الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
معركة بوابات الأقصى: الدرس والنتيجة

كتب مهند بتار:

الآن وبعد أن رفع الإحتلال الصهيوني عن محيط الأقصى آخر البوابات الألكترونية يصح الإعلان بالفم الملآن أن ارادة المنتفضين الفلسطينيين حصراً قد إنتصرت في معركة الشرف هذه دون أن يشاركها هذا الإنتصار (المعنوي والمادي) أي دخيل عربي رسمي ، فهو إنتصار مقدسي خالص عماده أمواج من الذائدين الفلسطينيين عن الأقصى وليس لأحد غيرهم مقدار خردلة من أسبابه وبالتالي : نتائجه . لا بل يمكن القول بالإستناد إلى مجريات معركة البوابات أن التدخل العربي الرسمي الذي حصل (بالفعل) إنما حصل لكبح انتشار طاعون (النخوة) الفلسطينية في المحيط الجماهيري العربي وهذا مما ترتعد له فرائص النظام العربي الرسمي لأنه قد يفتح شـهية هذه الجماهير على ما يتعدى (النخوة) من محرمات وممنوعات ! .

ومن هذا المنطلق (لا غير) راحت عديد الأنظمة العربية تتوسل الجزار نتنياهو لكي (يلمّ الطابق) ولا ينزع عن عورتها ورقة التوت اليتيمة ، ولكنه أبى متعجرفاً إلا أن يبهدلها ويقلل من قليل قيمتها فذهب إلى التصعيد مع المنتفضين الفلسطينيين قبل أن يكبحه طاقمه الأمني بتقارير صادمة تفيد بأن الذائدين عن الأقصى ذاهبون معه في التصعيد إلى أي درجة يشاءها جنونه دون أن يحيدوا عن أهدافهم ، وهي أهداف لا يشكل رفض البوابات الإلكترونية سوى إطارها ، أما جوهرها فهو ما أفزع هذه التقارير من مدى التمسك الفلسطيني بـ (الحق) ، الحق الثابت لا في الأقصى فحسب ولكن في فلسطين أرضاً ومقدسات وتاريخاً وجغرافيا ، وبمعنى آخر فإن معركة البوابات الألكترونية تجاوت زمكانياً محدوديتها المقدسية إلى شموليتها الفلسطينية وهذا ما سيضيف إلى نتائجها الآنية المنظورة نتائج عظيمةٍ أبعد على مختلف أصعدة الصراع مع الصهاينة سواءً لجهة الحرب أو لجهة أي مسعى أو مشروع (للتسوية) سيكون على أصحابه بعد هذه المعركة أن يعرفوا أن حدوده قد رسمتها سواعد المدافعين عن الأقصى وقضي الأمر ورُفعت الأقلام ، فلا يعود هناك فلسطينيا عربياً إقليميا دولياً من يجرؤ على تخطي هذه الحدود وإلا فأمواج عاتية كالأمواج الفلسطينية التي هدرت حول الأقصى ستبتلعه في عميق لجتها .

الدرس المقدسي إذاً لفّ على الجميع ، شقيقاً وصديقاً وعدواً ، وعلى الجميع أن يحفظه مكرهاً أو مختاراً تماما مثلما سيمتثل الجميع في نهاية المطاف لإرادة شعب مرغ أطفاله نتنياهو وجيشه وكيانه في أوحال الخيبة .

مهند بتار

نشر في وطن خارج السرب

2017-07-28