحتاج الى الصقل تحتاج الى تعميق الخيال ومن خلال القراءة الموسوعية تعطي لهذا الخيال الرموز أ والقدرة على الإيحاء بخلق هذه الرموز لأن المعرفة الإنسانية هي بالضرورة معرفة رمزية وكما قال العالم الألماني كاهلير حول الإبداع وما يمثله هذا الإبداع حيث قال هناك رموز صاعدة : (1- وهي الرموز الخاصة التي تنبثق من فكر الفنان الخالق بكل جديتها وخرافتها دون أن تتبع أي نموذج سابق 2- الرموز الهابطة :- هي الرموز متجذرة مع واقع سابق رفيع وهو واقع محدد نقوم نحن بانتزاع الرمزية منه ) لهذا أنا حاولت أن أقرا وأقرا لكي حقق لكي أحقق الرمز الخاص بي وأتميز عن الباقين من الأدباء .
س3:- حدثنا عن نشأتك وطفولتك الباكرة ؟
كان بيتنا بسيط وحين يأتي الليل نلتف حول والدتي لتقص علينا قصص الخيال والحلم ومن هنا بدا الخيال يأخذ أبعاده في فكري وأحلامي وهذا ما جعلني ألجئ الى القراءة لكي أشبع هذا الخيال فبدأت بقراءة القصص والروايات العصر الكلاسيكي فقرأت لفكتور هوجو ومارغريت ميتشل و تشارلز ديكنز وقرأت تقريبا أغلب مسرحيات شكسبير والأسكندر دوما والبير كامو وجون بول سارتر وكولن ولسن والكثير من الروايات والقصص لا تكفي هنا لأعددها وهذا ما جعلني أحتوي الخيال الواسع أي أن السبب الكبير في أحداث العطش الى الخيال هو القصص التي كانت والدتي تقصها علينا .
س4 :- ارهصات الكتابة الاولية - هل تذكر منها شئ ، وكيف كانت رحلة اصداركم الشعرى الاول ..؟
عندما كنت في المدرسة الأولى (الابتدائية ) كنت أؤلف شعر السجع والكثير من هذه النصوص كنت أكتبها بين الأصدقاء وكنا نتبارى في في نهاية الحروف ليلأي قصيدة شعرية ومن ثم بعد أن أخذت أقرا الشعر تغير عندي هذا وما جعلني اكتب الخواطر أولا ومن ثم القصائد التي لم تكن ناضجة بالحد الذي أنا رضي عنها و أستمريت بالقراءة وكان في مدينتنا مكتبة حكومية كنت من روادها وحتى أعطيت لي هوية أنتساب لهذه المكتبة ونشرت أول خاطرة لي كانت في مجلة المتفرج والتي كانت موجودة في ذلك الزمن ومن تطور النص الشعري لدي ونشرت في جريدة طريق الشعب وما زلت انشر فيها لغاية الآن , أول إصدار لي كان مجموعة شعرية سنة 2004 أسمها (كوميديا النار ) صدرتها عن طريق اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة ميسان ومن ثم توالت إصداري للمجموعات حتى بلغت لغاية الآن تسع مجموعات شعرية وأكثر من كتاب نقدي .
س5:- يلمس القارئ لإعمالك جزالة وفصاحة وتمكن من اللغة العربية - فما الخلفية الثقافية التي منحتك هذا التميز؟ 
كما أخبرتك جاء هذا من حلال كثافة القراءة لكل أنواع الأدب وكنت أقرا لأكثر من ثمان ساعات لغاية الآن أنا مستمر بالقراءة الكثيرة , وأنت تعرف حضرتك أن القراءة تصقل اللغة وتعطيك القدرة كبيرة في أيجاد المفردات اللغوية التي تتطابق مع خيالك الشعري ومشاعرك و ما تريد أن توصله الى القارئ
 :- ممكن ان تقدم لنا نموذج من كتاباتك ؟
قراءات في دفتر الجنون ....24
( رجفة السنين)
لم يبق في داخلي سوى رجفة السنين من فزع أنهار الأيام التي أدركت بزة الخفاء وسط تسلق الجنون الحافية الذكية من الغباء ...
يضيع الجمال وسط فوضى تزاحم الأماكن في شرائع الغرباء الباحثين عن الفضيلة في زمن فاقد المعنى ...
أبحث عن حكمة الأشياء ببصيرتي قبل بصري لأن الحكماء دائما يصلبون على جذع الضوء الخارج من أرواحهم ، لأنهم تعلموا كيف تتجاذب أرواحهم مع المعنى دون أن يغلق بصيرتهم الضوء الساقط من حافة اللامعقول 
لأن شريعة المعنى فضيلة الغرباء ..
ويصبح الدمع أكثر طهارة من كل ماء الأرض حين يبقى الغيم بلا حزن .... 
تبقى الأسئلة خارج قواميس الارتواء عند جاذبية الأرض التي تمسك بخاصرة البحر قبل فوضى الدوران كي تبقى الجبرية الوجودية على الخط السائر بأعمارنا إلى الغايات المجهولة
لهذا سأتيك قبل نهاية القمر المسفوك دمه على جرح الغبار العابر إلى قارات التاريخ ...أتيك أحمل فضيلة الغرباء في الزمن الصعب ... 
أتيك ملوحا بنهارات القارات قبل أن يداهمني جنون المطر ..وأغرق في قطرة العزلة أبدا

س6 :- كيف تحدث من واقع تجربتكم حالة المخاض الشعري للقصيدة - وكيفية ميلادها علي الورق ؟
ان القصيدة تولد بمخاضها على قدر مساحة الذات فهي المهيكلة للنص وفق سياق المتناقضات في الإدراك السيكولوجي ،حيث عند حدوث التوتر الوجداني المصاحب للتوتر الفكري الذي يؤدي بدورة إلى البحث والتقصي عن وحدات الوعي وعمق تأثرها بالظرف الخارجي وهنا تتفرع كل هواجسي في الحياة ونماذجها الموحية ، والتي تتفجر في لحظة الكتابة ، لأن التعبير عنها يحدد الكلمات التي تقارب هذه الرموز النفسية ، وهذه تتبع يمتلكه من معرفة تكبر نسق هذه الكلمات الموحية بالرموز البسيطة أو العميقة وطبعا هذا يعتمد على عمق مشاعري اتجاه ما أشعره من الاقتراب من اللاوعي ورموزه التي تجاري التوتر العقلي في كشف المكنون وفق طاقة التعبير عنه أو الاقتراب منه حيث أن النص الحقيقي ينمو داخلي ويأخذ المساحة المدركة في مراحل التلقي إلى كل محسوساتي والتي هي المحددة لمرحلة أخرى من توالد النص وهي مرحلة التأويل أو الاستعارة لمقاربة إحداث الانزياح الصوري في تشكيل النص الشعري ، أي أن النص يولد في ذاتي من خلال اللغة الذاتية المعبرة عن الهواجسي الكامنة في وكلما كانت هذه الهواجس اكثر تأثيرا كلما كان النص أكثر اقترابا من وعيي المقارب إلى كوامني من اللاوعي وهنا تصبح لغتي هي رموز وبناء لكل مداركي في لحظة كتابتي الى الموضوع الشعري ، وهذا يختلف وحسب المكان والزمان وتأثيرهما حيث هنا يختلف تأثير الظرف الخارجي باختلاف في مستوياته وحسب اختلاف انعكاسه على الذات
س 7 :- يظل الوطن في قصائدك هو الشق الاهم والاكبر- فما الذي يمثله الوطن بالنسبة لك؟ وما هو موقع الهم العربي بشكل عام في فكرك وابداعك ؟
نعم يبقى الوطن هو الركيزة الأساسية في كل قصائدي لأنك تعرف كم مر على العراق من الحروب التي أخذت الكثير منا من الكثير في كل شيء وبقيت هذه الحروب ملتصقة في ذاتي ولها أبعاد كبيرة في تكوين النسق الشعري في فكري وتصوري الوجداني , فهو الركيزة الأساسية في حياتي فهو الأحلام والآمال والحياة كلها وكما لا تنسى أن العراق مهد الحضارات الإنسانية حيث أن أفقه الحضاري يمتد الى ألاف السنين وهذا ما يجعله له التأثير الكبير في كل رموزي الشعرية والأدبية وحتى الإنسانية المكونه لكل حالات الوعي الذاتي اتجاه كل الأشياء في الحياة أي هو وعي ونظرتي الى الحياة حيث أن هذا التاريخ غني بالميثولوجيا وكانت أسطورة جلجامش خير على هذا , وأما بالنسبة الى الوعي القومي اتجاه وطننا العربي الكبير , فنحن عرب وهذا له التأثير الكبير في تكوين الهم الذاتي لدي لأن كل مساحة الوطن العربي هي مساحة الذات وهمها همي لأننا نشترك في المصير والواحد من فلسطين الى كل بلدان العربي .
س 8 :- هل تجد أن الشعر- بوصفه حافزا - يمتلك القدرة علي الحض والتحريك؟ 
هو ليس بالحد الذي كان في تاريخ العرب حين كان الشاعر هو بن القبيلة التي تكرمه وتقدسه لأنه كان يعرف كيف يحض العشيرة والوصول بها الى حد الانفعال اتجاه القضايا التي تهم هذه العشيرة , ومع هذا يبقى الشعر له دور كبير في زرع الجمال والذوق الإنساني الرفيع في النفوس لأن الحياة لا يمكن أن تكون دون الشعر لأن الشعر الحقيقي هو المبشر بكل جمال الحياة كما قال الشاعر الإنكليزي ولتر جيمنز (أي جدوى من أن يكون المرء شاعرا؟ أي جدوى من أن يكون المرء حيا، أن الشعر ماء الحياة وهل يمكن تصور وجود الحياة دون ماء) أي أن الحياة تحتاج الى الشعر كما تحتاج الى الماء لأنه عنصر الحياة الذي لا يموت أبدا
س9:- ترجمت لك العديد من تصوصكم الشعرية والنثرية الي اللغات الانجليزية والفرتسية والاسبانية والايطالية - حدثنا عن ذلك ؟ 
نعم قد ترجمت الكثير من نصوصي الى أغلب لغات العالم وقد تم هذا بعد أن طبعت مجموعاتي الشعرية في أغلب أنحاء الوطن العربي من لبنان الى مصر الى المغرب والى الأردن وهذا ما جعل مجموعاتي واسعة الانتشار في جميع أنحاه الوطن العربي بالإضافة الى نشري في المواقع الأدبية الافتراضية على النت , أخذ المترجمون نصوص من هذه المجموعات أو نصوص من هذه المواقع التي أنشر فيها من أجل ترجمتها الى تلك اللغات , وعلى فكرة قبل يومين أخبرني صديقي لي في فرنسا أنه رأي ملصق كبير في أحد المكتبات الفرنسية الخاصة بالترجمة ويتحدث هذه الملصق عن نصوصي الشعرية والتي ترجمت الى اللغة الفرنسية وقد كلفت أكثر من صديقي من أجل الحصول على هذا الملصق .
س10 :- وايضا لقد قمت بعمل قراءات نقدية للعديد من النصوص لمجموعة من مشاهير الشعر - فكيف جاء اهتمامك بفن النقد - وما الذى جذبك اليه؟ 
 أن فن النقد يعتمد بالدرجة الأساسية على المعرفة الموسوعية لأن هذا يجعل الذائقة لدية قادرة على بنيان الرؤيا النقدية عنده , وهذا هذا يأتي من كثرة القراءة والإطلاع على مشروعية النقد وأنا الحمد لله مدمن للقراءة بشكل كبير وهذا ما جعلني أمتلك المعرفة الموسوعية والتي تؤهلني لتكوين النظرة النقدية عندي والتي جعلني أمتلك القدرة الكبيرة على تشريح وتحليل النصوص الشعرية , كما أن الشعر هو ما أعيشه وهذا قربني أكثر الى تحليل النص الشعري بشكل كبير أي أعطاني القدرة الى الولوج الى عالم النص الشعري وإظهار الفكرة التي تكون المعنى داخل النص فالشعر هو اللغة الذاتية المعبرة عن الهواجس الكامنة فينا وكلما أدركنا هذه الهواجس كلما كان النص أكثر اقترابا من وعينا المقارب إلى كوامن اللاوعي وهنا تصبح اللغة رموز وبناء لكل هذه المدارك في كتابة الموضوع الشعري للنص , وطبعا هذا يحتاج الى القدرة كبيرة على فك هذه الرموز

 :- ممكن ان تقدم لنا نموذج اخر من كتاباتك ؟
(جنون الخروج)
سأخرج من السبب ِ،
لأنَه بلا نتيجة.
سأخرج من العالم ،
لأنَه بلا سبب.
س..أ.خ..ر..ج من التاريخ
لأنه وزع على الغدِ
أياما... فارغة
سأخرج إلى البحر
فالأرض ، تغرقها الأحلام
سأخرج من البار،
لكي لا تلحق بيﱠ الكؤوس
من فراغ ليالي...أوراقي ... أصدقائي
سأخرج من الكلمات ،
فهي :أمامي!!!؟
تتشاجر على الورقة
وأخرج من حلم ٍ، في ليلةٍ
........كي أنام
من أجل أن أخرج إلى جنوني
سأفكر....
عند بوابات عشقكِ .! .
س11 :- علي اي من الاسس كان اختيارك لعمل قراءة نقدية لنصوص هؤلاء الادباء. وهل كان السبب مجرد الاطلاع علي النصوص دون معرفة اصحابها ؟
 أنا دائما أعتمد في أختيار النصوص على النص ليس له علاقة بالشاعر أو كاتب النص لأن اختيار الشاعر لكي تكتب عن نصه هذه مجاملات لا صلة لها بالنقد الحقيقي فقد تجد نص عند شاعر غير معروف يتفوق على الكثير من نصوص الكبار فأنا أبحث عن النص الجيد بعيدا عن من كتبته وهذا هو معرف عني في الوسط الأدبي العربي , وقد كتبت عن نصوص شعراء غير معروفين في الوسط الأعلامي مع أنهم يمتلكون نصوص تستحق أن تسلط الضوء عليها ففعلت هذا , لأني لا أبحث عن الشهرة من خلال الكتابة على الشعراء الكبار بل كل ما أفكر به كيف أكتب نقد ينضج النصوص ويعطي القارئ الكثير من الرؤيا التي تقربه الى فهم هذه النصوص والوصول الى الفكرة المخفية داخل كل نص , وأفعل هذا لكي تتطور الذائقة النقدية لدى الجميع ولكي لا يبقى الشعر الغريب والمجهول الى الكثير من القراء , أي أن الشعر هو اللغة الذاتية المعبرة عن الهواجس الكامنة فينا وكلما أدركنا هذه الهواجس كلما كان النص أكثر اقترابا من وعينا المقارب إلى كوامن اللاوعي وهنا تصبح اللغة رموز وبناء لكل هذه المدارك في النص الشعري .
س 12:- هل استطاعت الشبكة العنكبوتية توافير التواصل بين الاديب والمتلقي - خصوصا وحضرتك عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك صفحة باسمك علي الفيسبوك ؟
نعم قد استطاعت أن تحقق هذا لأن نصك يصل الى كافة أنحاء الوكن العربي في لحظة واحدة ويطلع عليه الكثير من القراء عكس ما كان سابقا تنشر في الصحف المحلية دون أن توصل صوتك الى المدى البعيد خارج حدودية المكان , هذا الميزة وفرتها الشبكة العنكبوتية , وهذا الشبكة بقدر حسناتها هناك بعض المساوئ وهذه المساوئ جعلت الغث والسمين ينشر على هذه الشبكة فالكثير لا يعرف ما معنى الشعر وينشر ما هو لا يمت بالشعر لأن المساحة مفتوحة للجميع . المهم هذه الشبكة المساحة التي وفرت التلاحق الثقافي بين أوطان أمتنا العربية وجلتنا نطلع على أدأب جميع البلدان العربية بشكل سهول
كما يمكن التواصل معي عبر  صفحتي وهذا هو الرابط :- .
https://www.facebook.com/abbasbani.almaliki

س 13 :- ما الذي تمثله حالة الكتابة ألشعرية عندك؟ 
ما تمثله الكتابة لدي هي أنساق الثقافة عندي الوجودي الفردي أتجاه العالم, والنص كمعطي وخطاب هو الحرية والقدرة على ترك القلم يكتب نفسه دون وسيط وهو نوع من اليوغا والتأمل وسط ركام هائل من الغيوم المتراكمة, الشعر هو انطلاقة من أساطير العماء الأول في الهيولي والمجهول , وكلا زادت مهارة الشاعر في الغوص ازدادت روحه صفاء ووضوحا وتحققا وا،جز جزءا مما عليه أن يعرف , لا بالمعنى المعرفي أو الابستمولوجي , بل بالمعنى العرفاني والمقدس وهذا يدرك من خلال قدسية الكلمة التي يقولها وكما قال الشاعر العراقي سركون بولص (الشاعر الحقيقي هو الذي يؤمن بالشعر ولم يأت إليه عابثا... وينبغي أن يكرس نفسه وحياته للشعر ويجب أن يعد حياته للشعر ويجب أن يعد نفسه ذا مهمة كبيرة في التاريخ وإن يقدس الكتابة ويخلص لها من كل قلبه) هكذا أنا أرى الشعر .
س 14 :- يختبئ داخل كل مبدع طفلا ، يمثل له مصدر الدهشة التي لا تنتهي, ما الذي تبقي من ذلك الطفل في نفسك ؟
 طبعا أنت لو تتبع هذه الحالة لوجدت الكثير من نصوص تتحدث على الطفولة والسعي من أجل عدم فقط هذه الطفولة لأنها زمن البراءة والبياض في حياتنا وكما أن الشعر هو المراحل المتقدمة من الطفولة والحاجة الإنسانية لتبرير الذات والوجود فليس هناك ما هو مدهش إلا رؤية المتغيرات في الحياة اليومية والمستقبل والمتجددة باستمرارها لصالح الإنسان في وجود وفق التعبيرات الجمالية لمقاربة شعرية الإنسانية الى الأبدية في منطلق الفكرة والحركة في الحب وتقبل الشرط الإنساني وتقبل الأخر لكي نعيش في عالم جميل تسوده العدالة والجمال بدل هذا القبح الموجود فيه , لهذا يجب أن نحافظ على طفولتنا كي نبتعد عن احقاد هذا العالم
 :- ممكن ان تقدم لنا نموذج اخر من كتاباتك ؟
صرخ الشاعر...!
من يبكيني
إذا متُ..،
وأنا أحمل البحر في عيني
إلى برزخ النجوم
من يبكيني
إذا متُ
وأنا علمت الشجر
كيف يبكي العطش
حين تصير الغابات مقبرة الفصول..،
من يبكيني
وأنا معلق على مروحة سقف
لأني قلت يوماً 
سكن العقم في القصور الخاوية
وتوزع إرثها بين الصراصير
والنفايات.،
من يبكيني
وأنا غرقت بدمعة وطن
ظل في حزنه وحيد ..؟؟؟؟

س 15:- في نهاية هذا الحوار الذى افتخر جدا باجراءه مع سيادتكم، ماهي كلمتكم الاخيرة في ختامه - ولمن تواجهها ؟
أهلا وسهلا بك ايها الاديب المصري والمحاور  الاستاذ صابر حجازى فلقد سعدت جدا لهذه المقابلة التي غطت كل حالات النضج في الفكر والأدب الذي أعيشها , وشكرا كبيرة لأنك تبحث عن كل كلمة حقيقة وصادقة اتجاه أوطاننا والعالم .. بارك الله بك وأدام صحتك وإبداعك الرائع ., وكلمتي الأخير أوجهها الى  الذين في بداية الطريق في الشعر والنقد تذكروا أن المعرفة الواسعة أساس أي تحول في داخل الإنسان لكي يرى العالم أجمل وأكبر من حدود الظروف التي حوله وكذلك أقول له وكما قال ماركيز ( من أجل أن تكتب كلمة واحدة ..عليك أن تقرأ مليون كلمة ) وأخرا إليك شكري وامتناني .. مع محبتي وكبير تقديري .

————
*
الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
- اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية 
- نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

 

2016-11-02