الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الطاقة المستدامة من هدف اخلاقي نحو هدف اقتصادي...شيماء يوسفي

 

  العديد منا يدري ان كل ما نملكه من تكنولوجيا في عصرنا هذا لم يوجد لولا الطاقة، و التي بالفعل لا يمكن الاستغناء عنها . و لكن  من جانب اخر هذه الطاقة التي نحن بصدد استعمالها و تسخيرها لفائدتنا هي المسبب الرئيسي لمعاناتنا من عدة  جوانب : اقتصاديا، صحيا واجتماعيا،...الخ ، لكن هذا الواقع يمكن تغييره بواسطة خطوة بسيطة جدا و هي تغيير نوع الطاقة ، لتغييرغدنا نحو الافضل.

ربما هناك العديد من القضايا التي يجب ان نوليها اهمية اولا و لكن هذا الموضوع لا يقل اهمية عنها،  فالطاقة المستمدة من الوقود تقوم بقتلنا ببطء لانها  المسبب الرئيسي  للتغير المناخي –اهم مشكلة في هذا العصر- و كذلك فهي تمتص و تخل بالجانب الاقتصادي و ذلك بسبب كلفتها العالية ، و من جانب اخر فتاثيراتها تمتد و نتائجها تزداد و لم يعد بالامكان التحكم فيها، فما الحل ؟

 الحل اذن هو تغييرها، خلال مؤتمر الامم المتحدة حول تغير المناخ في باريس في ديسمبر العام الماضي،  قدمت ما يزيد عن 180 دولة خططا مفصلة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ، و بعد اسبوعين من المفاوضات المكثفة وافقت الدول الاخرى على تقديم خطط اكثر قوة كل خمس سنوات. و هذا دليل على ان الطاقة النظيفة بدات حقا في  منافسة الطاقة التقليدية و ربما حتى تتفوق عليها.

 بالنسبة للطاقة المتجددة او المستدامة فهي شائعة نوعا ما في هذا العصر، ويحتمل انه في القرن القادم ستصبح هي الطاقة المستخدمة و ذلك لانها و كما يشير اسمها انها متجددة و لا تنضب، كذلك فهي لا تؤثر على الاطلاق على المناخ و هذا بالتاكيد سيجعلها افضل خيار، كذلك سهولة استخراجها ووفرتها . اما بالنسبة للجانب الاقتصادي فهي تقريبا تستهلك نصف ما تستهلكه طاقة الوقود الاحفوري من مصادر مالية. ان  للطاقة التقليدية تشكل بالفعل تهديدا كارثيا لا يمكن غض البصر عنه بتاتا ، فبجانب انها تنفد فهي تؤثر بشكل مهلك على المحيط سواء من ناحية الكائنات الحية  -التي تنقرض بسببها- و تلويث الجو مما يسبب العديد من الامراض ، و مساسها بعناصر المحيط الاساسية الماء، التربة و الهواء ، كذلك تاثيرها المباشر على صحة الانسان بحيث تسبب في كثير من الاحيان موته .

ان الطاقة النظيفة يمكن استخراجها بعدة طرق اهمها الماء، الرياح ،الشمس ،الكتلة الحيوية و الطاقة الجوفية لباطن الارض و هي موارد متجددة غير قابلة للنفاذ ، كذلك يمكن استغلالها في العديد من المجالات الصناعية، الزراعية ،المالية و البيئية ،فاستعمالها يوفر العديد من الجهد و الموارد المالية اللذان اعتادت ان تمتصهما الطاقة التقليدية،  كذلك استخدام هذه الطاقة يوفر علينا حل العديد من المشاكل الاخرى كالفقر مثلا لان استخدام الطاقة المتجددة يساهم في رفع معيشة الفرد و توفير فرص العمل  و القضاء على الفقر في المجتمعات ، لان البلدان التي بدات استخدام هذه الطاقة هي بالفعل  في طور التحول من دول فقيرة الى دول غنية،  ايضا استخدام هذه الطاقة البديلة يقضي بشكل فعلي على اهم مشكلة تواجهها الكرة الارضية و هي الاحتباس الحراري،  فاستخدام هذه الطاقة يخفض من درجة حرارة الكرة الارضية. هذه الطاقة هي طاقة محلية بمعنى انها ستخلصنا من تكاليف النقل التي اعتدنا صرفها على الطاقة التقليدية مما يعد مشكلة اقتصادية نحن بصدد التخلص منها .

كذلك تذبذب أسعار النفط عالميا وعدم استقرارها جعل البعض يفكرون جديا بالحاجة إلى الطاقة المتجددة ،و الحقيقة كما تقول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، فالطاقات المتجددة أقل كلفة من الطاقة الأحفورية (النفط والفحم والغاز).

فأسعار ألواح الخلايا الشمسية انخفضت بنسبة 80% منذ العام 2008، وطاقة الرياح وجوف الأرض والطاقة الكهرومائية تعتبر منافسة وبجدارة للطاقة الأحفورية، مما حفز دول العالم وأصحاب القرار على الاستثمار الحقيقي في الطاقة النظيفة بما يعود بالفائدة المرجوة للاقتصاد القومي. الان ما يقارب 65 دولة قد بدات في تطبيق الطاقة المستدامة ووضع الساسات اللازمة لتطويرها.

السعودية تعتبر من اهم النتجين للنفط في العالم و المصدرين له فهي  تستهلك ما يعادل 900 الف برميل يوميا للتكييف و تحلية المياه فقط  كذلك بالنسبة لاحتلالها مركزا مهما في تلويث المناخ بغازات الحرق لكنها بادرت بكونها عضوا في اتفاقية باريس حيث وعدت انها ستخفض نسبة الكربون بنسبة 26 بالمائة. ام عن مشاريعها ففي 17 يناير اعلنت (ارامكو) عن تدشين اول توربين في المملكة لتوليد الطاقة من الرياح . و في 17 ابريل من هذا العام اعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفاتح ايضا  اطلاق كلا من مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة ، فالمملكة تطمح ان تكون سوقا و مصدرا للطاقة المتجددة خلال رؤيتها في 2030.

اما المانيا فاطلقت مبادرة للانتقال من الوقود الاحفوري و الطاقة المتجددة بالكامل، و باسعار تنافسية بحلول 2050 . حيث انها تطمح للوصول الى 40 بالمائة من تحويل كهربائها الى كهرباء مصدره الطاقات المتجددة،  و اما المراقبون فيتوقعون ان المانيا ستكون اول الدول التي ستصل الى الامال المرجوة.

اما الصين و التي اصبحت اكبر مولد للكهرباء بالطاقة الشمسية قي العام الماضي، فانها تنوي الاستثمار في الطاقات المتجددة و التي ستفتح حوالي 13 مليون وظيفة. اما الولايات المتحدة قامت بتطبيق و تحقيق 100 بالمائة من هذا المشروع في العديد من الولايات.و كذلك الامر بالنسبة للعديد من دول العالم . اما الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ارينا) اعلنت ان عدد الوظائف في هذا القطاع قد بلغ بالفعل 9.8 ملايين وظيفة و من المتوقع ان تبلغ 24 مليونا وظيفة في 2030.

هذه الطاقة البديلة تمثل ثورة في المجال الطاقوي و ذلك بسبب الجدال الذي يدور حولها و ما  ان كانت تستحق كل هذا التقدير ام لا فهي في الاخير تعتبر منافسا للطاقة التقليدية، حيث و بظهورها ادت الى انخفاض قوة و تاثير موارد الوقود الاحفوري و منحت مبدا تكافؤ الفرص لجميع الدول ، لانه و بتطبيقها لن يكون هناك استيراد طاقوي بعد الان و ستكون جميع الدول قادرة على انتاج طاقاتها بنفسها مما سيؤدي الى انخفاض اسعار النفط و تجارته و التي تعتبر الدخل الرئيسي للعديد من الدول، كذلك ستقضي على التبعية الدولية و هذا لن يكون في صالح الكثير من المعارضين لهذه الثورة .

 

ان استخدام الطاقة المتجددة يعد صفقة رابحة و ذلك لامكانية تسخيرها في المجال التجاري، الصناعي ،العسكري، الزراعي و الاقتصادي و العالم الان يواجه بعض التحديات كتامين الكهرباء في ظل النمو السكاني و محدودية الموارد الطبيعية ، لهذا يجب خط خطوة نحو التغيير و انشاء مشاريع جديدة تخدم مصلحة الجميع بما فيهم البيئة، فيجب الشروع في انقاذ ما تبقى و تلبية الضرويات و الطلبات مع الاكتفاء باقل قدر من الاضرارو هذا لضرورة التقدم،التعايش و البقاء.

 

المراجع

 

http://www.feedo.net/ScienceAndTechnology/Technology/EssentialTechnology/RenewableEnergy.htm

http://mawdoo3.com//

http://www.aljazeera.net/news/scienceandtechnology/2015/9/5/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%81%D8%A9

http://www.noonpost.org/content/5945

http://www.asswak-alarab.com/archives/11991

 

 

 

2017-09-30