الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الجالية الفلسطينية في اقليم كردستان بين الواقع والتحديات مع سعادة السفير نظمي حزوري....وسيم وني

 

 الوسط اليوم -لقاء خاص / الأستاذ وسيم وني :

بعد اغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة  وارتكاب المجازر المروعة بحق أبنائها لترويعهم وطردهم من أرضهم حطت رحال بعض من أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان وسوريا والأردن ومصر والعراق  ، رحلو عن أرضهم بقوة الإرهاب الإسرائيلي وعيونهم وقلوبهم معلقة بفلسطين كل فلسطين ، نحن اليوم بصدد الإضاءة على واقع أبناء شعبنا الفلسطيني في إقليم كردستان حيث هناك وجود ليس بالكبير لأبناء شعبنا الفلسطيني وذلك  في لقاء خاص وحصري مع سعادة سفير دولة فلسطين الأستاذ " نظمي حزوري "

 

بداية سعادة السفير يسعدني ويشرفني إعداد هذا اللقاء مع حضرتك حول الجالية الفلسطينية في إقليم كردستان  سعادة السفير هل لك أن تشرح لنا عن طبيعة الوجود الفلسطيني في اقليم كردستان :

أهلا وسهلا بك أستاذ وسيم ويسعدني جداً المشاركة بالإضاء على  أهمية الوجود الفلسطيني في إقليم كردستان ودورنا كقنصلية لدولة فلسطين في الإقليم .

أود التنويه هنا بأن الجالية الفلسطينية في إقليم  كردستان ممكن أن نقول تعدادها حوالي مئتين وخمسين عائلة  ويرتكز الوجود الفلسطيني على مسألتين :

أولا : لا وجود للجوء فلسطيني في إقليم  كردستان،   أي  أنه لا يوجد صفة لاجئين  القسم الأساسي هو وافد للعمل  سواء أكان ( أطباء أو مهندسين أو فنيين )

ثانياً : القسم الأخر هو من أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في العراق منذ العام 1948 م وخاصة عام 2014 م وصل

إلى  إقليم كردستان مئة وعشرين عائلة فلسطينية نزحت من الموصل بسبب الأحداث الجارية .

هذا الوجود الفلسطيني هو وجود متحرك من الممكن أن يكون اليوم تعداد العوائل  مئتين وخمسين عائلة في تصاعد أو تنازل كون الإقليم هو بمثابة  محطة ترانزيت للوجود الفلسطيني

 

هل يمكنك سعادة السفير أن توضح لنا عن فعاليات السفارة الفلسطينية في اقليم كردستان ودور السفارة في تعزيز العلاقة بين الشعبين الكردي والفلسطيني :

تم افتتاح القنصلية العامة لدولة فلسطين في إقليم كردستان في 29 نوفمبر لعام 2011 م  وما يعنيه هذا التاريخ كونه يوم تضامني مع الشعب الفلسطيني  وهنا أردنا أن يكون  الافتتاح بهذا التاريخ المميز لأبناء شعبنا الفلسطيني  وبأن يرفرفرف العلم الفلسطيني في الإقليم نظراً لما يمثل هذا التاريخ من أهمية لدى أبناء شعبنا الفلسطيني ، أما عن نشاطاتنا بالإقليم فقد قمنا بالعديد من الأنشطة والتي ترتكز إلى مفهوم العلاقة الدبلوماسية وأيضاً العلاقات الحزبية مع الأحزاب والمجتمع المدني والمثقفين والإعلاميين قامت القنصلية العامة لدولة فلسطين بعدة نشاطات ثقافية وسأذكر لك البعض منها :

 إقامة أمسية شعرية ومنها إقامة حفل توقيع كتاب للباحث " شوقي الدهمان "  حول الشاعر الكبير " أحمد دحبور" ، وأيضاً نشاط لفرقة  الكوفية  الفلسطينية  القادمة  من مخيمات لبنان بإدارة المبدعة " حورية الفار"  و أيضاً فرقة الإستقلال القادمة من الوطن الغالي فلسطين  في يوم التضامن الدولي  مع الشعب الفلسطيني ، وكان الهدف لهذا الحضور المتنوع الربط  بين الوطن والشتات  وتمسكاً  بحق العودة الذي لا بديل عنه  .

إحياء ذكرى الراحل الكبير محمود درويش برعاية حكومة إقليم كردستان " الأستاذ جيفان برازاني "  وبحضور معالي وزير الثقافة والشباب  السيد " الدكتور خالد دوسكي " وبحضور رئيس إتحاد أدباء الكرد السيد " كادمان بوتاني "   وهذه المناسبة كان لها وقع  كبير على مستوى الإقليم من حيث الحضور حيث تميز بحضورنخبة من المثقفين والباحثين والدارسين  في النقد والأدب والثقافة ، وتخلل هذه الذكرى برنامج في 8 أب لعام 2017   تضمن  معرض فن تشكيلي شارك فيه ثلاثين فنان  من الإقليم ، وفي اليوم التالي تضمن جلستين:  الجلسة الأولى  : جلسة مناقشة حول الراحل الكبير محمود درويش الإنسان المثقف والسياسي والشاعر ، والجلسة الثانية :  تضمنت منبر شعري وأدبي  لمحمود درويش  تداول على المنبر ستة عشر شاعراً من الإقليم لإحياء هذه الذكرى العظيمة.

والقنصلية العامة لدولة فلسطين في إقليم كردستان تداولت على إحياء المناسبات الوطنية من خلال وجودي في الإقليم إلى الأن في كل عام نحيي ذكرى يوم الأرض كشكل من أشكال التعبير إما بمهرجان خطابي أو بأمسية أو بمعرض بالإضافة لإحياء يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني  بالإضافة لذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية  أيضاً بمهرجان خطابي وتكريم ثلة من رجال الفكر والثقافة والإعلام  وكان لنا الشرف ولي الشرف كسفير دولة فلسطين  في إقليم كردستان  أن قمت بتكريم شخصية فكرية هامة على مستوى الإقليم والعراق  وهو الدكتور " مصطفى الزلمي "  والذي له خمسة وستون مؤلف من كتب حول الفقه ووالشرع والثقافة و الدين   وبالإضافة إلى يوم تكريم للإعلاميين  لشكرهم على ما قامو به من أجل قضيتنا العادلة  فلسطين .

وكان من أبرز هذه النتائج لهكذا نشاطات وهي توسيع العلاقة بين القنصلية والمجتمع الكردستاني سواء أكان على المستوى الرسمي أو الحزبي أو المدني .

ماهي رؤيتكم كقنصلية فلسطينية للعمل المستقبلي في اقليم كردستان ؟ وماهي أبرز التحديات التي تواجهكم ؟

نحن نعتقد أنه لنا دور في العلاقة ورسمها و التي يجب أن تتطور بين الشعب الفلسطيني والشعب الكردي رغم ما يحاول البعض من نشر مواقف ضبابية للإساءة لطبيعة العلاقة وخاصة أن العدو الاسرائيلي بين الفترة والأخرى يحاول أن يزرع بث التفرقة والسموم بين العلاقة الفلسطينية والكردية تحت عناوين مختلفة إلا أنه هناك وعي فلسطيني لطبيعة أدائنا في الإقليم ،  وهذا يرتكز بشكل كبير إلى طريق فهمنا كشعب فلسطيني وكقيادة فلسطينية من الزعيم الخالد الشهيد " ياسر عرفات  أبو عمار " وحكيم الثورة جورج حبش والسيد نايف حواتمة ويواصل فخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن رئيس دولة فلسطين حرصه على هذه العلاقة والتي كانت تتجلى بأهم مظاهرها بزيارته التاريخية لإقليم كردستان في العام 2009 و ، وأيضاً زيارة معالي وزير الخارجية لدولة فلسطين إلى إقليم كردستان الدكتور " رياض المالكي " في العام 2011 ، وأيضاً إرتفاع علم فلسطين في إربيل حيث قام برفعه السيد " مسعود برزاني " رئيس إقليم كردستان وبحضور رئيس مجلس برلمان الإقليم ورئيس حكومة كردستان وكافة الوزراء والسلك الدبلوماسي وهذا لم تحظى به أي قنصلية عربية كانت أم أجنبية وهذا إن دل فيدل على مكانة فلسطين في الوعي الكردي ومن هنا كان لنا أيضاً كفهم كفلسطينيين  كما ذكرت العلاقة التاريخية بين أبو عمار وجورج حبش ونايف حواتمة والرئيس أبو مازن والكثير من القيادات الفلسطينية وتأكديهم على طبيعة هذه العلاقة المميزة بين الشعبين الفلسطيني والكردي ، ومن هنا نرى أنه أمامنا برنامج حافل مهم تعزيز العلاقات على المستوى الدبلوماسي والرسمي والحزبي والمجتمع المدني ولكن لابد من وضع ألية تنظم هذه العلاقة لمزيد من الثفاعل من خلال زيارات الوفود وتبادل الوفود وتبادل الآراء ونحن نسعى  تأمين زيارة لإتحاد أدباء كردستان إلى فلسطين ونأمل أن ننجز هذه الترتيبات في أسرع وقت لما لها من أهمية كبيرة في تعزيز العلاقة بين الشعبين  .

 

سعادة السفير التواجد الفلسطيني  بحكم وجود سفارة لدولة فلسطين في كردستان ماهو الجانب القانوني الذي يرتكز عليه هذا الوجود ؟

التواجد الفلسطيني في اقليم كردستان كما ذكرت سابقاً بأن هناك نوعين من الوجود الفلسطيني النوع الأول الوافد ( طبيب ، مهندس ... والعديد من المهن ) ويكون دخوله وتواجده بالإقليم بشكل قانوني ويعمل في شركة بعقد وله إقامة  ، والجانب الآخر وهو بذات الأهمية وهو الوجود الفلسطيني منذ العام 1948 م وقد تم تسجليهم لدى دائرة الشؤون العرب التابعة لوزارة الداخلية في الجمهورية العراقية ويحمل كل فلسطيني منهم ومواليدهم بطاقة حمراء كما في لبنان هناك بطاقة زرقاء في العراق البطاقة تكون حمراء وهذه البطاقة تم تطبيع العلاقة مع حكومة إقليم  كردستان بحيث تكون هي المنظم للوجود الفلسطيني في كردستان بحيث يمتلك الحق في الإقامة في الإقليم   وهذا يشكل غطاء قانوني  للفلسطيني ، وكان لدي العديد من القاءات مع وزير الداخلية والجهات المختصة وبحثنا معمقاً في  هذا الأمر ووصلنا إلى تطبيع هذه العلاقة ليكون كل فلسطيني يحمل البطاقة الحمراء  يقيم في اقليم كردستان يشكل قانوني كأنه يقيم بأي مكان في العراق .

ولكن للأسف في الفترة الأخيرة برز عدد من الأخوة الفلسطينين القادمين من لبنان أو سورية يدخلون إلى اقليم كردستان عبر تأشيرات رسمية يتم توفيرها بواسطة محامين مدفوعة الثمن والبعض يدفع خمسائة دولار والبعض ألف دولار وممكن أن يكون أكثر من ذلك ويصل بتأشيرة مدتها خمسة عشر يوم إلى الإقليم ، ولكن هذا يعتبر تأشيرة قانونية تخول صاحبها دخول الإقليم ولكن من الواضح البعض يعتبر هذه التأشيرة جسر عبور إلى تركيا والعبور من خلال الإقليم إلى تركيا لا يتم بشكل قانوني وذلك من خلال تجاوز الحدود وهذا مما يفرض وضع أمني غير مريح لأبناء الجالية الفلسطينية من أينما كانو سواء  أكانو من سورية أو لبنان وأن يطالهم القانون فمنهم من يتم توقيفه ، وهنا يبدأ الاتصالات من قبل الأهالي بالقنصلية الفلسطينية  وجرت عدة اتصالات من قبل الاهالي للمساعدة بالإفراج عن أبنائهم وبالفعل القنصلية الفلسطينية لم تدخر ذخرأ في ذلك وذلك  بالتعاون ما بين القنصلية والجهات المختصة كان يتم إخلاء سبيلهم وإعادتهم من مكان دخولهم سواء أكان من لبنان أو سورية  ، وللعلم الموقوفين يخضعون لإجراءات قانونية وخاصة يجب أن يفهم الجميع بأن جرم تجاوز الحدود هو شأن غير قانوني ويعاقب عليه القانون  وخاصة في ظل الوضع الملتهب التي تعاني منه جمهورية العراق وتداخل الإرهاب ولا أحد يعرف أن يفصل بين هذا أو ذاك ، وهناك قانون في العراق مادة (10) جوزات " تجاوز حدود " تصل مدة التوقيف من ثلاثة سنوات إلى خمسة عشر سنة سجن .

ونتمنى على كل الأخوة الذين يصلون إلى إقليم كردستان عبر هذه الوسائل ويفكرون بالعبور إلى تركيا بتجاوز الحدود بالتفكير ملياً بعاقبة هذا التصرف  القانوية وهذه مسؤلية الشخص نفسه وليس لنا مسؤلية  وإنما حين نتحدث مع الجهات الرسمية نتحدث كونه من أبناء شعبنا الفلسطيني  ولكن هو قام بعمل غير قانوني ويعاقب عليه القانون  وهذا يشكل لنا إحراج ومتاعب كبيرة في متابعة هذه القضايا  والبعض منهم يعتبرنا نحن مقصرين  ولكن أود السؤال هنا أين التقصير ؟ نحن غير مسؤولين عن توقيفهم  نتيجة مخالفتهم القانون  وهذا شأن قانوني يعني الدول وليس الجانب العاطفي  وبالتالي يمكن أن يطبق عليه القوانين النافذة في الإقليم .

 

لا يسعني سعادة السفير إلا شكرك على هذه المقابلة التي بلورت المعلومة حول  وجود أبناء شعبنا الفلسطيني في إقليم كردستان وأود أن أختتم هذا المقابلة  بكلمة توجهها سعاتكم لأبناء شعبنا في الوطن والشتات وخصوصاً لبنان :

أملي أنه نحن كشعب فلسطيني  في ظل هذه المرحلة الصعبة بتجاوز الخلافات الداخلية والتي يجب أن تكون خلافات ثانوية لأنه تناقضنا الرئيسي هو مع الاحتلال الاسرائيلي ، ولابد أن نجسد الوحدة الوطنية الفلسطينية ولابد أن نلتف حول القيادة الشرعية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لدولة فلسطين بقيادة فخامة السيد " الرئيس محمود عباس " حامل أمانة الزعيم الخالد " الشهيد ياسر عرفات " وهذا الإطار الشرعي بقيادة الرئيس أبو مازن والذي نستطيع من خلاله مواجهة التحديات التي تفرض على شعبنا الفلسطيني، و إن كان محاولة التجزئة والتقسيم ومحاولة فرض شروط   يجب أن يكون هناك استشعار وطني فلسطيني  وهو الوحدة الوطنية وتعزيز دورنا الفلسطيني وخلف الشرعية الوطنية الفلسطينية .

أما إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان يجب أن يكون الوعي بأعلى درجة من الحرص والمسؤلية وذلك لدرء المخاطر والتي يمكن أن تواجه أبناء شعبنا ومخيماتنا وبالتأكيد يجب على كل فلسطيني في لبنان وفي مخيم عين الحلوة خاصة بأن يرى بأن هذه المخيمات فيها العظيم من أبناء شعبنا فهذه المخيمات هي من خرجت الأطباء والمهندسين والمعلمين والسياسيين والأدباء والشعراء والإعلاميين وهذه المخيمات هي كنز كبير كونها يد خضراء وبناء في لبنان وبالتالي أمن مخيماتنا هي مسألة جداً هامة ووحدتنا داخل المخيم مهمة أيضاً ومسألة جديرة بالاهتمام بأن نقول إلى لبنان شكراً ونحن الضيوف نرفض التوطين ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ، ونعتبر إقامتنا هي إقامة مؤقته وإن طال الزمن ونعتبر بأن لبنان قدم الشهداء والتضحيات  وشكل الحضن الداعم والرئيسي لنضال شعبنا الفلسطيني  فنحن لن ننسى القادة العظماء والمناضلين  كمعروف سعد وكمال جنبلاط  وألاف الشهداء من أبناء لبنان  والذين قدمو الغالي والنفيس  من أجل قضية فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني  ونحن كفلسطينين لن نكون إلا عامل أمان من أجل لبنان وسلامة لبنان  وأود من هذا المنبر المباركة إلى لبنان بما حققه من انتصار بفضل صمود شعبه والجيش والمقاومة  بالقضاء على الإرهاب الأسود في عرسال وهذا مبعث سرور لنا كفلسطينيين  بأن نرى لبنان قد تعافى من هذا المرض  ومن محاولة المساس بأمنه وسلامته واستقراره وأخيراً أشكركم من عميق قلبي على هذه المقابلة  .

وأخيراً لا يسعني سعادة السفير إلا شكرك على هذه المقابلة التي خصيتنا بها ولك كل المودة والاحترام سعادة السفير  . 

2017-09-20