السبت 29/10/1444 هـ الموافق 20/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ارديان: أطفال اليمن .. هياكل عظمية تخشى خروج الروح

على أحد أسِرَّة مستشفى في مدينة الحديدة اليمنية يرقد الطفل عبد العزيز الحسيني كهيكل عظمي ليس فيه إلا الروح.

 

الطفل ابن التاسعة والذي لا يزيد وزنه عن 10 كيلو جرامات واحد من مئات الآلاف من أطفال البلد الذي يعاني من سوء تغذية حادة.

 

ولأكثر من عامين- بحسب صحيفة جارديان البريطانية- يعاني مستشفى الثورة الذي يتلقى فيه عبد العزيز العلاج، من الضغوط، جراء الصراع بين التحالف الذي تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

 

حتى ممرات المستشفى مزدحمة بالمرضى القادمين من 5 محافظات محيطة، انتظارًا لدورهم في تلقي العلاج.

 

ويعمل حاليًا أقل من 45% من مؤسسات الدولة الطبية، بعد أن أُغْلِق معظمها بسبب القتال أو نقص التمويل أو بسبب تعرضها للقصف من غارات التحالف، لذلك تعالج مستشفى الثورة يوميًا نحو 2500 مريض مقارنة بـ 700 كانت تعالجهم قبل تصعيد النزاع في مارس2015 .

 

 

وتقول منظمات الإغاثة الدولية، بدون توفير علاج مجاني للكوليرا ومساعدات إنسانية، فإنّ الكثير من أطفال اليمن سوف يعانون مثل عبد العزيز.

 

تقول نور راشد وهي تحتضن ابنتها التي جاءت لتلقي العلاج مثل عبد العزيز:” نحن ضعفاء وأطفالنا ضعفاء لم يتبقَّ لدينا شيء نقدمه لا نستطيع حتى أن نطمع حيواناتنا.. فقط الله هو الذي يمكن أن ينقذنا الآن”.

 

وعلى بُعد أكثر من 200 ميل من الحديدة في محافظة لحج الجنوبية، الخاضعة لسيطرة التحالف، فإنَّ الأطفال الأكثر هزالًا يرقدون بلا فائدة.

 

وتتكرر هذه المشاهد في مراكز التغذية العلاجية في العاصمة صنعاء، وفي قلب مدينة تعز التي مزقتها الصراعات.

 

ويعيش 7 ملايين نسمة في اليمن على حافة مجاعة في بلد مزقته الحرب ويعيش بالفعل أسوأ وباءً لتفشي مرض الكوليرا في العالم، في حين شددت قوات التحالف الذي تقوده السعودية الحصار عليه ما أوقف تدفق المساعدات الحيوية.

 

وقبل أيام أدانت الأمم المتحدة الحصار المفروض على اليمن، فيما وجهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” نداء لوقف الحرب على الأطفال في اليمن.

 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إنّ المنظمة تدين الحصار الذي فرضه التحالف العربي على اليمن منذ الاثنين الماضي.

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب مؤخرًا التحالف العسكري الذي تقوده السعودية بوضع حد للحصار، وقال إنّ اليمن تتهدده “أسوأ مجاعة” منذ عقود.

 

ودعا مجلس الأمن- في بيان عقب اجتماعه لبحث الأوضاع الإنسانية في اليمن- التحالف العربي إلى إبقاء الموانئ والمطارات في البلاد مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية، بما فيها ميناء الحديدة.

 

وقال رئيس المجلس لهذا الشهر الإيطالي سيباستيانو كاردي للصحافيين إثر اجتماع مغلق عقده المجلس حول اليمن بطلب من السويد، إنّ أعضاء المجلس الـ 15 عبروا عن “قلقهم” من “الوضع الإنساني الكارثي في اليمن”، وأعرب المجلس عن قلقه مع وجود 6.8 ملايين إنسان يواجهون خطر المجاعة في البلاد.

 

وكانت 15 منظمة نددت بالحظر الذي يعوق العمليات الإنسانية في هذا البلد، ودعت إلى استئنافها “فورا” لتفادي وقوع “كارثة”.

وشدَّد بيان لهذه المنظمات- ومن بينها “العمل ضد الجوع” و”منظمة الإعاقة الدولية” و”أطباء العالم” و”أوكسفام” و”المجلس الدانماركي للاجئين” و”المجلس النرويجي للاجئين”- على أنه “في السياق الحالي من الأزمة الغذائية الحادة وانتشار وباء الكوليرا، فإنّ أي تأخير في إعادة وصول المساعدات الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى وفاة نساء ورجال وفتيات وفتيان في مختلف أنحاء البلاد”.

المصدر: ترجمة وتحرير مصر العربية

2017-11-14