الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تركيا وخطر الدولة الكردية ....الشبخ محمد المختار دي

أقر برلمان كردستان العراق  الاستفتاء المقرر لانفصال الاقليم عن العراق ودعا الحكومة الكردية للالتزام بالموعد المقرر للاستفتاء في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري .. في تحد واضح  من الأكراد  لتركيا أولا وللعراق كدولة  موحدة يراد تقسيمها وتجزيئها منذ سقوط بغداد في مارس 2003

رئيس الوزراء التركي علي يليدرم وقبله الرئيس التركي رجب أردوغان حذرا من خطر الاستفتاء القادم على تركيا والمنطقة بأسرها واعتبرت تركيا  قضية استفتاء الانفصال الكردي  قضية أمن قومي والحق أن  تركيا قد صدقت في تقديرها للموقف .. فالخطر الحقيقي سيكون على تركيا  لو نجح مسعود البارزاني وحلفاؤه في ما يسعون اليه من انفصال الاقليم أولا  وبداية مشروع الدولة الكردية  .. دولة اقليم كردستان وأكراد سوريا وما الضير لو التحق بهم حزب العمال الكردستاني  العدو الأول لتركيا والمدعوم  عسكريا وسياسيا من اقليم كردستان العراق .

والتاريخ شاهد  على كل ما قدمه الاقليم  الكردي العراقي لأعداء أنقرة من دعم   منذ سقوط بغداد  ومعها نظام البعث الذي كان  يؤرق كاهل أكراد العراق .. يومها ظهر البارزاني كحليف للمحتل الأمريكي وكلاعب سياسي مدعوم من واشنطن  وقد حظي الرجل واقليمه بالرعاية والدعم اللوجستي  والعسكري  حتى أصبح  الاقليم دولة داخل  العراق الكبير الذي حول الى أقاليم وصراع طائفي وإقليمي .

تحول العراق في سنينه الخالية من لاعب سياسي  فاعل في المنطقة  الى ملعب سياسي  يستخدمه الجميع وكل يغني على ليلاه ويدعم طائفة من أهل العراق  بعد ما حولته حربهم الى طوائف .. وكان للولايات المتحدة نصيب الأسد فدعمت حكومة  بغداد وفي نفس الوقت كانت تصنع وتدعم  اقليما وحلما كرديا يتزعمه مسعود البارزاني  الرجل الكردي الأبرز في المنطقة .

عملت واشنطن على تدريب قوات البشمركة وقدمت لهم كامل الدعم ولم تكن لوحدها  فقد كان الرضى الاسرائيلي عن الاقليم باديا  وقد ظهر جليا حين أعلن رئيس الوزراء  الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه  للاستفاء وقيام الدولة الكردية وذالك أمر له ماله وعليه ما عليه ويوضح أن  لاسرائيل يد طويلة  في اقليم العراق الكردي .

 

الغرب  نفسه  وعلى رأسه  دول أوربية  كبيرة  ليست منزعجا تماما من قيام الدولة الكردية نكاية بنظام تركيا  فهم لم يكونوا يوما راضون  عن السلطة التركية ولا طريقة الحكم هناك والصراع التركي الأوربي  حاضر منذ سنوات عديدة .

أما دمشق  فيرقص نظامها من شدة الفرح فهو يعتبر اسنطبول أكبر عدو له وأن تركيا ستنشغل بمشكلة الدولة الكردية وخطرها على أسنطبول عن مشاكل سوريا وتصفية نظامها لشعبه .

وكذالك  الحال  بالنسبة للقاهرة فنظامها  لن يجد بدا من دعم مسعود البارزاني نكاية بأنقرة  ونظامها الديمقراطي .

ما سيحدث في الخامس والعشرين من سبتمبر ليس مجرد استفتاء  بل هو مشروع دولة جديدة كردية بدايتها العراق ونهايتها لن تكون سوريا قطعا .. والخطر يهدد تركيا أولا  فما فشل  فيه  أعداء تركيا  في محاولتهم الانقلابية الفاشلة  يسعون  لتنفيذه من خلال مشروع استفتاء الاقليم الدولة  والدولة هنا ستكون طائفية   الأكراد  والمظلومية التاريخية كما ينادي بعض من دعاة الحقوقية الزائفة .

الخطر الثاني سيكون على  منطقة الشرق الأوسط  المشتعلة أصلا بسب حرب سوريا الأهلية والعراق قبل ذالك ولحزب العمال وداعش  في المنطقة يد طويلة جدا لم تقطع حتى الان .

يريدون  انهاء  منطقة  بأسرها وبداية منطقة جديدة أساسها طائفي وأرضها صالحة لصناعة الارهاب والحروب الطائفية وتجارة السلاح و نفطها  يصل لأوربا أولا ولواشنطن ثانيا قبل أن تستفيد منه المنطقة نفسها .

فمن  يسدي لأكراد العراق نصيحة قبل فوات الأوان ..  العراق  بلدكم وليس لكم غيره مهما طال الزمن فعودوا الى حضن الوطن .. قبل أن تحرقوه  فتحرق المنطقة بأسرها .

 

2017-09-17