الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الطريق إلى العلمانية...بفتح باب السجون!...دولت بيروكي

قراءة في حملات اعتقال الدعاة بالسعودية كان الأمير الشاب وهو يعد السعوديين برؤية 2030 الإقتصادية والتي ستقدم الدولة السعودية بحلة جديدة للعالم ، بجملة من التغيرات الإقتصادية ولربما الإجتماعية حتى.

ويبدو أن الأمير سلمان الذي يطمح في القيام بدور قيادي في حركة التجديد بالدولة العربية الأكثر محافظة- في تطبيق التشريع الإسلامي-كان قلقا من علاقة نظام الحكم القديم بالعلماء أو الدعاة ومايمكنه أن يسببه من حرج له في إطار إرتباطاته المعلنة أو القادمة مع تحالفات كانت بالأمس القريب العدو ، وهاهي الأن صديق تتمناه خطوات الإنفتاح نحو العالم.

ولعل مايظهر ذلك جليا هو تصديه بحزم مع كل الاراء المطالبة له بالتخلي عن مواقف المملكة ضد قطر ، ويبدو أن سلمان كان يحاول الاستفادة قدر الطاقة من التنافس الدولي في التحالفات المعلنة على كسب النفوذ لبلاده. أستقبل ترامب بحفاوة تليق بالأبطال، وحظي بكثير من جلسات المحادثات السرية، وجذر بهذا ولي العهد السعودي قضية وهي العلاقة التقليدية بين السياسة الداخلية للسعودية والخارجية الأمريكية، ولأن سبل السياسة اذا ماخابت سبل الحرب في بسط النفوذ تقتضي تعضيد نصر داخلي ديبلوماسي يرسم غايات الحلفاء بإستراتيجية وهي ربط علاقات القوة الحقيقية.

ولو سعى بذلك لاقتفاء أيما حجة ، فلا عجب كان من قطع العلاقات مع قطر و عن التدخل بشكل قوي باليمن او أن يقدم مغامرة طائشة كالإعتراف باسرائيل ولكن مايثير العجب هو أن يحارب العلماء علانية.

وفي حقيقة حملات الإعتقال الذي تسير فيها السلطات السعودية الحديثة للدعاة ،ما يجعلنا نقف على ما سيقف عليه الأمر وهوأن العلمانية قد حفرت لأنفسها مواقع حصينة على امتداد منطقة الشرق الاوسط والخليج عموما. فيلوح لكل مراقب أن يرى في حصار قطر أو حرب اليمن أو التوجه نحو دعم بشار الأسد ،بأن سياسة سلمان الإبن مصابة بالإحباط من النتائج السياسية والعسكرية التي جنتها ، فلم يكن بالحسبان أن تصبح كابوسا أوسع بكثير من استيعاب الغايات السياسية ، وققصور بالمبدأ الاستراتيجي الذي يسعى إليه، وهو مايدفعه كي يعتمد مايمكن أن نطلق عليه إحتواءا للأزمة أو الخطة، فعملية التقييد الممنهج للإعلام و الأراء و الأفكار و العلماء ماهو إلا لحجب الإخفاق السعودي عن العالم.

ليس مرد مبادرة التمذهب الجديد الذي صرح بها السفير الإماراتي بالولايات المتحدة العتيبة إلا كما خالها ولي العهد السعودي، بل رام من خلالها حماية المملكة الجديدة من أي معارضات أو ثورات استباقية مؤمنا بذلك بالإقرار المتبادل بشبح التفكير الامريكي الذي يريد للسعودية ان تصبح أكثر إنفتاحا بينما حتى ولو فقدت نفسها داخل هذا الانفتاح. مامن دولة انهارت على أعتاب تهوارات شابة إلا وتجاذل فيها القادة السياسيون وأورثو تاريخها للعالم حتى يقرأه ، ولربما جهل سلمان الإبن مدى خطورة مايذهب إليه، فجسر الهوة الذي يبنيه على أنقاض تاريخ دولة إستمرت بإسلامها التشريعي سيغدو رؤية ملزمة يعكس بها توازن القوى، الذي يريده من الدولة السعودية الحديثة، والتي أمست باللغة السياسة الواقعية هزيلة ،وإن الإستمرار بهذه السياسة ليضع هذه الدولة في مستقبل مجهول لمصيرها التاريخي بمنطقة تشهد إنهيار دول وولادة دول أخرى.

2017-09-14