الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صحيفة 'إندبندنت': صفقات تميم والأسد وراء ازمة قطر والدوحة لا ترغب برحيل الاسد

"لن تجد هذا الكم من الخداع، إلا في المسرحية الشكسبيرية الكوميدية"، هذا ما وصف به الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، الأزمة القطرية مع عدد من الدول العربية.

وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وحذت حذوها دول أخرى، أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، على خلفية تمويلها ودعمها للإرهاب".

وكتب الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك مقالا في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، بعنوان "القصة الحقيقية وراء الأزمة القطرية"، يفند فيه أسباب تلك الأزمة.

واعتبر فيسك أن تلك الأزمة أثبتت أمرين رئيسيين، وهو أن العالم العربي لا يزال في مرحلة "الطفولة" ولم يدخل مرحلة النضج بعد.

والثاني، أن تلك الأزمة اثبتت الانهيار التام للوحدة السنية، التي كان من المفترض أنه تم إنشاؤها خلال قمة الرياض قبل أسبوعين بحضور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وفسر الكاتب البريطاني القرار الغريب الذي اتخذته مثلا جزر المالديف بقطع العلاقات مع قطر، قائلا إن "السعودية، هي السبب الرئيسي وراء القرار".

وتابع، قائلا "السعودية قدمت وعودا للمالديف بتقديم تسهيلات قروض لمدة 5 سنوات بقيمة 300 مليون دولار، علاوة على أنها ستستثمر بشركات عقارات في المنتجعات السياحية بنحو 100 مليون دولار".

ومضى، قائلا "كما تبرعت المملكة أيضا بتشييد 10 مساجد في جزر المالديف، علاوة على وجود عدد كبير من مقاتلي داعش، الذين يقاتلون في العراق وسوريا قادمون من المالديف".

وأشار فيسك إلى أن الأمير القطري تميم بن حمد يدرك أنه لا يملك العدد الكافي من الجيوش للدفاع عن بلده.

ونشر الكاتب البريطاني تصريحات سابقة للأمير تميم عندما سأل أباه الشيخ حمد، لم لا تطرد الأمريكيين من قطر.

فأجابه والده: "إذا فعلت ذلك سيجتاحني أخواني العرب".

إيران

بحسب فيسك، هو أن السعوديين يقررون سياسة الخليج، وهذا ما أثبتته زيارة ترامب.

ولكن هناك بعض المشكلات التي تواجه المملكة، فإمارة دبي قريبة من إيران وتضمّ آلاف الإيرانيين، لذلك من الصعب أن تفعل مثل أبو ظبي بقرارها مقاطعة قطر، كذلك فسلطنة عمان شاركت في مناورات بحرية مشتركة مع إيران منذ شهرين، وباكستان رفضت إرسال جيشها لمساعدة السعوديّة في حرب اليمن.

أمّا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فلم يشرك الجيش المصري في حرب اليمن، وهو بحاجة إلى جنوده لمواجهة اعتداءات "داعش" في الداخل ولتأمين سياج مع مقاطعة غزة.

وكشف فيسك أن قطر تمتلك ما وصفه بـ"الروابط الهادئة" مع الحكومة السورية، رغم روابطه الأقوى مع تنظيمات إرهابية مثل "جبهة النصرة".

وأوضح، قائلا "ساعدت قطر بفرض علاقاتها مع جبهة النصرة للإفراج عن راهبات معلولا اللواتي كن محتجزات لدى التنظيم الإرهابي، كما ساعدت في الإفراج عن عسكريين لبنانيين في إطار صفقة تبادل غربي سوريا".

وتابع، قائلا "الملفت للنظر أن الراهبات المحررات شكرن الرئيس بشار الأسد وقطر معا".

ولفت فيسك الانتباه إلى أن "الخليج ربما تشكك في نوايا قطر تجاه سوريا، وأن لديها طموحات كبيرة في التمويل لإعادة إعمار سوريا ما بعد الحرب، وأنها لا ترغب في رحيل الأسد".

وتابع "إذا بقي الأسد رئيسا، ستصبح سوريا، تحت السيطرة الاقتصادية القطرية، وستتوسع بصورة كبيرة فيها، حيث يوجد شركات نفطية تريد استخدام خط الأنابيب من الخليج إلى أوروبا عبر تركيا أو من خلال مرفأ اللاذقية".

2017-06-09